د.امل صالح سعد راجح


المدن اليمنية في رحلة ابن بطوطة

د.امل صالح سعد راجح | Dr.Amal Saleh Saad Rajeh


03/06/2020 القراءات: 5839  


في رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار، نجد وصفا رائعا للمدن اليمنية التي مر بها الرحالة خلال رحلته، من هذه المدن: مدينة زبيد، مدينة جبلة، مدينة تعز، مدينة صنعاء، مدينة عدن وكل مدينة من هذه المدن أبدع في وصفها والاسترسال في ذلك، لنجد تراثًا زاخرًا وارثًا عظيمًا يؤرخ لفترة مهمة من تاريخ اليمن، كما ان ابن بطوطة يضاهي بنقلة لأوصاف ومعالم الشعوب والمدن التي زارها رواد الانثروبولوجيا في العصر الحديث ليؤكد اقدمية ظهور علم الانثروبولوجيا كعلم عربي له مقوماته وادواته المنهجية ، ففي وصفه لمدينة زبيد أشار الى أنها (مدينة عظيمة باليمن، بينها وبين صنعاء أربعون فرسخا، وليس باليمن بعد صنعاء أكبر منها ولا أغنى من أهلها، واسعة البساتين، كثيرة المياه، والفواكه من الموز وغيره وهي بريه لا شطيه، احدى قواعد بلاد اليمن، مدينة كبيرة كثيرة العمارة، بها النخل والبساتين والمياه، أملح بلاد اليمن وأجملها. ولأهلها لطافة الشمائل وحسن الاخلاق وجمال الصور، ولنسائها الحسن الفائق الفائت، وهي وادي الخصيب الذي يذكر في بعض الاثار ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال لمعاذ في وصيته: (يا معاذ إذا جئت وادي الخصيب فهرول). ولأهل هذه المدينة سبوت النخل المشهور، وذلك أنهم يخرجون في أيام البسر والرطب* في كل سبت الى حدائق النخل، ولا يبقى بالمدينة أحد من أهلها ولا من الغرباء، ويخرج أهل الطرب وأهل الأسواق لبيع الفواكه والحلاوات، وتخرج النساء ممتطيات الجمال في المحامل، ولهن مع ما ذكرناه من الجمال الفائق والأخلاق الحسنة والمكارم، وللغريب عندهن مزية، ولا يمتنعن من تزوجه كما يفعله نساء بلادنا، فإذا أراد السفر خرجت معه وودعته، وان كان بينهما ولد فهي تكفله وتقوم بما يجب له الى ان يرجع ابوه، ولا تطالبه في أيام الغيبة بنفقة ولا كسوة ولا سواها. وإذا كان مقيما فهي تقنع منه بقليل النفقة والكسوة، لكنهن لا يخرجن عن بلدهن ابدا، ولو أعطيت احداهن ما عسى ان تعطاه على ان تخرج من بلدها لم تفعل.
وعلماء تلك البلاد وفقهاؤها أهل صلاح ودين وأمانة ومكارم وحسن خلق.
من خلال الوصف السابق لواحدة من المدن اليمنية التي زارها ابن بطوطة يمكن اجمالا التركيز على النقاط الأساسية في وصفه للمدينة:
1- الوصف الخارجي للمدينة من حيث مساحتها وكبرها.
2- التركيز على الموارد الاقتصادية التي تتمتع بها المدينة من زروع وثمار وانشطتها الاقتصادية التي تمارسها ان كانت موسمية او سنوية إضافة الى مناخها ونظارتها.
3- التركيز على العادات الثقافية التي يمارسها اهل المدينة بالموازاه مع أنشطتها الاقتصادية.
4- وصف شمائل واخلاق اهل المدينة مع ما يتصفون به من الجمال وحسن الصور.
5- وصفه لنساء هذه المدينة من مكارم اخلاقهن ومساعدة ازواجهن ان كانوا من اهل المدينة او غيرها وتحمل نفقة اولادهن في حالة غياب ازواجهن مع اعتزازهن وحبهن لبلدهن وعدم رغبتهن بمغادرته ولو أعطوا كل شيء مقابل ذلك.
6- وصفه لعلماء تلك البلاد وفقهاؤها بأنهم أهل صلاح ودين وأمانة ومكارم وحسن خلق.


المدن اليمنية - ابن بطوطة - رحلة -


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع