مدونة أ. د.سيفان باكراد ميسروب


اهمية الحرية الاكاديمية في المجتمع المعاصر

أ. د.سيفان باكراد ميسروب | Sivan Bakrad Mesrob


19/10/2020 القراءات: 4103  



ان للحرية الاكاديمية اهمية كبيرة للمجتمع الاكاديمي وللمؤسسات الاكاديمية , فهي شريان الحياة والقلب النابض للجامعات وللمؤسسات الاكاديمية , وهي احدى الاركان الاساسية التي يقوم عليها بناء الجامعة وازدهارها وتطورها لكي تؤدي رسالتها على اكمل وجه بتخريج العناصر الكفؤة التي تقود المجتمعات الى التطور والتقدم بكافة المجالات .
وتتأتى اهمية هذه الحرية بالإضافة لكونها احدى الحريات التي يتمتع بها الانسان انها تهتم بأهم عنصر الا وهو الرأسمال البشري او العقل البشري ,فالجامعة او المؤسسة الاكاديمية يمكن ان تعد المصنع الذي يتم فيه تصنيع العقل البشري الكفوء , حيث الجامعة او المؤسسة الاكاديمية التي تتمتع بالحرية الاكاديمية تنتج عناصر كفؤة قادرة على تسير المجتمع ,كما ان هذه الحرية بصفة عامة تعد امر هام للجامعة , اذ بدون قدر معقول من الحرية الاكاديمية لا يستطيع الباحثين تقديم ابحاثهم العلمية على المستوى المطلوب الذي يسهم بتطور المجتمع وتحسين الانتاج بشتى المجالات .
وبدون الحرية الاكاديمية لا يمكن للجامعة ان تنمو او تتطور وتتقدم فهي التي تساعد على نمو الفكر بمناخ صحي وتسهم في اطلاق طاقات الابداع خاصة وان ملاحقة التطورات العلمية السريعة ومواكبه ثورة التكنولوجيا والمعلومات تعد من اهم مسؤوليات الجامعة المعاصرة التي يجب ان تعمل بظل توافر الحرية الاكاديمية , التي تساعد افراد المجتمع الاكاديمي على الاستثمار الامثل لأفكارهم وقدراتهم , وتساعد الجامعات والمؤسسات الاكاديمية على الاستثمار الامثل لإمكانهم المادية والبشرية وبالتالي هذا كله سيرفع من مستوى كفاءة العمل الجامعي وسيؤدي لان تحقق الجامعة اهدافها بأبهى صورة .
والمهم الاشارة الى ان الحرية الاكاديمية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالابتكار والابداع وبينهما علاقة طردية , اذ كلما زادت فسحة الحرية داخل الجامعات ادى ذلك لاطراد فرص التطور والابداع بكل الاصعدة , كما ان هذه الحرية تلعب دور محوري لغيرها من الحريات فحرية العمل يتوقف نجاحها على الخريج الكفوء الذي درس بظل جامعة متمتعه بهذه الحرية .
عليه فغياب هذه الحرية او ضعف حضورها وتراجع مكانتها انما يشير لتدني مستوى او منزلة الجامعة وانزواء دورها الابداعي بين الجامعات بالعالم , خاصة انه من المسلم به ان النهضة العلمية هي مفتاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية , وتحقيق هذه النهضة يتوقف بالمقام الاول على توافر الاليات والاجواء الملائمة لانطلاقها وتحقيق امتداداتها , واول هذه الاليات واهمها على الاطلاق توافر هذه الحرية بالمجالات العلمية المختلفة .
فالبحث العلمي الذي يتم بجو من الحرية يرتقي بالمجتمع بجميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ففي المجال الاقتصادي يسهم البحث العلمي بتحقيق التنمية الاقتصادية التي تنهض بالبلد وتجعله بمصاف الدول المتقدمة , وفي المجال الاجتماعي يسهم بالقضاء على اهم المشكلات الاجتماعية التي تؤخر المجتمع متمثلة بـ(الامية والبطالة ) , وفي المجال السياسي يسهم بتحقيق الحكم الرشيد والتخلص من الحكم المتسلط والدكتاتوري.
ويلحظ الى ان توافر الحرية الاكاديمية في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية يعتمد بدرجة كبيرة على طبيعة النظام السياسي السائد في البلد فالدول ذات الانظمة السياسية الديموقراطية يتحقق بظلها وجود الحرية الاكاديمية على عكس الدول ذات الانظمة السياسية غير ديموقراطية حيث تغيب فيها هذه الحرية .
وعليه يمكن القول انه توجد علاقة طردية بين طبيعة النظام السياسي والحرية الاكاديمية اذ كلما كان النظام ديمقراطي تحقق وجود هذه الحرية , وكلما كان النظام مبتعد عن الديموقراطية انعدم وجود هذه الحرية , كما ان هذه الحرية تعد الضمانة الفعالة لعمل مؤسسات التعليم العالي ومبرر وجودها اصلاً فلا يمكن تصور نجاح هذه المؤسسات بدون ضمان وجود الحرية الاكاديمية فيها , ولا يمكن تصور نجاح عضو هيئة التدريس كمدرس وكباحث بدون تمتعه بالحرية الاكاديمية , فالحرية الاكاديمية هي الاداة التي تمكن المؤسسة الاكاديمية وعضو هيئة التدريس والطالب من تحقيق اهداف هذه المؤسسات والتي تسهم بتحقيق اهداف المجتمع وتطلعاته .


حرية الاكاديمية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع