قصة نجاح قصة نجاح قصة نجاح
مها محمد علي شرف | Maha Sharaf
28/08/2019 القراءات: 6435
قصة نجاح
أريد أنْ أكونَ. . أريد أنْ أُبدِعَ. . أريد أنْ تظهر بُحوثي لأقراني . . أريد أن .....
تساؤلات مُتعددة بقيتْ أجوبتها مُعلقة عند الكثير من الباحثين والعلماء العرب وخاصةً بعد اصطدامِهم بالاحتكار الفكري والمعرفي والتسخير التكنولوجي للباحثين الغربيين..، ولكن من يسعى إلى النهوض والنجاح لنْ يُبقي تلك التساؤلات صعبة المنال في مرمى طموحهِ. .وإنَّما سيقطع دابرَ كلَّ الأسئلة التي توعرَ أمرُها باستجلاءِ الحلولِ ليُنهيَ معاناةَ الجميع التي استمرتْ ردحًا طويلاً. .حلولٌ لا تستجلب راحتهم فقط، بل أيضا أعادتْ بناء المكانة العلمية العربية واستنهاضها من هجْعَتِها، لا الارتهان لها. .
ومن هذا المنطلق سعى أحد الباحثين مِمَّن عانوا من نفس المعضلة، وهو الدكتور " سيف السويدي " بِلوْكِ تلكَ المشاكل، وتحويلها إلى فكرةٍ مُؤادها انتزاع الهيمنة الفكرية الغربية على مجال البحث العلمي، واستيلادها عملاً ملموسا تستفيد منه نفسهُ والآخرون . .وذلك عبر إنشاء (منصة أريد) التي تأسست في ضوء زخم المنصات النشطة في العالم بشكل واسع النطاق في 25/4/2016 بجامعة ملايا – ماليزيا .
منصة تحمل من حروف اسمها الكثير من الأطَر والنُقاط والأهداف التي تُقشّع دياجير العقبات. .ARAB RESEARCHER ID اسم مختصر من
وهو مفهوم مُستحدث في مجال البحث العلمي لإسناد رقم معرف خاص للباحث؛ ليميزهُ عن غيره، ولجمع أعمالهِ في مكانٍ واحدٍ ، وذلك بتسجيل حساب مجاني في هذه المنصة لنشر أبحاثه وبراءات الاختراع عبر صفحة رئيسية لكلّ باحث يُمكّن الآخرين من الاطلاع على نشاطاته. . كونه مشروعًا غير ربحي يهدف إلى جمع الباحثين والأكاديميين والعلماء والطلبة الناطقين بالعربية في كلّ أنحاء العالم في دائرةٍ واحدة، وتوثيق مسيرتهم الأكاديمية، وتعزيز وجودهم بأسلوب افتراضي منظم يسعى إلى تطوير منظومة البحث العلمي بهدف مواكبة التطورات التقنية الحاصلة. . كما تُوفر هذه المنصة قدراتٍ تقنية تُسلط الضوء على أبحاث المتميزين، وتجعلها من الأبحاث الأوائل عربيا وعالميا في محركات البحث المختلفة. فيُسَهِّل لكاتبها الوصول إلى أبحاثه وتطويرها، والتعاون بينه وبين الباحثين في مشروعاتهِ، وسهولة الاطّلاع على آخر ما قام به.
كما أطلقتْ ميزة الحصول على الأوسمة؛ لتحفيز الباحثين، وحثّهم على المبادرة والإسهام والابتكار، وهي عبارة عن شارات إلكترونية تظهر على صفحة الباحث لتميزه عن غيره. .ويمكن لأي زائر مشاهدتها. بالإضافة إلى مشاريع كثيرة منها مجلة أريد، وهي مجلة علمية نصف سنوية ينشر عددها في فعاليات المحفل العلمي الدولي متضمنا البحوث العلمية، وأيضا مشروع تعريب المصطلحات العلمية حيث تم تعريب أكثر من 5000 مصطلح علمي إلى اللغة العربية من قبل أعضاء المنصة .
كما تمَّ وضع موسوعة العلماء والباحثين والخبراء التي تهدف إلى التعريف بالقامات العلمية وإحصائهم وتصنيفهم بحسب اختصاصاتهم .. ليكونوا رموزا يُقتدى بها من أجل أن يُرْتَقَى بالصرح العلمي .
ولم تقف هذه المنصة عند محطةٍ واحدة في جمع العلماء والباحثين في مكان واحد بل فتحت المجال من أجل النقاش والإسهام في النهضة العلمية عبر المبادرات والمؤتمرات التي أطلقتها منها :
- يوم الباحث العربي وذلك بهدف الإشادة بجهوده الحثيثة، وإبراز مكانته وأهميته ودوره الفاعل في بناء القاعدة العلمية، وترسيخ بحوثه لتسد منافذ التطور.
- المحفل العلمي الدولي : وهو وعاء علمي خاص بأعضاء المنصة يستوعب ما يمكّنهم القيام به من أنشطة وفعاليات علمية وثقافية وفكرية تحقق الفائدة للحركة العلمية العالمية للناطقين بالعربية.
كما أنَّها استطاعتْ تحقيق أرقام عالية منذ انطلاقتها بدءا من عدد المسجلين الذين تجاوزوا 25000 ألف عضو، وانتهاءً بعدد الجامعات التي تم تصنيفها بـ 17669 جامعة، في أكثر من 103 دولة.
وأخيرا بعد عرض أهم المرتكزات التي تقوم عليها، نقول : إن " أريد " مشروع يُفتخر به. . فهي نقطة انتقال بين مرحلتين من مراحل مسيرة الحركة العلمية للناطقين بالعربية ليلقي بظلاله على الحركة العلمية العالمية.
كما أنّها بابٌ يُفتَح على آفاق المستقبل، يُضمّخ كلّ المشاكل العالقة في مسيرة الباحث العربي. .أعطت لأرواحنا وآمالنا الدفع نحو العلا وعدم السقوط في مهاوي القنوط. .فهي فكرة جسَّدها الدكتور سيف السويدي إلى واقع ملموس لخدمة الجميع. .فكل فكرة قد تبدو مستحيلة في بداية الأمر، ولكن يمكن أن نراها معقولة ومنطقية بعد إمعان التفكير فيها وتقريبها بطريقة تبدو طبيعية. .ومن هنا انطلقت هذه المنصة لتنهض بعلمائنا . فالتأمل والحلم والإصرار ليس أكذوبة. . قد يكون إبداعاً يُكرّس بالواقع إذا أدركتَ أنّ أي عقبة لنْ تكون بالنسبة لك خطيرة. .طالما هي تحاول تجاوز ميدان الحياة لتشتبك وتختلط بها. . فلا تُخمد طموحك إنْ عجِزتْ الحياة الحقيقية على إشباعه.
قصة. نجاح. منصة. أريد. نجاح. حلم.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أحسنت الوصف دكتورة