مدونة د. غازي الحيدري


العطاء خلق العظماء د.غازي الحيدري

د.غازي الحيدري | Dr.Ghazi haidri


02/07/2021 القراءات: 5200  


*العطاء خلق العظماء*
==============
ليس سهلاً أن يصبح المرء معطاءً ، طالما والنفس البشرية مجبولةٌ على حب التملك والحرص على الاستزادة ، وكذلك الخوف من الفقر والعوز ، والفاقة والاحتياج .
فالوصول إلى مرحلة العطاء - إذن - عقبةٌ شاقةٌ لا يتجاوزها إلا من وُفّقَ لتربيةٍ حسنةٍ في الصغر ، واجتهد في تدريب وترويض نفسه الشحيحة عند الكبر .
وإن هذه الصفة أو هذا الخلق ـ العطاء ـ لا يقتصر على جانبٍ واحد من جوانب الحياة ، وإنما يتعدد بتعدد الممتلكات التي يمتلكها الشخص من أموالٍ وأقوات وأوقات وعلومٍ ومهارات ، ومما قد يحتاجه غيره من أفراد المجتمع سواء في الجانب المادي أو المعنوي .
وإنّ منْح الآخر مما تملكه دون مقابل أو توقع لمردود أوتحقيق مصلحة ما ، هو ذلك العطاء المقصود ، وهذه الصفة لا تتأتى إلا لأشخاص متجردين ذوي نوايا حسنة ، وطوايا بسيطة وسهلة ، في حين يكون غيرهم حريصين شحيحين محتكرين ، ولذلك فإن بساطة الشخص المعطاء ولينه وطيبته تجعله محبوباً بين الناس ويفتح الله له أبوابا غير متوقعة (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى *فسنيسره لليسرى)*
وأما الآخر الشحيح البخيل على نفسه وعلى غيره ، إن لم يكن أيضاً متطلعاً لما لدى الغير أو حسوداً لهم ، تجدهُ لاهثاً قلقاً ، مكروهاً تُسدُّ دونه القلوب قبل الأبواب ، فهو قلقٌ ومنغلق وإن ظن البعض أنه في نعيم ( وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى *فسنيسره للعسرى* )
والدرس الذي ينبغي استيعابه هنا هو أن نُروّضَ أنفسنا على العطاء والمنح ، ونُلجمُها عن الشحّ والمنع ، حتى تنفتح لنا أبواب الخير ، وقلوب الغير ، إذ بدون ذلك الانفتاح لا نجاح ولا فلاح .
والله وحده المستعان ...


العطاء ..المنح ..الافادة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


أحسنت أحسن الله اليك وبارك الله فيك دكتور


وفيك بارك دكتورنا العزيز