مدونة زينب حيدر الموسوي


جذور الشخصية القوية لانتاح جيل واعي

زينب حيدر الموسوي | zainab haider almusawi


16/11/2020 القراءات: 2812  


جذور الشخصية القوية

تستند الشخصية القوية على طبيعة التربية : فهناك ابناء رُبوا في عائلة صقلت مواهبه وشخصيته بالاسلوب الصحيح والتشيع مما نتج لنا نتاجا مثمرا ،

وهناك شخصيات اخرى ولدت في عائلة الاب والام ذوو شخصية ركيكة : ولكن مع هذا نتجت شخوص قوية جدا .

وهناك شخصيات اخرى ايضا: هي في عائلة حاولت زرع الشخصية القوية ولكن طريقتها كانت فاشلة هذا ما جعلها شخصية الابناء ضعيفة جدا .

وهناك شخصيات ايضا كانت في اسرة ركيكة وخرجت هذه الشخصية بشكل غير ملائم .

هذه الشخصيات الاربع تؤثر بشكل اما ايجابي او سلبي على المجتمع ، وما يقع على عاتق الام من التربية ومافرضه عليها مجتمعها جعلها هي المربية .

ماعليك معرفته كانثى : هو كيف ستصبحين زوجة مثالية ، وام منتجة ومربية لانتاج جيل مؤمن قادر على بناء مجتمع متماسك .

الجزء الاول يطول شرحه : وهو كيف ستصبحين زوجة مثالية ؟
اما الجزء الثاني وهو ماسيتم شرحه في هذه المحاضره .
كيف ستصبحين ام مربية جيده ؟

١_ الاحتواء : الطفل من عمر صغير يحتاج الى الاحتواء هذا ما يجعله غير خائف من البوح بالحقيقة لامه . وهنا ستقومين بتقوية صفة الصدق لديه .

٢_ مشاركة الطفل بالنقاشات العائلية واخذ رأيه بعين الاعتبار مما يجعله قادر على اتخاذ قراره بنفسه بالمستقبل مع توضيح ماهو خاطئ من كلامه باسلوب يشد الطفل اليه .

٣_ استخدام اسلوب الترغيب والترهيب ، لكن يتبع شروط ، وعلى راسها عدم ضرب الطفل .

٤_ تفعيل نظام العقوبات : هذا ما سيجعل الطفل قادر على تميز الصح من الخطأ.

٥_ تنبيهه على الامور السلبية وعواقبها والايجابية ومايجذبه اليها ..

٦_ الطفل والمحيط:
أ_ من المبادئ الاساسية التي لا يمكن تجاهلها او التغافل عنها ، هو اثر المحيط القوي والفعال في تكوين شخصية الفرد ، فالطفل في بداية ولادته يأخذ بالتأثير والانفعال بالمحيط، ويبدأ بالتفاعل معه والاكتساب منه، فيقتبس مختلف أنماط السلوك والمعتقد وأساليب العيش والانحراف :
* فللوالدين وسلوك العائلة ووضع الطفل فيها مثلا دور في بلورة شخصية الطفل وتحديد معالمها.
* كما للمعلم واصدقاء الطفل وللمجتمع ووسائله الفكرية والاعلامية وعاداته واسلوب حياته سلطان كبير على سلوك الطفل وتفكيره .
ب_ غير ان من الامور المهمه التي يجب ان نلاحظها هنا ، وانطلاقا من فلسفة الاسلام العامة ، هي ان العالم الخارجي بالنسبه للانسان وبمختلف مصادره، ومع شدة تأثيره لا يقرر كليا وبصوره حاسمه والى الابد مواقف الانسان وشخصيته، بل الارادة والقوة الذاتية سيكون لها الدور الفعال في تحديد السلوك والمعتقد . ذلك لان الانسان في نظر الاسلام حر مختار يمكن ان يتصرف في اختيار المواقف وتحديد انماط السلوك ، ولكن هذه الارادة كما هو واضح تنمو مع الطفل وتقوى كلما نما وقوي حتى تكتمل وتنضج مواكبة نمو واكتمال شخصيته العامة .
ت_ واما في مرحلة الطفولة فسيكون للعالم الخارجي ولموضوعاته الاثر الاكبر والبالغ الاهمية في تشكيل الذات وتكوينها ، لانعدام الارادة والقدرة او ضعفها عن التمييز والاختيار في هذه المرحلة.

ث_ ومن الواضح ان تأثير العالم الخارجي ، البيت المدرسة المجتمع ، لايقف عند مرحلة الطفولة ، بل ان ما يشاهده الطفل ، او يتفعل به ، او يسمعه ، او يعانيه ، يبقى ذا مغزى ومدلول عميق مترسبا في اعماق العقل الباطن، يفعل ويؤثر ، وينازع الارادة في المستقبل ويقلقها ويثير المتاعب امامها,او على العكس من ذلك اذا كان مما يوافقها . وإذن فقد يعين العالم الخارجي الانسان على السلوك الخيِّر البناء، وقد يحرفه نحو سلوك شرِّير هدام ، من هنا جاء التأكيد في التربية الاسلامية على القيم والاخلاق والمبادئ كحقائق مستقلة متعالية على تأثيرات الواقع لتسلم من انحرافاته واثاره،
ج_ ولذا ايضا صار الاهتمام بالغا بتربية الارادة، لما لها من دور وفاعلية في حياة الفرد والشعوب والامم . فبالاارادة المنفصلة عن تاثيرات المحي والملتزمة بالقيم والمبادئ المتعالية على واقع العالم المحيط بالإنسان برز القادة والمفكرون والمصلحون ، ونادوا بالثورة على الواقع وتغييره ، بعد ان اكتشفوا مواطن الداء والانحراف فيه، واستطاعوا ان يصنعوا موضوعا اجتماعيا جديدا بواسطة الارادة والفكرة المجردة . وهذا التقويم الواقعي المسنود من قبل منطق التأريخ ومردود حركته ، والذي يعطي الإنسان القيمة الحقيقة في هذا الكون ، ويضعه موضع الايجابيه والفاعلية ، وهو تقويم الاسلام الذي جاء صريحا بقول الله الحق : ( بَل الإنسنُ على نَفسِه بصيرةٌ* وَلَو أَلقى معاذيره)
ويقول رسول الله (ص) ( لا تكن امعة تقول انا مع الناس، ان احسن الناس احسنت، وان أساؤوا أسأت ، بل وطِّنوا أنفسكم ان احسن الناس ان تحسنوا، وان اساؤوا ان تجتنبوا اساءتهم)

ح_ واذن الى جانب الاعتناء بالارادة ، او بذاتية الانسان الداخليه وقوة اختياره يلجأ الاسلام الى الاهتمام بالبيئة الخارجية ، لانها الاداة التي تمد الذات بالوان من الصور والانفعالات ، وتعمل على ملء محتوى الانسان عن طريق الحس ، لذا كان الاعتناء بما يغذي الانسان من معلومات خارجية _بيئة_ تساهم في بناء ذاته امرا ضروريا واسلوبا من اساليب حماية الشخصية وتنقيحها.من هنا كان واجبا على التربية ان تبعد الطفل عن كل ماله تأثير سيئ وضار على نفسه ، وان تحيطه بجو يساعده على النمو السليم ، ويحفظه من التعقيد والانحراف ، وسواء في المحيط الاجتماعي او الطبيعي وذلك لان للظواهر الطبيعية اثرا فعالا ومؤثرا في نفسية الطفل ، كما للظروف الاجتماعية تاثيرها_ وبصمتها على شخصيته وعلاقاته.
بقلم : زينب الموسوي



للطفل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع