اتجاهات تفسير التاريخ ( النظرية الدورية في تفسير التاريخ)
أ. هيفاء عبدالرحمن الشعافي | hyfa abdrhman shafi
18/06/2021 القراءات: 4963
النظرية الدورية في تفسير التاريخ :
آمن عدد من المؤرخين والفلاسفة بفكرة الأدوار التاريخية الحضارية، فالتاريخ الإنساني وفق رؤيتهم يدور مع الدورات الطبيعية ميلاداً وازدهاراً واضمحلالاً وفناءً، وقد آمـــن بهذا عـــدد كبير من فلاسفة الإغريق والشرق الأقصى، فمثلاً سفر المهابهاراتا الهندي يذكر أن الزمن ومجرياته يؤثر على الإنسان، وكل شيء على الأرض معرض للفناء، أي أن الحياة عليها قد نظمت وفقاً للطبيعة.
وبهذا فإن حركة التاريخ تسير في دورات متتالية ومتشابهة ، بحيث تعود الأحداث السابقة من جديد بأشكال متقاربة، وتترتب عليها النتائج نفسها، وبالتالي فهؤلاء لهم اعتقاد أن للحضارات أدوار مشابهة لدورات الحياة، وهذا ماقاله أفلاطون أيضاً يونسب عدد من المؤرخين ممن كتبوا عن نظرية التعاقب الدوري انتمائها لابن خلدون، متجاهلين أو متناسين أن هناك عدد من الفلاسفة قد سبقوه إليها، مع أن هذا لاينفي أن ابن خلدون قد تميز وأبدع في وصف نمو الحضارات وازهادرها وانهيارها وصفاً دقيقاً حينما ذكر أن الحضارة تمر بعدة أطوار متمثلة في طور البداوة ثم طور التحضر وتأسيس الدولة الجديدة، ثم طور التدهور والانهيار.
وبهذا تكون رؤية ابن خلدون أن أية حضارة لابد لها من المرور بتلكم الأطوار المحكومة بقوانين ثلاث متحكمة في التاريخ وهى قانون العلية، وقانون التشابه، وقـــانون الاختلاف، هذه القوانين الثلاث التي تعرف بدائرة الجبرية التاريخية تحـــدث عنها في مقدمته بقوله " إن عوائد كل جيل تابعة لعوائد سلطانه كما يقال في الأمثال الحكيمة الناس على دين الملك" وبالتالي تسير هذه الجبرية بصورة دورية تفضي إلى العلية والتشابه والتباين والذي ينتج حضارة جديدة تسري عليه القوانين نفسها.
النظرية، الدورية، ابن خلدون، المهابهاراتا.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع