القيادة السامة وتأثيرها علي البيئة التعليمية
د. ولاء مصطفي جعفر | Dr.Walaa mostafa gaafar
10/08/2024 القراءات: 258
تتكون البيئة التعليمية من مجموعة من العناصر تشمل الجوانب المادية، الاجتماعية، النفسية، والأكاديمية التي بدورها تتكامل لتُشكل بيئة تعليمية تساعد على تحقيق الأهداف التعليمية وإنشاء طلاب ذو شخصية ذات جودة من جميع النواحي هذه العناصر نتناولها كالتالي:: 1. العناصر المادية: الفصول الدراسية والمرافق بما في ذلك التصميم ، الإضاءة، التهوية، الأثاث، والمساحات المتاحة للأنشطة التعليمية ،والأجهزة التكنولوجيا التعليمية،والموارد التعليمية وتتمثل في الكتب الدراسية، المواد العملية، المعامل، والمكتبات التي تساهم في إثراء المعرفة. 2. العنصر الاجتماعي: والمقصود التفاعل المعلمين مع الطلاب، ومدى تشجيعهم على المشاركة والتفاعل.وكذلك العلاقة بين الطلاب أنفسهم مثل: التعاون، المنافسة، والتواصل فيما بينهم ، كما يشمل العنصر الإجتماعي دور الأسرة والمجتمع ومدي تأثير على العملية التعليمية 3. العنصر النفسي: وهو من أهم عناصر البيئة التعليمية الصحية وهي مدى شعور الطلاب بالأمان النفسي والانتماء داخل المؤسسة التعليمية ،ومدي توفر بيئة مشجعة ومحفزة للطلاب لدفعهم نحو التعلم . 4. العنصر الأكاديمي : بما يشمله من المنهج الدراسي: المحتوى التعليمي، الأهداف التعليمية، والأنشطة المرتبطة بالمناهج، وطرق التدريس: الأساليب والاستراتيجيات التي يستخدمها المعلمون لنقل المعرفة وتنمية المهارات ، وكذلك التقييمات والاختبارات التي تُقدم للطلاب لمعرفة مدى تحقيقهم للأهداف التعليمية. 5. العنصر الإداري : وهي مجموعة السياسات والإجراءات التي تنظم العمل داخل المؤسسة التعليمية وعلي رأٍس المنظومة التعليمية القيادة التربوية حيث تلعب دور مهم في توجيه وتطوير البيئة التعليمية، وضمان تنفيذ الاستراتيجيات التعليمية بشكل فعال ، مع توفير الخدمات مثل الإرشاد الأكاديمي والنفسي، والرعاية الصحية، والدعم اللوجستي. 6. الثقافة المدرسية: وهي مجموعة القيم والأخلاقيات التي تحكم السلوكيات داخل المدرسة، مثل الاحترام، المسؤولية، والنزاهة ،والعادات والتقاليد التي تتميز المؤسسة التعليمية بها وتؤثر على سلوك الطلاب والمعلمين. 7. العنصر البيئي: الموقع الجغرافي: تأثير البيئة المحيطة بالمدرسة، مثل المساحات الخضراء، الضوضاء، والتلوث كذلك الاستدامة والاهتمام بممارسات الحفاظ على البيئة داخل المدرسة مثل إعادة التدوير واستخدام الموارد بشكل مستدام. جميع العناصر السابقة مهمة جدا بدرجات متفاوتة حسب توفرها إلا أن العنصر المهم جدا في تشكيل وادارة البئية التعليمية والذي يُعتبر المُتحكم الأساسي بها هو " القيادة التربوية" فماذا يحدث إذا كانت القيادة التربوية ""قيادة سامة""؟؟! القيادة السامة ::هي نمط من القيادة يتميز بسلوكيات سلبية وضارة تؤثر بشكل سلبي على الفريق أو المنظمة ككل. يمكن أن تكون القيادة السامة مؤذية نفسياً ومعنوياً للموظفين، وتؤدي إلى تدهور الأداء وزيادة معدل دوران الموظفين وخلق بيئة عمل غير صحية. وفي مجال