مدونة سيد سليم سلمي


لحوم العلماء مسمومة ولحوم العملاء أيضا

سيد سليم سلمي | Sayed saleem selmey


09/12/2022 القراءات: 1604  



لحوم العلماء مسمومة ولحوم العملاء أيضا
يردد المتسلفون الوهابية كثيرا قول الحافظ ابن عساكر: (إن لحوم العلماء مسمومة) أكثر من ترديدهم أحاديث شريفة كثيرة، منها قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في وصف صريح لحالهم: "إن أخوفَ ما أخافُ عليكم بعدي كلُّ منافقٍ عليمِ اللسانِ". إنهم يريدون من تكرار مقولة ابن عساكر أن يثبتوا ويروجوا للبسطاء أنهم علماء، وبالتالي تخويف كل من يحاول نقدهم، وكشف نفاقهم، والإيحاء بقداستهم ونزاهتهم، وأن من تعرض لهم يتسمم!.
وهولاء ليسوا بعلماء ولا أشباه علماء، إنما هم عملاء نصوصيون لصوصيون، حفظوا بعض عبارات ابن تيمية وتعبيرات ابن قيم الجوزية ومحمد ابن عبد الوهاب وبعض رواد المدرسة الوهابية المحدثين، بل قرأنا وسمعنا لهم عبارات من تراث شيوخهم هؤلاء ينسبونها إلى أنفسهم!.
نعم (لحوم العلماء مسمومة) لكن من هم هؤلاء العلماء، يا عملاء لا علماء؛ كما وصفتم بعضكم بأنفسكم، بعد ثورة يناير، وقبلها أحيانا، وفضح بعضكم بعضا؟!
إن المقصودين بالعلماء هم أهل العلم بالله والمعرفة بشرع الله وأهل الوعي السليم والتوعية الصحيحة الذين يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالفظاظة والموعظة السيئة والغلظة والتكفير والتنفير، واللهث وراء المال وتحليل وتحريم الشيء الواحد بعينه؛ طبقا لأحوالهم المعروفة، وألاعيبهم المكشوفة تلونا وتزييفا من أجل سادتهم!.
نعم لحومكم مسمومة، وأفكاركم مسمومة، ودعوتكم مسمومة، وسلوككم مسموم؛ سممتم بذلك فكر الشباب بجهلكم المطبق وفتاواكم الملغومة، جعلتم بعض الشباب يتهم والديه وأهله بالكفر والفسوق، يا من تباعون وتُشترَوْن في كل سوق!.
إن ثقافة هؤولاء المتسلفين سطحية ضحلة، والله كنت أهاجم بشدة بعض أفكارهم المخربة، وكانوا يعودون لما أبديته من رأي بعد حوالي عشرين عاما، وكنت أذكرهم والبعض يعترف، ويرددون (إنها مرحلة شباب وتهور) وكلامي هذا عليه شهود منهم، وكنت أرد بأن هناك فرقا زمينا وفكريا وعلميا بين علوم وعقول المتسلفين، وبين أهل الوعي والدراسة الصحيحة، أي: لديهم تأخر عقلي وعلمي يزيد على العشرين عاما بينهم ويين أندادهم المثقفين!.
إنهم لم يتربوا على دراسة منهجية كدراسة الأزهر بمعاهده وجامعته، والجامعات والكليات المتخصصة، التي تجعل للعلم أدواته المساعدة، من علوم لغوية وبلاغية وأدبية وإنسانيةعامة.


وهولاء ليسوا بعلماء ولا أشباه علماء، إنما هم عملاء نصوصيون لصوصيون


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


إنهم لم يتربوا على دراسة منهجية كدراسة الأزهر بمعاهده وجامعته، والجامعات والكليات المتخصصة، التي تجعل للعلم أدواته المساعدة، من علوم لغوية وبلاغية وأدبية وإنسانيةعامة.