ام تلقي اولادها في نهر دجلة
حياد اسماعيل مرعيد | heyid ismail maryeed
25/10/2020 القراءات: 2904
التفكك الاسري
الأم، هي قسيمة الحياة، ومصدر الأنس،, وموطن الشكوى، يطيب الحديث بذكرها, ويسعد القلب بلقياها, حنانـها فـياض لا ينضب, ونبعــها زُلالٌ لا يجفّ. لا توفّيها الكلمات, ولا ترفعها العبارات, وإنما محلّها سويداءُ القلب،
استيقضت الامة قبل أيام لحادثة تدمي القلوب مشهد مريع , مشهد لا يقوم به الشيطان نفسه , مشهد تناقلته الفضائيات العراقية والعربية ووسائل التواصل الاجتماعية ام تنساب في جنح الظلام وقد ادلهم الليل واسود جانبه , وتلقي بفلذات اكبادها من اعلى الجسر الى النهر , من دون ان يرجف لها جفن , وكأنها ترمي بكيس قمامة ترميهم وتنظر ورائهم كيف يسقطون ثم تتمشى وكأن شيئ لم يكن ونست بأن الله يرى فقد صورتها الكاميرات وفضحها الله على رؤس الاشهاد , ( واذا المؤدة سئلت ...) وقبلها بأشهر ام ترمي بأطفالها في خزان المياه وقالوا وقتها أنها مصابة بمرض نفسي , وقد دفعتني هذه الحوادث للبحث فوجدت أن ام مصرية من محافظة المينا قبل اشهر قد القتب بطفليها في النيل , وحوادث كثيرة من هذا القبيل زوجة تتفق مع خليلها او عشيقها على قتل زوجها نساء تنتحر شباب تشنق اولاد ابائهم وامهاتهم ويلقون بهم في الشوارع , فالى اين تسير البشرية والى اين نحن صائرون في ظل هذا التفكك الاسري , اما الام التي تلقي باطفالها في النهر , فان النبي لما اراد ان يقرب الى الافهام رحمة الله تعالى بعباده ضرب لنا مثلا رحمة الام باطفالها ففي الحديث الذي اخرجه الامام البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (قدِمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم سَبيٌ، فإذا امرأةٌ من السبيِ (ما يؤخذ من الكفار من ذراريهم ونسائهم في الحرب) إذا وجدَتْ صبيًّا في السبيِ أخذَتْه، فألصقَتْه ببَطنِها وأرضعَتْه، فقال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أترَون هذه طارحَةً ولدها في النار؟ قُلنا: لا، وهي تقدِرُ على أن لا تطرَحه، فقال صلى الله عليه وسلم: لَلّهُ أرحَمُ بعباده من هذه بولدها). وفي رواية الامام أحمد عن أنس رضي الله عنه (( واللهُ لا يُلْقِي حَبيبَه في النَّارِ)) رواه أحمد.
والقرآن الكريم قص علينا قصة امراة القت بوليدها في النهر , ولكن شتان مابين هذه المرأة تلك , هذه المراةهي ام موسى (( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) كان فرعون الطاغية قد اصدر امرا بقتل كل مولود ذكر من بني اسرائيل فاوحى الله والقى في روع ام موسى ان تضعه في صندوق من الخشب وتلقي به في اليم وتكفل الله بحفظه , ولكن اسمعوا كيف صور لنا القرآن الكريم مشعرها وهي تلقي به في اليم مع علمها بان الله متوليه (( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِۦ لَوْلَآ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ )) أصبح فؤاد أم موسى خاليًا من كل شيء في الدنيا إلا من همِّ موسى وذكره،تفرغ قلبها من الدنيا وما فيها ولم يعد فيهالا موسى وهذا قول أكثر المفسرين و وقاربت أن تُظهِر أنه ابنها لولا أن ثبتناها، فصبرت ولم تُبْدِ به؛ لتكون بذلك الصبر والثبات من المؤمنين بوعد الله الموقنين به. فاين هذه المرأة الصابرة المؤمنة من صاحبتنا , هذا التفكك في الاسر سببه الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي فبدل ان نستخدمه لصلة الارحام والحاق بركب الامم التي المتطورة علميا وصحيا وصناعيا , استخدمناه للهو وللفسق وللفجور ولتكوين علاقات محرمة بين الجنسين متزوجين وغير متزوجين فما بالك بنشئ تربى على المسلسلات المدبلجة التي تعلم الفتيان والفتيات كيف يقيمون علاقات الحب والغرام فاذا تمكن الهوى من القلب انقلب صاحبه الى شيطان رجيم لا يعرف سوى ما اشرب في قلبه من الهوى فصار معشوقه معبوده يأتمر بامره وينتهي , يمشي خلفه كالاعمى مع قائده (( افرأيت من اتخذ الهه))
اللهم أصلح أحوالنا، اللهم أصلح أحوالنا، اللهم أصلح أحوالنا، اللهم اجعلنا ب
اترون هذه طارحة أولادها
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع