مدونة الدكتورة فاطمة محمد صالح البدراني


الآثار النـفسية للإرهاب لـدى الطلبة النازحين وغير النازحين

الاستاذ دكتور فاطمة محمد صالح البدراني | dr Fatima Mohammed Salih


17/10/2020 القراءات: 3909  


تعد الآثار الـنفسية من اشد الأسلحة فتكاً و يستخدمها الإرهاب ضد المجتمع عن طريق استثارة مشاعر الرعب والخوف وفقدان الأمن والشـعور بالـيأس والعـجز مما يؤثر علـى الاستـقرار النفسـي للفرد بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة فتنعكس سلبياً علـى حياة المجتمع لاسيما المجتمع الموصلي الذي طالهُ أقسى أنواع الإرهاب النفسي و استخدم ضد فئة مجتمعه سواء المسلمين والمسيحيين والايزيديين دُمر بسببه الفسيفساء الموصلية والنسيج المجتمعي المتآلف منذ الآف السنين , "حيث ذكرت إحصائيات رسمية إن عدد الأقليات في محافظة نينوى، انخفض إلى حوالي النصف تقريبا كان بحدود (1.250) مليون نسمة، لكنّ العدد انخفض بعد ذلك إلى نحو( 700) ألف نسمة منذ سيطرة داعش عليها في عام (2014) والى حين استعادتها من القوات الامنية"(وسوعة العراق،2017،ص1). وطالت العمليات الارهابية بقية أفراد المجتمع ومنهم أبناءنا الطلبة النازحين إلى المحافظات الأخرى حيث تعرض بعضهم إلى الاعتقال وتمزيق كتبه الدراسية أثناء النزوح لأداء الامتحانات الوزارية. وكـذلك الطلبة غير النازحين حيـث حوصروا داخل المدينة وعانوا من تنظيمات ( داعش) الإرهابية و ممارساتهم غير الإنسانية التي سببت توقف الحياة وتأخرها مئات السنين عـن الحياة العصرية للمجتمعات الحديثة .
فضلاً عن مـا تلقـته المدينة من دمار أثنـاء عملـيات التحرير" فوفقا لتقرير الأمم المتحدة، من بين )٥٤( منطقة سكنية في غرب الموصل، )١٥( منها «سُحقت» كاملة مع تدمير ما يقرب من )٣٢ (ألف منزلاً في تلك المناطق".(جريدة الصباح الجديد،2017،ص1) إن تحطيم البني التحتية قد جعل الفرد في ضياع وعجز نفسي عن مواصلة الحياة والحصول على الحرية في العيش بسلام وأمان . فقد حرم طلبتنا داخل المدينة من الدراسة والتعليم لمدة عامين أغلقت أثنائها المدارس و الجـامعات.أما الـطلبة النازحين الذين التحقوا في المحافظات تم حصرهم في مدارس خاصة (مدارس النازحين ) حيث كانت معظمها تفتقر إلى المدرسين والمقاعد الدراسية إذ يفترش الطلاب الأرض بشكل مزدحم في صف واحد . بسبب الأعداد الهائلة التي نزحت الى مدينة كركوك " بحسب بعض الإحصائيات التي أدلت بها دائرة الهجرة و المهجرين التابعة للحكومة الاتحادية في كركوك استقبلت المحافظة موجات كبيرة من النازحين في كل من محافظات (نينوى ، أنبار ، صلاح الدين ، ديالى)، حيث وصلت أعداد النازحين في بعض الأوقات إلى حوالي (600,000) نسمة أي حوالي (100,000) عائلة نازحة إلى المحافظة "


الاثار النفسية ، الارهاب ، النازحين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع