كان شافعيا ثم صار مالكيا، والسبب؟
27/01/2021 القراءات: 3200
التحول المذهبي:
ثبت عن كثير من علماء الأمة تنقلهم بين المذاهب الفقهية الأربعة المتبوعة، لأسباب تختلف من عالم لآخر بحسب الزمان والمكان والأحوال، ومن أشهرهم: ابن السمعاني أبو المظفر كان حنفيا ثم تشفع، ومنهم ابن دقيق العيد كان مالكيا ثم تشفع.
وقبلهم أحمد بن فارس (395هـ) إمام اللغة في عصره، صاحب مقاييس اللغة، والصاحبي وغيرهما -وإليه سيق الحديث- كان شافعيا ثم انتقل إلى مذهب مالك في آخر أمره وعمره، وهذا الانتقال ليس بالأمر المستهجن الغريب فهو أمر طبعي.
غير أن الملفت للنظر هو سبب تحوله وانتقاله، قال الأنباري (577هـ): «وكان فقيها شافعيا حاذقا، ثم انتقل إلى مذهب مالك في آخر أمره، فسُئل عن ذلك فقال: دخلتني الحمية لهذا الإمام المقبول على جميع الألسنة، أن يخلو مثل هذا البلد -يعني الرَّي- عن مذهبه، فعمرت مشهد الانتساب إليه، حتى يكمل لهذا البلد فخره، فإنَّ الرَّي أجمع البلاد للمقالات والاختلافات في المذاهب على تضادها وكثرتها» [نزهة الألباء (ص:236)].
من خلال هذا المقطع يمكن حصر أسباب تحوله في ثلاثة:
• الحمية للإمام مالك والغيره له، وهو المقبول عند جميع الأمة.
• خلو بلاد الرَّي من مذهب مالك وفقهه وأتباعه.
• أن بلاد الرَّي جمعت جميع المذاهب والمقالات إلا مذهب مالك الإمام، فيكتمل عقدها بتبني مذهب مالك ونشره.
وهذه الأسباب غير مؤلوفة؛ إذ الغالب أن سبب اعتناق مذهب فقهي معين يرجع لأمور، منها:
• انتشاره وسؤدده في ذلك البلد.
• التأثر بشيخ من أعلام ذلك المذهب.
• الرحلة ومناظرة علماء المذاهب الأخرى.
• أسباب ترجع إلى المذهب نفسه.
والله أعلم
التحول المذهبي؛ ابن فارس؛ المالكية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع