مؤشرات في مسيرة الذكاء الصنعي حتى عام 2019
محمد الحمامي | Muhammad Alhammami
13/09/2021 القراءات: 1801
تصدر جامعة ستانفورد تقريرًا سنويًّا تعرض فيه إحصائيات متعددة عن التطورات الحاصلة في علوم الذكاء الصنعي. نسلط في هذه المقالة الضوء على أهم ما جاء في تقريرها عن عام 2019 عسى أن يلهم هذا القراء الكرام على اختلاف اختصاصاتهم أفكارًا جديدة في أعمالهم أو إحاطة بسيطة عن أهمية هذا العلم عالميًّا.
1- البحث والتطوير
-ازداد عدد الأوراق البحثية المنشورة في المجلات العلمية المُحكّمة المعنية بعلوم الذكاء الصنعي وتطبيقاته بين عامي 1998-2018 بمقدار 300% وبمقدار 9% للأوراق المنشورة في المؤتمرات.
-تنشر الصين أوراقًا بحثية في هذا المجال ضمن المجلات المحكمة والمؤتمرات الدولية ما يعادل كل أوروبا، علمًا بأن الصين تجاوزت الولايات المتحدة منذ عام 2006. لكن حافظت الولايات المتحدة على مؤشر Field-Weighted Citation Impact أعلى من الصين بنحو 50%.
-تركز كلٌّ من سنغافورة وسويسرا وأستراليا وهولندا ولوكسمبورغ بوجه خاص على التعلم العميق.
-أكثر من 32% من الاقتباسات هي من مجلات علوم الذكاء الصنعي لمؤلفين من شرق آسيا، وأكثر من 40% من الاقتباسات هي من مؤتمرات علوم الذكاء الصنعي من شمال أمريكا.
-تساهم دول شمال أمريكا بأكثر من 60% من الاقتباسات عن براءات الاختراع بين 2014-2018.
-تحتل الباحثات - في مجال الذكاء الصنعي - من هولندا والأرجنتين وكندا وإيران مرتبة أعلى من باقي البلدان.
-يتزايد عدد المشاركين في المؤتمرات المعنية بالذكاء الصنعي - مثل AAAI وCVPR -وسطيًّا بمعدل 30% سنويًّا.
2- سرعة الأداء
-تتزايد دقة نماذج الذكاء الصنعي تزايدًا مطردًا، فعلى سبيل المثال حققت النماذج المدرَّبة على قاعدة المعطيات ImageNet ارتفاعًا ملحوظًا من 61% في عام 2013 إلى ما يتجاوز 80% في عام 2019.
-خلال سنة ونصف فقط، تناقص الوقت اللازم لتدريب نظام تصنيف الصور على منصة سحابية باستعمال قاعدة المعطيات ImageNet من قرابة ثلاث ساعات في تشرين الأول 2017 إلى 88 ثانية في تموز 2019، وتناقصت تكلفة المعالجة بنفس النسبة تقريبًا.
-تبعت سرعة المعالجة قانون مور Moore's law الشهير وهو تضاعف السرعة كل سنتين حتى العام 2012، لكن أضحت سرعة المعالجة بعد ذلك تتضاعف كل 3.4 شهرًا.
3- النواحي الاقتصادية
-سجلت سنغافورة والبرازيل وأستراليا وكندا والهند أسرع زيادة في عدد وظائف الذكاء الصنعي خلال الأعوام 2015-2019.
-أُنفق 70 مليار دولار عالميًّا في الاستثمار في مجال الذكاء الصنعي في 10 أشهر فقط من 2019، منها 37 مليار دولار من القطاع الخاص.
-جذبت مشاريع القيادة الذاتية أكبر جزء من الاستثمارات (7.7 مليار)، تلتها مشاريع العقاقير ومعالجة السرطان (4.7 مليار)، ثم تمييز الوجوه (4.7 مليار)، ثم تحليل الفيديوهات (3.6 مليار)، ثم كشف الاحتيال في عالم الاقتصاد (3.1 مليار).
-اعتمدت 58% من الشركات المدروسة في 2019 تقانات الذكاء الصنعي في أحد وظائفها أو أقسامها على الأقل بعد أن كانت 47% في 2018.
4- التدريب والتعليم
-يتزايد تقديم المواد التعليمية الخاصة بالذكاء الصنعي في الجامعات ومنصات التعليم الإلكتروني تزايدًا كبيرًا.
-أكثر من 21% ممن حصلوا على شهادات الدكتوراه في الحوسبة اختصوا في مجال الذكاء الصنعي وتعلم الآلة في 2018 من الولايات المتحدة وكندا، بزيادة قدرها 7.25% عن عام 2010 خلافًا لعلوم الشبكات التي حققت تراجعًا بمقدار 2.5%.
-أما الطلاب الأجانب الوافدون إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة الدكتوراه في مجال الذكاء الصنعي فقد وصلت نسبتهم إلى أكثر من 60% من مجموع الطلاب الوافدين في 2018.
-استقطب القطاع الصناعي في الولايات المتحدة النسبة الكبرى 60% من حملة شهادات الدكتوراه في اختصاص الذكاء الصنعي هناك في 2018.
-انتقل أكثر من 40 أستاذًا جامعيًّا مختصًّا بالذكاء الصنعي من الجامعات إلى القطاع الصناعي في 2018 في شمال أمريكا.
5- الاهتمام الاجتماعي
-تشير المعطيات إلى وجود تزايد ملحوظ في عمليات التأطير القانونية لما يتعلق بتطبيقات علوم الذكاء الصنعي على مستوى العالم، ويعد القطاع المالي من أكثر القطاعات اهتمامًا يليه قطاع التقانة.
-نُشر بين منتصف 2018 ومنتصف 2019 أكثر من 3600 مقال صحفي يتعلق بأخلاقيات استعمال الذكاء الصنعي وحماية المعطيات واستعمال الوجوه وتحيز الخوارزميات وغيرها، وهناك اهتمام واضح من اليونيسكو في إصدار ميثاق أخلاقي عالمي يتعلق بعلوم وتطبيقات الذكاء الصنعي.
6- ماذا بعد؟
تثير الإحصائيات السابقة في أذهاننا مجموعة من الأفكار وغيرها من الأسئلة:
-ما سبب الانخفاض الكبير في مساهمات الوطن العربي في مجال الذكاء الصنعي؟ علمًا بأن مصر احتلت المرتبة الأولى في الأبحاث، والإمارات في الاستعمال، في الوقت الذي تشير إليه الإحصائيات عن اهتمام واضح ومتزايد من دول إقليمية كإيران وتركيا.
-في ظلّ التحسن الواضح في دقة أداء نظم الذكاء الصنعي، تظهر حاجة إلى استحداث وظائف جديدة للعاملين الذين ستحل محلهم هذه النظم.
-كيف سنكافح تحيز خوارزميات الذكاء الصنعي؟ فهذه النقطة تفتح مجالًا للتحدث عن الأخلاقيات الواجب توفرها أثناء تطوير هذه النظم.
-تشير الإحصائيات إلى أهمية الطلاب الأجانب - وأغلب الظن أنهم من دول أقل تطورًا - في تطوير علوم الذكاء الصنعي في الدول المتقدمة وخاصة الولايات المتحدة. وهذا ما يحث حكومات الدول النامية إلى مكافحة هجرة العقول بدعمها ماديًّا وتوفير احتياجات البحث والتطوير لدى جامعاتها.
-لا بدّ للأهالي أن توجه نشاطات أولادهم الرقمية من التسلية واللعب العديم الفائدة إلى التسلية بتعلم علوم جديدة، وخاصة علوم الذكاء الصنعي، لأنها ستدخل في كل اختصاص مع مرور الوقت وستكون وظائفها مطلوبة بشدة.
-على القطاعات الصناعية والتجارية والاقتصادية أن تلجأ إلى الجامعات والمختصين بالذكاء الصنعي لفتح آفاق استثمار وتطوير جديدة لهم بما يحقق لهم مكاسب أعلى من جهة، وتكون في خدمة حاجات المجتمع العربي التي تتنوع تطبيقاتها صناعيًّا وزراعيًّا وطبيًّا واقتصاديًّا وإداريًّا وغيرها.
الذكاء الصنعي، الدول العربية، الجامعات العربية
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة