مدونة الاستاذ الدكتور اياد هاني العلاف
أهمية التسميد الحيوي في تحسين نمو أشجار الفاكهة
الاستاذ الدكتور أياد العلاف | Dr. Ayad Hani Alalaf
08/05/2019 القراءات: 7082
التسميد الحيوي (Biofertilizers) :-
تعتمد الأسمدة (المخصبات) الحيوية Biofertilizersعلى استخدام النظم البيولوجية الطبيعية في تيسير العناصر الغذائية الهامة للنبات دون اللجوء إلى الأسمدة الكيماوية الضارة بهدف المحافظة على مستوى الإنتاجية لهذه النباتات بأقل كلفة ممكنة اذا ما قورنت بغيرها من الاسمدة وفي نفس الوقت خلوها من الملوثات لإنتاج غذاء صحي آمن وقابل للتصدير ، وتعتبر الاسمدة الحيوية من انواع الاسمدة الصديقة للبيئة والتي يرتبط نطاق استخدامها في معظم دول العالم، وترتبط الاسمدة الحيوية بدور عدد من الكائنات الحية والتي تساهم في اغناء التربة بالمغذيات النباتية ، وتعد البكتريا bacteria والفطريات fungi والطحالب الخضراء المزرقة blue green algae من أهم مصادر الاسمدة الحيوية حيث تقوم تلك الكائنات بدور هام في خدمة النباتات من خلال إتاحة العناصر الغذائية او مقاومة الامراض او الصمود في وجه الظروف السيئة المحيطة بنمو النبات كالاجهاد البيئي في التربة او التغيرات المناخية ، كما ويرتبط عدد كبير من هذه الكائنات بالنباتات بما يسمى بالمنفعة المتبادلة symbiosis .
تعرف الأسمدة الحيوية على أنها ميكروب او مجموعة من الميكروبات التي تعمل على توفير عنصر او اكثر من العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات في صورة ميسرة له بما تحوله من العناصر من صورها غير الجاهزة الى صورها الجاهزة للامتصاص خاصة العناصر الغذائية المهمة كالنتروجين والفسفور والبوتاسيوم، او يمكن تعريفها بأنها عبارة عن تلك اللقاحات الميكروبية (Microbial inoculants) التي تحتوي على الأعداد الكافية من السلالات الفعالة من الكائنات الحية الدقيقة والتي تلعب دورا هاما في المنطقة المحيطة بجذور النباتات الريزوسفير Rhizosphere وذلك عن طريق تلقيح البذور أو التربة بكائنات حية دقيقة قادرة على إحداث تأثيرات معنوية مفيدة على العائل النباتي المناسب بالإضافة إلى كونها تعتبر مصدرا لأنواع من كائنات حية دقيقة محددة تكون ذات فعالية عالية في المكافحة البيولوجية لمسببات الأمراض المحمولة في التربة ، كما أن دور الاسمدة الحيوية سيتعاظم في حل مشاكل كبيرة تواجه نمو النبات مثل التغلب على اثر الملوحة الزائدة في التربة وحماية النبات من المسببات المرضية حيث تقوم بإفراز مضادات حيوية تثبط نمو بعض الميكروبات الممرضة للنبات ، وقد عمد الباحثون على عزل هذه الكائنات من البیئات الطبیعیة لها وكذلك البیئات الزراعیة والعمل على تنمیتها معملیا ثم تجریبها على العدید من الاراضي الزراعیة لمختلف المحاصیل، ان المفهوم العلمي لهذه العملیة یطلق علیة التسمید الحیوي وهو الكتلة الحیویة الناتجة من إكثار الكائنات الحیة الدقیقة والتي تضاف إلى التربة بغرض تیسیر بعض العناصر الغذائیة ألأساسیة اللازمة لنمو النبات مثل النتروجین والفسفور والبوتاسیوم والكبریت والحدید.
تشير المصادر المختلفة إلى دور المخصبات الحيوية وأهميتها والميزات التي تضيفها إلى
التربة نتيجة لإحتوائها على الكائنات الحية الدقيقة النافعة مثل البكتريا والفطريات وغيرها فقد أشار العديد من الباحثين الى أن استخدامها يحقق فوائد عديدة للنبات والتربة ومنها :
1- توفير العناصر الغذائية المهمة لنمو النبات من خلال تثبيت النتروجين الجوي واذابة الفوسفات الثلاثي وخماسي الكالسيوم وتحويلها الى فوسفات احادي الكالسيوم الصالح للامتصاص من قبل النبات وتحويل البوتاسيوم من الصورة الغير ذائبة إلى الصورة الذائبة الصالحة للامتصاص بواسطة النبات .
2- تقليل الاعتماد على المركبات الكيماوية الزراعية وخاصة الاسمدة والمبيدات chemical compounds – Agro مما يعني تقليل تكاليف الإنتاج وخفض مستوى التلوث البيئي من جراء استخدام مثل هذه الكيماويات، بل يمكن القول باستبعاد صورة من أهم صور التلوث الناتجة من المعاملات الزراعية التقليدية.
3- زيادة المادة العضوية في التربة مما يؤدي الى تحسين خواصها الفيزيائية والكيميائية والحيوية خاصة في الاراضي التي تعاني من نقص المادة العضوية .
4- تعويض الفقد السريع في النيتروجين نتيجة الذوبان السريع لبعض المركبات النيتروجينية سهلة الذوبان مما يعني حفظ خصوبة التربة.
5- تحسين النمو الجذري للنبات من خلال تشجيع تكوين الشعيرات الجذرية وزيادة مسطح المجموع الجذري مما يؤدي الى زيادة امتصاص الماء والعناصر الغذائية .
6- تحسين النمو الخضري للنبات حيث أن النباتات الملقحة تكون أسرع في النمو وتعطى محصول مرتفع ذو نوعية جيدة .
7- إفراز بعض الهرمونات النباتية مثل اندول حامض الخليك (IAA) وحامض الجبرليك (GA3) المهمة لنمو النباتات .
8- المحافظة على خصوبة التربة وتنوعها الحيوي بل وإمدادها بكميات وفيرة من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة والتي قد تنافس الميكروبات المرضية وتحول دون نشاطها وإصابتها للنباتات ، كما تعمل على تحسين خواص التربة الرملية المفككة عن طريق ما تفرزه هذه اللقاحات من مواد هلامية وصموغ تعمل على تجميع حبيبات التربة وزيادة تماسكها .
9- الإسراع في إنبات البذور وخروج البادرات مما يقلل من فرصة الإصابة بالأمراض.
10- إفراز مضادات حيوية تحمي النبات من المسببات المرضية الموجودة في التربة من خلال تثبيط نمو بعض الميكروبات الممرضة للنبات.
11- الحد من تلوث البيئة وخفض تكاليف الإنتاج حيث تعتبر الأسمدة الحيوية مصادر غذائية نظيفة للنبات ورخيصة الثمن جدا إذا ما قورنت بالأسمدة المعدنية.
12- إنتاج الإنزيمات القادرة على تحليل المواد العضوية المعقدة وتحويل العناصر الموجودة بها من الصورة العضوية إلى الصورة المعدنية الصالحة لاستخدام النبات.
اياد . هاني . العلاف . التسميد الحيوي . انتاج . ثمار . الفاكهة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع