أهمية المهارات الاجتماعية
داليا محمد شافع | Dalia mohamed shafee
29/07/2021 القراءات: 1941
يعزي الاهتمام بالمهارات الاجتماعية إلي كونها من العناصر المهمة التي تحدد طبيعة التفاعلات اليومية للفرد مع المحيطين به في السياقات المختلفة والتي تعد في حالة اتصافها بالكفاءة من ركائز التوافق النفسي علي المستوي الشخصي والمجتمعي.
أرتفاع مستوي المهارات الاجتماعية يحقق مزايا للأفراد مثل:
- تمكين الفرد من إقامه علاقات وثيقه مع المحيطين به والحفاظ عليها من منطلق إن إقامه علاقات وديه من بين المؤثرات الهامة للكفاءة في العلاقات الشخصية فالفرد كما يشير (كارليون) يحيا في ظل شبكة من العلاقات التي تتضمن الوالدين والأقران والأقارب والمعلمين ومن ثم فإن نمو تلك المهارات ضروري للشروع في إقامه علاقات شخصية ناجحة ومستمرة معهم.
وقدم بعض الباحثين تفسيرا لذلك الموقف قوامه أننا حين نفحص محتوي المهارات الاجتماعية سنجدها تتضمن مهارات اتصالية متنوعة تعمل علي توطيد أواصر الصلة مع الأخرين كالمحادثة والتي تحدد طبيعة أسلوب التواصل بين الأشخاص ونمط علاقاتهم والقدرة علي فهم مغزي رسائلهم غير اللفظية والاستجابة لها والإفصاح عن الذات والتي تعني الانفتاح علي الأخر وفتح خطوط اتصالية معه مما يعمل علي تقليل المسافات النفسية بينهما وهي مهارة يوضح ( ألتمان وتايلور) أنها مركزية لنمو العلاقات الوثيقة حيث يصعب تصور قيام علاقة وثيقة بين فردين بمعزل عن قدر مناسب منهما يتبادله الطرفان وينمو بالتدريج من حيث العمق والاتساع عبر تاريخ العلاقة, فضلا عن الإنصات وتفهم الأخرين ومشاركتهم وجدانيا وتقديم يد العون لهم وتيسر المهارات الاجتماعية المرتفعة علي الفرد أيضا إدارة علاقات العمل سواء مع الزملاء أو الرؤساء أو المرؤسين بطريقة أفضل وتجنبه نشوء الصراعات معهم وحلها إن حدثت بصورة فعالة.
- مواجهة المواقف المحرجة والتخلص من المأزق بكفاءة ومن ثم الشعور بفعاليته الذاتية نتيجة لذلك.
- التخفيف من التوتر الشخصي الزائد للاستمتاع بالحياة.
- تساعد الفرد علي الاستفادة من الأخرين فالمنصت الجيد مثلا ليس محبوبا فقط من المحيطين به بل أنه سيعرف أشياء جديدة منهم.
فضلا عن أن الأقران سيوفرون للفرد الماهر اجتماعيا حين يتفاعل معهم بشكل مكثف فرصه لتعلم المزيد من السلوكيات الاجتماعية الايجابية وتشير الدراسات في هذا الصدد إلي أن الأطفال الذين لديهم عدد أكبر من الأصدقاء يميلون لأن يكونوا أكثر إيثار وتقديرا لذواتهم وينمو لديهم العديد من المهارات المعرفية مقارنة بما لديهم صداقات أقل.
- التفاعل مع الأخرين يسهم جزئيا في تحديد طبيعة تصورات الفرد عن نفسه والتي يتوقع في حالة الماهرين اجتماعيا أن تكون ذات طابع ايجابي.
- توفر المهارات الاجتماعية يعد أمر ضروريا للباحث نظرا لأن طبيعة مهامه تتطلب المواجهة والتواصل مع الأخرين وترسيخ الشعور بالألفة معهم في فترة وجيزة.
أما انخفاض مستوي المهارات الاجتماعية يفسر:
- الاخفاق الذي يعانيه البعض في مواقف التفاعل الاجتماعي والذي يتمثل في عدم استثمار الفرص المتاحة لإقامه علاقات ودية مع المحيطين به وعدم الحصول علي الموقع المناسب في العمل والمكانه الملائمه بين الزملاء.
- قد يسبب للفرد العديد من الصعوبات من قبيل انخفاض احتمال التغلب علي الخلافات في العلاقات الشخصية بل وتأجيجها أحيانا علي نحو قد تصل معه لصراعات عنيفة.
- يرتبط نقص المهارات الاجتماعية ببعض المشكلات النفسية والسلوكية من قبيل التعاطي وتشير نتائج الدراسات إلي أن الخضوع لضغوط الأقران والذي يعد أحد أوجه قصورالمهارات الاجتماعية من أهم العوامل المؤدية لبدء التعاطي.
- يعوق التحصيل الدراسي وتفاقم الشعور بالفشل وصعوبه الاندماج مع جماعه الأقران في الفصل.
- هناك علاقة بين المهارات الاجتماعية الضعيفة والاكتئاب هناك دراسات عديدة تؤيد ذلك تشير أن الطلاب الصينين الأكثر اكتئابا كانوا أقل توكيدا مقارنه بالأقل اكتئابا وهناك دراسة أخري حول التفاعلات الاجتماعية اليومية لمجموعة من مرتفعي الاكتئاب مقارنه بمجموعة من منخفضيه لمدة ثلاثة أسابيع يتبين أن مجموعة المكتئبين لديهم علاقات محدودة وأقل وثاقة بالمحيطين بهم مقارنه بغير المكتئبين وبطبيعة الحال لاتعد هذه النتائج مستغربه ذلك أن منخفضي المهارات الاجتماعية يصعب الإفصاح عن مشاعرهم والإفضاء بما يحملونه من هموم وما يشعرون به من معاناة للأخرين ويميلون بدلا من ذلك إلي اجترارها ذاتيا مما يضخم من أثارها السلبية علي المستوي النفسي والبدني وهو ما يؤدي إلي ظهور لبعض الأعراض الاكتئابية المزاجية والنفسجسمية لديهم.
- ذوي المهارات الاجتماعية المنخفضة لديهم صعوبة في فهم وتفسير سلوك ومقاصد الأخرين علي نحو قد يستدعي ردود أفعال دفاعية قد تؤثر سلبا علي العلاقة معهم كان من الممكن تجنبها في حالة الفهم الدقيق لسلوكهم.
وبذلك أصبح من المتفق عليه أن المهارات الاجتماعية من المحددات الرئيسية لنجاح الفرد أو فشله في المواقف الاجتماعية المتنوعة فهي التي تمكنه في حالة ارتفاعها من أداء الاستجابة المناسبة للموقف بفعالية وفي المقابل فإن ضعفها يعد أكثر العوائق في سبيل توافق الفرد مع الأخرين.
المهارات الاجتماعية المرتفعة المنخفضة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة