السلفية وادعاء المتسلفين (السلخانيون)
سيد سليم سلمي | Sayed saleem selmey
10/12/2022 القراءات: 1227
السلفية وادعاء المتسلفين
السلف في اللغة: اسم مشتق من الفعل الماضي سَلَفَ، ومنه قول الله تعالى: {.. إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ..} بمعنى مضى وتقدم، وقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} بمعنى قدمتم، والسلف كل ماضٍ سابق، وما بعده خلف؛ ولذلك جاء الدعاء المتداول: "جعلك الله خير خلفٍ لخير سلف". فالمرء سلف لولده، والولد خلف لأبيه، والجيل الحاضر خلف للجيل الماضي، والماضي سلف له.
فكيف يدعي المتسلفون أنهم سلف؟! هل مضوا وانتهوا؟!
وفي الاصطلاح: هم التابعون لسيد الخلق وأصحابه من أهل القرون الأولى.
وهم المعنيون بالحديث الشريف الوارد في الصحيحين: "خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه". فالحديث واضح في تحديد وتعريف السلف والخلف.
ومن هذا نعلم أنه لا يحق لأحد ولا يصح له لغة أو اصطلاحا أو شرعا أن يقول عن نفسه (أنا سلفي) أو أن تصف طائفة بعينها أتباعها بأنهم (سلفية) فالنسبة هنا، أو المصدر الصناعي لا يمكن أن ينطبقا على الظرف الزمني الحالي أو الأشخاص المحتالين الحاليين، ويحق لهم أن يقولوا: (نحن متسلفون)، أي: ندعي اتباع منهج السلف، وبالتالي أفعالهم تدل هل صدقوا، أم كانوا من الكاذبين، ومن عجائبهم أنهم يغضبون من وصفهم بكلمة متسلف ـ وهي الصواب ـ ، ويصرون على كلمة (سلف) وهي الخطأ، ثم لماذا يكرهون الوصف الصحيح، ويحبون المدعى إن كانوا صادقين، والفرق بينهما في الحروف بسيط؟! وكذلك لا يصح لهم اللجوء إلى أسلوب النحت اللغوي (اختصار الجملة في كلمة) حتى لا يتماحك متحذلق منهم ويقول: كلمة (سلفية) اختصار لجملة: نحن اتباع أو على منهج السلف، وقد بينا صحيح الاختصار (متسلف) أو أن يقارن لقب سلفي بلقب مذهب، مثل: حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي أي: أنا تابع أو منتسب لمذهب الإمام فلان؛ لأن تلك مدارس فقهية لم يتم تحديدها بزمن ما رغم أنها نشأت في القرون الثلاثة السلفية الأولى؛ فهم السلف غير المدعى؛ زمانا وسلوكا!
ولا يمكن هنا أن نطبق قاعدة: (لا مشاحة في المصطلحات) لأن لفظ السلف الآن هنا كذب تارخي واقعي، فلا يمكن أن يكون الإنسان موجودا وسلفا في آن واحد، فإما سلف، وإما خلف، والسلف ماض والخلف حاضر، وأظن أن تسميتهم لأنفسهم بهذا الاسم أو اللقب الكاذب جاء قدرا؛ لنعرف أن أساس الاسم أو اللقلب كاذب والمسمى أو الملقب كذب أيضا، فهم ليسوا سلفا ولا خلفا ولا خلف الخلف، بل آخر الخلف!.
ويذكرني هذا بحب ردي على كثيرين منهم عندما يقول بعضهم معرفا بنفسه: أخوكم فلان السلفي؛ فأرد معرفا بنفسي ـ تبيينا لجهلهم، وسخرية من ادعائهم ـ معكم أخوكم سيد الصحابي! وإن رد بقوله: أقصد أعرفك بأني من السلف الحاليين، أرد بقولي: وأنا اقصد أعرفك بأني من الصحابة الحاليين، وبالطبع أقصد توبيخهم وبيان خطأ لقبهم، فكما لا يجوز أن أقول: صحابي حالي، لا يجوز أن يقول: سلفي حالي؛ إذ كيف يجتمعان!. إن وصف أنفسهم زورا بأنهم سلفية تزكية يريدون أن يوحوا من خلالها أنهم هم وحدهم الممثلون للقرون الصالحة الأولى في الالتزام بتعاليم الإسلام حرفيا، فكما أن السابقين خير القرون، فهؤلاء المتسلفة خير المسلمين!
