مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (98)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


30/09/2024 القراءات: 32  


السؤال (988):
حفظكم الله ومتعكم بالصحة والعافية، شيخي: بالنسبة للمتخصص بعلم التفسير، أي الكتابين أفضل للاقتناء؟ "البحر المحيط" لأبي حيان، أو "الدر المصون" للسمين الحلبي؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
إن لم يمكن الجمع فـ "البحر المحيط"، جعلك الله حبرًا بحرًا.
***
السؤال (989):
أنا عندي مرض اضطراب الهوية الجنسية وشعرتُ بذلك منذ كان عمري خمس سنوات.
السبب أن أمي أخذت دواء أثناء الحمل أثر على تكويني الطبيعي، فخُلقت بجسد أنثى ولكن بداخلي ذكر مسجون.
عانيتُ سنوات طويلة وحاولتُ الانتحار مرات عديدة بسبب عدم قدرتي على التأقلم مع جسدي وكرهي الشديد له.
لم أتقبل الزواج من ذكر أو التفكير بذلك وحاولتُ الذهاب للمعالجة عند مختلف الأطباء.
وظهر بتحليل الدم لدي في عمر ١٣ سنة وجود نسبة كبيرة من هرمونات الذكورة تفوق الذكر بعمري فذهبوا لإعطائي هرمونات الأنوثة فأقدمتُ على الانتحار بعدها مباشرة. وذهبتُ إلى طبيبة لمعرفة الحل لمشكلتي "تحليل نفسي" وأقرتْ بأنه لا خلل نفسي ولا عقلي، وإنما هو مرض اضطراب الهوية الجنسية وله علاجات وعمليات ولكن من المهم التقبل الأسري والاجتماعي.
هنا قرَّر أهلي أن أسافر فسافرتُ وتعرضتُ للتحليل النفسي مرة أخرى بالسويد وتوصلوا لذات التشخيص، وعليه قرروا مساعدتي بالعمليات.
قمتُ بالعمليات وأصبحتُ ذكرًا كاملًا، وأصبح الجنس في أوراقي الرسمية ذكرًا.
أرجو منكم فتوى شرعية بجواز زواجي، لأني متزوج، والزوجة راضية عن العلاقة معي، لأني أريدُ أن أعيش بالحلال، وأبتعد عن الحرام، وخاصة أنه لدي رغبة جنسية شديدة بسبب المعالجات، وأني عانيتُ كثيرًا لكي أعيش حياة مستقيمة وطبيعية كباقي البشر.
أتمنى من سماحتكم الفتوى لكي يطمئن قلبي.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الجواب:
جاء في (قرارات وتوصيات الدورة 25 لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي لعام 1444هـ – 2023م): "وأما بالنسبة لموضوع تغيير الجنس، فقد بيَّن المجلس أن ما يسمى اليوم تغيير الجنس، ويراد به تحويل ذكر إلى أنثى، أو تحويل أنثى إلى ذكر، حرامٌ شرعًا لأنه تغيير لخلق الله، وتظلُّ الأحكام الشرعيَّة المتعلقة بالذكر والأنثى من واجبات وحقوق دينية ومدنية ثابتة لكل واحد منهما كما كانت قبل إقدام أحدهما على تحويل نفسه ظاهريًّا من ذكر إلى أنثى، أو من أنثى إلى ذكر، وبخاصة فيما يتعلّق بأحكام الحضانة، والنفقة، والميراث، وذلك لأنَّ تحويله نفسه إلى أنثى أو ذكر لا يُعدُّ تغييرًا حقيقيًّا بل هو تغيير ظاهريٌّ كما قرره الأطباء، فلا تأثير له على ما ثبت من أحكام قبل إقدام أحدهما على هذا التصرف، ودعا المجلس الحكومات والدول إلى منع إجراء هذه العمليات، والتوعية بمخاطرها، ونتائجها المدمرة لفاعلها وللمجتمعات، وتوجيه الأشخاص الذين لديهم اضطرابات، أو وساوس في الهوية الجنسية لأسباب نفسية أو غيرها إلى العلاج، كما دعا إلى التوعية بخطورة الدعوات التي تدافع عن الشذوذ الجنسي، وتغيير الجنس، وتهدف إلى نشر الرذيلة وإشاعة الفاحشة بدعوى الدفاع عن الحقوق والحريات الفردية".
فهذا رأي المجمع الفقهي الذي يمثلُ اجتهادًا جماعيًّا في الموضوعات والنوازل الطارئة.
وهناك رأي فردي آخر وهو أنه إذا اتفق الأطباءُ الثقات على أنه في حقيقته ذكرٌ فقام بعملية تصحيح، وأنه استقرتْ حالتُه النفسية والجسدية، ولم يكن ذلك التحويلُ نتيجةَ تلاعبٍ ومضادةٍ لأمر الله، ولا نزوة عابرة، ولا مطاوعة للشيطان، ولا انسياقًا مع الهوى، ولا توهمًا، وأنه صار رجلًا يقوم بواجباته الرجولية تُجاه المرأة تمامًا ضمن علاقة مشروعة طاهرة فلا حرج عليه، وزواجه صحيح. والله تعالى أعلم.
***
السؤال (990):
هل صحيح أن الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط حذفَ من موضوع زيارة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الله أم هذا ادعاء عليه؟
الجواب:
حصل هذا من غير إرادة الشيخ رحمه الله تعالى. وهذا بيانه في ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فإن الكتاب الذي بين أيدينا "الأذكار" للإمام النووي -رحمه الله- قد طُبِعَ بتحقيقي في مطبعة "الملاّح" بدمشق سنة 1391هـ الموافق 1971م. ثم قمت بتحقيقه مرة أخرى، وقام بطبعه مدير دار الهدى بالرياض الأستاذ "أحمد النحّاس". وكان قد قَدّمَهُ للإدارة العامة لشؤون المصاحف ومراقبة المطبوعات برئاسة "البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الرياض". وسُلِّم الكتاب إلى هيئة مراقبة المطبوعات، وقرأه أحد الأساتذة وتَصرّفَ فيه في: "فصل في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وجَعَله: "فصل في زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم"! مع تغيير بعض العبارات في هذا الفصل صفحة (295)، وحذف من صفحة (297) قصة العتبي، وهو محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية الأموي العتبي الشاعر، الذي ذكر قصة الأعرابي الذي جاء إلى قبر رسول صلى الله عليه وسلم وقال له: «جئتك مستغفرًا من ذنبي»، وأن العتبي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له: «يا عتبي الحق الأعرابي فبَشّره بأن الله قد غفر له»، وحَذَفَ التّعليق الذي ذكرته حول هذه القصة. وقد ذكَرتُ أنها غير صحيحة، ومع ذلك كله حذفها وحذف التعليق الذي علقته عليها!
وهذا التصرّف الذي حَصَلَ في هذا الكتاب، لم يكن مِنّي أنا العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير "عبد القادر الأرناؤوط"، وكذلك لم يكن من مدير دار الهدى الأستاذ "أحمد النحّاس". وإنما حَصَل من "هيئة مراقبة المطبوعات". ومدير دار الهدى ومحقّق الكتاب لا يحمِلان تِبعة ذلك، وإنما الذي يحمل تبعة ذلك "هيئة مراقبة المطبوعات".
***


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع