التجارب الاجتماعية في ظاهرة تغيير الديانة في الأرخبيل الماليزي
لورنس حسن الزعبي | Lorans hasan AL Zuabi
14/11/2020 القراءات: 4190
العوامل الاجتماعية التي تم فحصها في هذه الدراسة تشمل العلاقة وردة الفعل والمشاكل. فيما يتعلق بالعلاقة، فإن الأسباب الاجتماعية للردة عن الإسلام، وفقًا لبعض المرتدين، تشمل الاستياء من شخص مقرب، مثل الأب أو الزوجة، وفشل العلاقات الأسرية مثل الزواج. وذكر بعض المرتدين أن هذا الاستياء الاجتماعي كانت نقطة الانطلاق لتحويلهم. وساهمت هذه العوامل الاجتماعية والعاطفية في قرارهم بترك الإسلام وتبني ديانة جديدة أو العودة إلى ديانتهم السابقة. وأفاد اثنان من المرتدين ومسلم واحد عن عدم رضاهم عن آبائهم. وأوضح أحدهم علاقته السلبية مع أسرته، وخاصة مع والده. أكد أنه كره والده كثيرًا، ونتيجة لذلك، كره الإسلام. حيث ربط الإسلام بأبيه الذي كان يجبره دائمًا على أداء الفرائض الدينية. وذكر أيضًا وجود علاقة سيئة مع بقية أفراد الأسرة وجيرانه ومجتمع الملايو المسلمين. ووفقا لكلامه، كل الناس من حوله كرهوه. وتسببت هذه العلاقات السلبية له بالاكتئاب وأثرت على مزاجه حيث أصبح عدواني للغاية. وكره الإسلام وجميع المسلمين. ثم ترك الإسلام وتحول إلى المسيحية حيث وجد كل الحب والحياة السلمية التي يحتاجها، حسب ما أفاد. ويصف بعض علماء الاجتماع، مثل هذا النوع من التحويل بأنه تمرد على الوالدين والمجتمع (كابلوفيتز وشيرو، 1977) . وقال آخر إنه أصيب بالاكتئاب بسبب والده الذي ترك عائلته عندما كان في الثالثة من عمره. ونتيجة للحياة الصعبة التي عاشها هو ووالدته، أصيب باضطراب المزاج (ثنائي القطب)، مما تسبب له في التأرجح بين حالات مزاجية مختلفة وتأثره بشدة بكل شيء، بما في ذلك معتقداته وممارساته الدينية. وهذا هو السبب في وصفه لتدينه بالأعلى والأسفل. على الرغم من أن هذه القضية تبدو أنها تدعم نظرية تأثير العوامل النفسية على التحول الديني، إلا أنها تندرج هنا لأنها ناجمة عن اختفاء الأب من حياته. وذكرت واحدة من المتحولين المسلمين سبب مماثل لمغادرة الإسلام حيث ولدت لأب مسلم وأم معتنقة للإسلام. وقد أثر اختفاء والدها من حياتها في موقفها من الإسلام. ونتيجة لذلك، فقد تحولت عن الإسلام لتتبنى البوذية. الآن عادت إلى الإسلام لإرضاء والدتها. ويقدم نتائج هذه الحالات الثلاث دعماً جزئياً لدراسة أولمان (1989) ، التي وجدت أن الغياب أو سوء العلاقة بين الآباء والأطفال يشكل عاملاً في تجربة التحول الديني. ووجدت أولمان في دراستها أن ما يقرب من 80 في المئة من عيّنتها كانت تعاني من علاقة شديدة التوتر مع آبائهم (أولمان ، 1989). ولم يكن لجميع المرتدين ومعتنقي الإسلام علاقات سلبية مع عائلاتهم أو أصدقائهم أو مجتمعاتهم. عوضا عن ذلك، فقد أبلغ الكثير منهم عن وجود علاقة قوية أو جيدة مع الأسر والأصدقاء والناس في مجتمعهم. في الوقت نفسه، لا يمكن الإنكار أن العلاقة، سواء كانت جيدة أو سيئة، مهمة باعتبارها واحدة من العوامل التي تسبب التحول الديني. وبرر بعض المرتدين أنهم غير راضين عن زوجاتهم المسلمات، لأنهن كن السبب في اعتناقهم الإسلام. ومنذ طلاقهم، تركوا الإسلام وعادوا إلى ديانتهم السابقة وهي المسيحية. وكان الحب والزواج من ضمن أسباب اعتناق دين آخر. وهذه النتيجة تتماشى مع عادل وآخرون (2010) في بحثهم عن الردة في ماليزيا. وباستخدام التحليل النوعي لبحثهم، وجدوا أن معظم المتقدمين الذين أرادوا ترك الإسلام هم أولئك الذين اعتنقوا الإسلام من تلقاء أنفسهم لأسباب محددة وأرادوا العودة إلى دينهم السابق بعد الفشل في تحقيق أهدافهم. بالنسبة لهم، كان الغرض من الخروج من الإسلام (ارتداد) يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسباب اعتناق الإسلام. وأفاد عادل وآخرون أن من أهدف اعتناق الإسلام في ماليزيا الزواج بمسلم أو مسلمة، والحصول على مساعدة مالية، والحصول على الجنسية الماليزية. ووجدوا أيضًا أن هناك عددًا كبيرًا من المتقدمين الذين ولدوا كمسلمين، ولكن إما أنهم نشأوا بطريقة غير إسلامية أو كانوا صغارًا عندما اعتنق آباؤهم الإسلام. وهذا الاكتشاف الأخير يتماشى أيضًا مع إحدى عينات الدراسة الحالية الذي ولد لأب مسلم وأم هندوسية وترعرع كهندوسي مع اسم مسلم. ولم يكن الحب والزواج من أسباب الارتداد عن الإسلام في ماليزيا فحسب، بل أيضًا سببا في اعتناق الكثيرين للإسلام حيث أظهرت نتائج هذه الدراسة اتفاقًا مع بعض الدراسات الأخرى التي أجريت في ماليزيا، على سبيل المثال عادل (2006) ، ونور ن. (2008). تدعم نتائج البحث نظرية التأثير الاجتماعي، حيث ذكر العديد من المرتدين ومعتنقي الإسلام أنهم تأثروا على نطاق واسع بعلاقاتهم مع الأصدقاء. وأفادت النتائج أن التأثير الاجتماعي يظهر بشكل ملحوظ بين معتنقي الإسلام أكثر من المرتدين. حيث أفاد اثنان فقط من المرتدين أنهما تأثرتا بأصدقائهم الملحدين. وأكد جميع معتنقس الإسلام تأثير أصدقائهم على قرار اعتناقهم الإسلام. وذكر الكثير منهم أن صداقتهم كان لها تأثير إيجابي على قرارهم لاعتناق الإسلام، بينما ذكرت أحدهم أن صداقتها كان لها تأثير سلبي على قرارها في اعتناق الإسلام. ونتيجة لذلك، أفقد أخرت القرار لبضع سنوات بعد أن اخبرها أحد أصدقائها من المسلمين أن الإسلام ديانة صعبة. وذكر أحد المرتدين تأثير وسائل الإعلام على قراره بترك الإسلام. وكانت مناظرة بين المسلمين والملحدين نقطة البداية لعدم رضاه عن الإسلام. وهذا يدل على أهمية وسائل الإعلام في تشكيل وتحويل الأفكار والتصورات ورؤية الناس للعالم.
التجارب- الاجتماعية- تغير- الدين -ظاهرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
بارك الله فيكم
موضوع جميل
بالتوفيق
شكراً على هذا الموضوع
عرض رائع