إن الحقبة السلفية المباركة تضم كبار شيوخ الإسلام الذين ورثوا علم النبي وأهل بيته الكرام ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ كما ورثوا علم الصحابة والتابعين وتابع التابعين كأئمة الفقه الإسلامي عموما، وأشهرهم الأئمة الأربعة الذين يقدح فيهم ويطعن في علمهم وعقيدتهم رواد المتسلفة المعاصرين، ويتعصبون لأئمة لم يدركوا تلك القرون الأولى المباركة: كالشيخ ابن تيمية وابن القيم، والبربهاري في القديم، وحديثا: محمد بن عبد الوهاب، وابن باز، وابن عيثمين، وابن جبرين، واللحيدان، والفوزان، وفي مصر: محمد حامد الفقي ـ مؤسس أنصار السنة ـ محمد عبد المجيد الشافعي، وعبد الرحمن الوكيل، وعبد الرازق العفيفي، والهراس، ومحمد صفوت نور الدين ـ وهو شيخ محمد حسان وموصلة ومعرفه بابن باز ـ والمراكبي، وبداية من الفقي، إلى المراكبي وحسان كل هؤلاء يرتبطون ارتباطا وثيقا بعلماء الوهابية التكفيريين، ومعظمهم عملوا هناك في المملكة السعودية ومنهم من وصل إلى عضوية لجنة الإفتاء والبحوث والدعوة والإرشاد، هناك، واعتلوا منبر الحرم الشريف، وألقوا الدروس وحلقات العلم في المسجد النبوي المبارك، والجامعات.
إنهم يتعنصرون لمثل هؤلاء العلماء الخلف، ويشككون، بل ويسبون أحيانا سواهم من أئمة ديننا، وليس ببعيد ما رواه العلامة الشيخ محمد الغزالي عن مؤسس أنصار السنة الشيخ محمد حامد الفقي أنه قال صراحة بكفر الإمام أبي حنيفة.
وأقولها لوجه الله: إن هؤلاء: (السلفية الجدد) لا يمثلون السلفية المعروفة في أذهان المؤمنين (التي هي خير القرون) الناصعة المشرقة بنور الإيمان، والتي هي دعوةٌ إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا تعتمد على تكفير وتشريك وتبديع أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ومن هذا نعلم أنه لا يحق لأحد ولا يصح له لغة أو اصطلاحا أو شرعا أن يقول عن نفسه (أنا سلفي)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
ولا يمكن هنا أن نطبق قاعدة: (لا مشاحة في المصطلحات) لأن لفظ السلف الآن هنا كذب تارخي واقعي، فلا يمكن أن يكون الإنسان موجودا وسلفا في آن واحد، فإما سلف، وإما خلف، والسلف ماض والخلف حاضر، وأظن أن تسميتهم لأنفسهم بهذا الاسم أو اللقب الكاذب جاء قدرا؛ لنعرف أن أساس الاسم أو اللقلب كاذب والمسمى أو الملقب كذب أيضا، فهم ليسوا سلفا ولا خلفا ولا خلف الخلف، بل آخر الخلف!. ويذكرني هذا بحب ردي على كثيرين منهم عندما يقول بعضهم معرفا بنفسه: أخوكم فلان السلفي؛ فأرد معرفا بنفسي ـ تبيينا لجهلهم، وسخرية من ادعائهم ـ معكم أخوكم سيد الصحابي! وإن رد بقوله: أقصد أعرفك بأني من السلف الحاليين، أرد بقولي: وأنا اقصد أعرفك بأني من الصحابة الحاليين، وبالطبع أقصد توبيخهم وبيان خطأ لقبهم، فكما لا يجوز أن أقول: صحابي حالي، لا يجوز أن يقول: سلفي حالي؛ إذ كيف يجتمعان!. إن وصف أنفسهم زورا بأنهم سلفية تزكية يريدون أن يوحوا من خلالها أنهم هم وحدهم الممثلون للقرون الصالحة الأولى في الالتزام بتعاليم الإسلام حرفيا، فكما أن السابقين خير القرون، فهؤلاء المتسلفة خير المسلمين!