مدونة أ. د. هادي صالح رمضان النعيمي


مواصفات التدريسي الجامعي الناجح

أ. د. هادي صالح رمضان النعيمي | dr.Hadi Salh Ramadan Alnuaimy


18/08/2020 القراءات: 1234  


مواصفات التدريسي الجامعي الناجح:
بسم الله الرحمن الرحيم
{... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ... }. فاطر28
ولأهمية الإرشاد النفسي ودوره بالمجتمع فالتدريسي الجامعي الناجح عليه ربط وتوثيق العلاقة بين أفراده من خلال الخصائص الآتية:
إذا من تلك الخصائص والمواصفات هي:
أولاً: التحلي بالصفات الشخصية والاجتماعية العامة: ومنها:
1- قوة الشخصية واتزانها:
الاتزان صفة يحتاج إليها من يطلب من الناس أدنى اعتبار لشخصيته واحترامها، فكيف يكون بمرشد للأجيال، وقدوة الناشئة. فالذين يفقدون اتزانهم وتنبئ تصرفاتهم عن نقص في العقل، وكمال في الرجولة، وفقدان لهيبة العلم، أولئك إنما تنادي أحوالهم بالمزيد من السخرية والعبث من قبل الآخرين.
2- صدق الادعاء: يقول ابن مسعود (رضي الله عنه) (من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبخ نفسه)، وهذا ما شاهدناه في وصية عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده (عبد الصمد). كما وردة: ([ليكن أول ما تبدأ في إصلاح بنيَّ إصلاح نفسك، فان أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت).
3- اللباقة وحسن المظهر: كما ان الكلمة الطيبة تترك أثرها في النفوس، فالكلمة الجارحة تهدم أسوار المحبة وتقضي على بنيانها. وقد نتذكر مع أنفسنا جميعا ان هناك كلمات سمعناها تركت اثراً ايجابيا أو سلبيا في نفوسنا دون ان يشعر قائلها بذلك. أفلا نجعل من هذا مقياس للآخرين ونحسب لكل كلمة نقولها حساباً.
4- حسن الخلق: كالوفاء بالوعد، واحترام الآخرين، والاهتمام بهم، والموازنة والاعتدال في معالجة الأخطاء، والتواضع.
5- الثقافة وغزارة العلم:
6- العلاقات الاجتماعية والقدرة على الإقناع: عند توجيه أي فرد لابد من تحديد الوقت المناسب للتوجيه، وذلك لتجنب النتائج العكسية المتوخاة من الإرشاد والتوجيه.
ثانيا: ان يعد نفسه مرشدا وموجها في المجتمع الذي يعيش فيه:
ثالثا: ان يتقن مهارات التوجيه والإرشاد: والتي منها:
1- الاهتمام بالكلمة: لا تجعل الكلمة التي تقولها تذهب سدى، كثير هم الذين كان لكلمة واحدة أثرها في توبتهم وتوجيههم الى الرشاد وضبط سلوكهم.
2- البذرة الخفية: من الكلمات ما تبقى كبذرة خفية تؤتى ثمارها في الوقت الذي يشاء الله. فقد يسمع فتى كلمة ناصحة من مرشد فتقع من قلبه موقعا، ويقصر مداها في التأثير في سلوكه ولكنها لا تزال معلقة في القلب حتى ييسر الله لها الغيث فتؤتى ثمارها بإذن الله ولو بعد حين. ان هذه البذرة هي التي استقرت في فؤاد جبير بن مطعم (رضي الله عنه) إذ سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة بدر يقرأ سورة (الطور).. فقال: (وذلك أول ما وقر من الإيمان في قلبي) ومع ذلك لم يسلم (رضي الله عنه) إلا بعد سنين.
3- التلقي عن محبة: وضمان التلقي هو الحب، فإذا لم يشعر المتلقي ان مربيه، ومرشده، يحبه ويحب له الخير فلن يقبل على التلقي منه، ولو أيقن ان عنده الخير كله، بل لو أيقن انه لن يجد الخير إلا عنده.
4- القصد في الموعظة: الحرص وحده ليس معيار إصابة الحق، فان بعض هذا الحرص يدعو إلى سآمة الآخرين وإملالهم.
5- حدثهم بما يعرفون: ان حاجة الشباب اليوم النزول معهم الى الواقع، وخطابهم بما يطيقون ويعرفون.
يقول ابن القيم (رحمه الله): (العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا، فأنهم لا يقدرون على تركها، ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم، فترك الدنيا فضيلة، وترك الذنوب فريضة، فكيف يأمر بالفضيلة من لم يقم بالفريضة؟ فان صعب عليهم ترك الذنوب، فاجتهد ان تحبب الله إليهم، بذكر آلائه، وإنعامه، وإحسانه، وصفات كماله. فان القلوب مفطورة على محبته، فان تعلقت بحبه هان عليها ترك الذنوب والإصرار عليها).
6- تنوع الأساليب: ان تنوع أساليب التربية بين التذكير مرة، وذكر النتائج مرة أخرى، وعلى الآثار النفسية وغيرها مرة ثالثة، وهكذا.. يكون التنويع خير وأجدى من الجمود على لغة واحدة.
7- التربية من خلال الحدث: أي من خلال ربط الحدث بالأسباب الحقيقية لجعل الفتى يضع العواقب والنتائج قبل ان يقدم على العمل، لذا يجب ان نستغل الأحداث القريبة والبعيدة لتعزيز المعاني الشرعية والحقائق التربوية.
8- النصيحة الخاصة: الحديث العام ينسى وينتهي أثره على مر السنين، ويبقى الحديث الخاص صورة منقوشة قي الذاكرة. يقول جرير ابن عبدالله (رضي الله عنه) (بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم).
رابعاً: ان يعرف ضوابط الإرشاد والتوجيه التي تجعله مؤثرا بالآخرين: منها:
1- الابتعاد عن فرض الأوامر في التوجيه دون إقناع: ان احترام الفرد من خلال إقناعه وعدم نهيه بطريقة استفزازية من الأمور الواجبة، اذا أردنا تجاوبه معنا.
2- الابتعاد عن الانفعال اثنا التعامل مع الفتى، واتباع سياسة النفس الطويل: فمواجهة مشكلات الشباب وأسلوب إرشادهم يحتاج الى درجة عالية من ضبط النفس وطول البال.
3- لا تنسى الإيحاء الايجابي: فالمناقشة وحدها لا تكفي ما لم يصاحبها قدوة حسنة وإيحاء سليم.
4- لا تنظر الى الشباب الى أنهم نسخ مكررة وراع الفروق الفردية بينهم: فما يصلح لأحد لا يصلح لآخر، كما في القول: (ان الطبيب لو عالج جميع الناس بعلاج واحد لقتل أكثرهم).
5- لا تحاول التغيير الشامل مرة واحدة. فالتدريج في تعديل السلوك أمر يناسب الطبيعة البشرية، حتى ان أحكام المنهج الإلهي لم تنزل دفعة واحدة بل جاءت متدرجة.
6- لا تستخدم الإهانة والتحقير والتفرقة في المعاملة: فالشباب يحبوا ان يكسبوا حب الآخرين وإعجابهم، بل أنهم يتجاوبوا كثيرا مع الانتقاد الايجابي الذي يحفظ كرامتهم من غير اهانة او تجريح.
قال الرسول (صل الله عليه وسلم): (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذئ).
وقال (صل الله عليه وسلم): (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسن، وان الله يبغض الفاحش البذيء).


مواصفات، التدريسي، الجامعي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سعادة الاستاذ الدكتور هادي صالح رمضان النعيمي.. حفظك الله ورعاك واكرمك وبارك فيك. مقال ممتاز ومميز.. استفدت منه كثيرا، وساطبق الكثير مما ورد فيه، فخبرات امثالكم تفيد امثالنا. زادك الله علما وتقى ورفعة ونفع بك وبعلمك.