التذكير والتحذير من دعوى الانتساب لسيدنا البشير النذير
زين محمد العيدروس | zainalaidaros
03/04/2024 القراءات: 513
التذكير والتحذير من دعوى الانتساب لذريّةالبشير النذير بقلم د. زين بن محمد بن حسين العيدروس
عفا الله تعالى عنه
من مقدمة الكتاب :
[ الحمد لله الكريم المنّان، المتكرّم على خلقه بالفضل والإحسان، يختص من يشاء بالانتساب لسيّد الإنس والجان، للاختبار والامتحان، والقيام بشرف النسبة من غير توان، والكل من آدام الإنسان، فهو الجد والنبي والمرسل من الرحمن، فسبحان الخالق المصوّر المبدع عظيم الشأن، والصلاة والسلام الأتمان على سيدنا آدم وعلى سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام الأكملان، وعلى آلهما على ممرّ الزمان، وأصحابهما أهل النصرة والبرهان، ومن تابعهم بإحسان، أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة، وتذكِرة مُخلِصة، ورادِعة وزاجرة، لمن ينتسب إلى أبٍ أو قبيلة وهو ليس منها، وليس لديه بُرهان على دعواه إلا أنه يريد أن يرفع نفسه! ومسكين من ظن أن النسب وحده يرفع، وإلى أهل الشرف يقنع، وإنما بذلك هلك ومع أهل الزيغ وقع !
وقد كثر في الآونة الأخيرة في بلدنا وغيره ادعاء الانتساب إلى ذريّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زُوراً وكذباً دون أيّ حجّة ولا بُرهان، وقد قال العلامة الفقيه ابن حجر الهيتمي ـ رحمه الله ـ (ت 973هـ): (يَنْبَغِي لكل أحد أَن يكون لَهُ غَيرَة على هَذَا النّسَب الشريف وَضَبطه حَتَّى لَا ينتسب إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْه وآله وَسلم أحد إِلَّا بِحَق، وَلم تزل أَنْسَاب أهل الْبَيْت النَّبَوِيّ مضبوطة على تطاول الْأَيَّام وأحسابهم الَّتِي بهَا يتميزون مَحْفُوظَة عَن أَن يدعيها الْجُهَّال واللئام، قد ألهم الله من يقوم بتصحيحها فِي كل زمَان، وَمن يعتني بِحِفْظ تفاصيلها فِي كل أَوَان خُصُوصا أَنْسَاب الطالبيين والمطلبيين) () ، بل يجب على الإنسان نفسه إذا ادّعى بعض أهله النسب الشريف من غير مستند شرعي معتبر عند أهل الأنساب أن يبيّن حقيقة نسبهم وإلّا كان شريكاً في الإثم والجُرم، وما أكثر السكوت فيما لا يجوز ويُعد ذلك من المُداهنة المحرّمة شرعاً، قال العلامة علي القاري ـ رحمه الله ـ: (إذا كان بعض قومه يدعي الشرف مثلا بالزور فيجب عليه أن يطعن في نسب نفسه حينئذ؛ ليظهر الحق ويذهب الباطل) ().
مع ضرورة التنبيه أن الطعن في الأنساب الثابتة حرام شرعاً؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ "()
والحديث إخبار بأنَّ هاتين الخصلتين من خصال الكفَّار لا أن فاعلهما كافر، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ: (وفيه أقوال أصحها: أن معناه هما من أعمال الكفار وأخلاق الجاهلية، والثاني أنه يؤدي إلى الكفر، والثالث أنه كفر النعمة والإحسان، والرابع أن ذلك في المستحل، وفي هذا الحديث تغليظ تحريم الطعن في النسب والنياحة وقد جاء في كل واحد منهما نصوص معروفة) ().
فكتبتُ هذه الرسالة محبةً وشفقة لأمثال هؤلاء الداخلين في أنساب غيرهم، والذين قد يُحرمون ويُطردون من رحمة الله تعالى من حيث لم يحتسبوا، وهم يظنون أنهم يحسنون صُنعا، وهم إلى الكفر بنعمة الله تعالى عليهم أقرب ـ والله المستعان.
ورتبتُ هذه الرسالة في مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة:
المبحث الأول : نماذج من أسباب ادعاء النسب لأهل البيت، والتحذير من ادعاء النسب الطاهر ، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: نماذج من أسباب ادعاء النسب لأهل البيت
المطلب الثاني: التحذير من ادعاء النسب الطاهر
المبحث الثاني: حكم الانتساب إلى غير قبيلته، وهل للمنتسب إلى ذلك من عقوبة ؟ وأغراض دعوى الانتساب، ومفاسده، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: حكم الانتساب إلى غير أبيه أو غير قبيلته، وهل للمنتسب إلى بيت النبوة من عقوبة ؟
المطلب الثاني: أغراض دعوى الانتساب، ومفاسد الانتساب لغير أبي المرء وقبيلته
المبحث الثالث: الأحاديث الثابتة في تحريم الانتساب إلى غير أبيه أو قبيلته
الخاتمة: النسب غير مكتسب، والمحبة تبلغ المراتب].
النسب، الدعوى، الذرية، ال البيت