التعليم لها تأثيرات سلبية عميقة تمتد لتشمل جميع عناصر البيئة التعليمية ككل، نظرًا لأهمية التعليم في بناء الأجيال المستقبلية والتي من المفروض هم وحدة بناء المجتمعات المتقدمة، فإن تأثير القيادة السامة يمكن أن يكون مدمرًا على جميع المستويات. أولاً: تأثيرها علي المعلمين: انخفاض الروح المعنوية يشعرون بالإحباط وعدم التقدير، مما يؤدي إلى انخفاض الدافع للعمل وتراجع الالتزام تجاه مهنتهم. :القيادة السامة تؤدي إلى خلق بيئة عمل مليئة بالتوتر، حيث يشعر المعلمون بالضغط المستمر لتحقيق أهداف غير واقعية، مما يزيد من معدلات القلق والاكتئاب. المعلمون الذين يعملون تحت قيادة سامة يميلون إلى البحث عن فرص أخرى خارج المؤسسة التعليمية، مما يؤدي إلى فقدان الخبرات واستمرارية التعليم. تدهور الأداء: عندما يشعر المعلمون بعدم التقدير والظلم، يتأثر أداؤهم بشكل سلبي، مما ينعكس على جودة التعليم التي يقدمونها للطلاب. ثانياً : تأثيرها على الطلاب: يؤدي التوتر والانزعاج لدى المعلمين إلى تدني مستوى التدريس، مما ينعكس سلبًا على تحصيل الطلاب وانخفاض جودة التعليم وفي البيئة تعليمية سامة، قد يجد الطلاب أنفسهم في موقف يتلقون فيه القليل من الدعم النفسي والعاطفي، مما يؤثر على نموهم الشخصي والأكاديمي. والذي بدوره يؤدي إلي زيادة السلوكيات السلبية مثل العنف، التمرد، وعدم الانضباط. ثالثاً : تأثيرها على المؤسسة التعليمية: تدهور سمعة المؤسسة مما يؤثر على قدرتها على استقطاب المعلمين المتميزين والطلاب الجيدين ، وخلق بيئة غير مواتية للابتكار والتطوير، مما يؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي العام للمؤسسة ، وزيادة الصراعات الداخلية والتوترات بين أعضاء هيئة التدريس والإدارة، مما يؤدي إلى تشتت الجهود وتراجع الكفاءة الإدارية. . واذا توفرت العديد من الإجراءات التي من المفروض اتباعها للتعامل مع القيادة السامة والتي تحدثت عنها الكتب والمراجع مثل : ( تعزيز التواصل الفعال: يجب على الإدارات - تقديم الدعم المهني والنفسي للمعلمين - إعادة تقييم القادة - بناء ثقافة مدرسية إيجابية). إلا أن جميع ما سبق غير كافٍ فمعرفة أسباب المشكلة هي طريق لحلها ، فلابد أن نعود لنقطة الصفر وهي اختيار القيادات التربوية المؤهلة ( اكاديمياً -نفسياً )والتي تمتلك العديد من المهارات مثل (الاتصال - التفكبر الاستراتيجي -اتخاذ القرار -التكيف والمرونة -إدارة الوقت - إدارة النزاعات - التحفيز - بناء فرق العمل والصف الثاني -التفكير النقدي - القيادة التحويلية -الاستماع - التفكير الابداعي - التقييم والمتابعة - إدارة التغيير ) كل ذلك يستلزم مقاييس أداء تقيس أداء القيادة التربوية علي مدار أول عام ويتم التجديد او لا يتم إلا بعد اجتياز تدريبات علي مستوي عالٍ جدا واستمارة تقييم أداء سنوية وفقاً لبطاقة الوصف الوظيفي.
#قيادة سامة - #بيئة تعليمية- إدارة تربوية- #جودة المنتج التعليمي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
موضوع مهم يعيطكي العافية دكتورة
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة