مدونة عباس محمد أحمد عبد الباقي
حب الخير وفعل الخير الفرق بينهما وأثرهما في بناء الإنسان
عباس محمد أحمد عبد الباقي | Abbass Mohamed Ahmed Abdelbagi
18/10/2024 القراءات: 111
نحن نفعل الخير لمجرد إطاعة الله. دون أن تصل قلوبنا إلى محبة تلك الطاعة، ونكون كمن يدفع ضريبة أو جزية. فحقيقة اهتماننا بالخير في شكلياته وليس في روحه.
والخير ليس شكليات، وليس لونا من المظاهر الزائفة إنما هو روح وقلب. لذلك اهتم الله تعالى بحالة القلب أكثر من ظاهر العمل، علينا أن نصحخ الدوافع والأسباب التي تضمن لنا خيرية العمل من عدمها، فقد يوبخك اثنان: أحدهما بدافع الحب والآخر بدافع الإهانة، وقد يشتركان في الألفاظ نفسها ولكن عمل أحدهما يكون خيرا وعمل الآخر يكون شرا.
الخير هو اقتناع داخلي بحياة الصلاح، مع إرادة مثابرة مجاهدة، هو حب صادق للفضيلة وشهوة في القلب للعمل الصالح، وليس مجرد روتين آلي للعمل الصالح.
فالشخص الرحيم ليس هو الذي يرحم أحيانا. أو الذي ظهرت رحمته في حادث معين، إنما الرحيم هو الذي تتصف حياته كلها بالرحمة، تظهر الرحمة في كل أقواله وأفعاله ومعاملاته، حتى في الوقت الذي لا يمارس فيه فعل الرحمة.
فمن يحب الخير يحب أن يرى جميع الناس يفعلون الخير ، يفرح بذلك ويكون سعيدا، فالمهم عنده أن يرى الخير وليس المهم بواسظته أو غيره.
والإنسان الخير يقيم في حياته تناسقا بين فضائله، فلا تكون واحدة على حساب الأخرى، خدمته للمجتمع لا تطغى على اهتمامه بأسرته. ونشاطه في عمله لا يطغى على أمانته، بل إن صلاته وعبادته لا يصح أن تفقده الأمانة تجاه مسئولياته. وكذلك الإنسان الخير يصنع الخير مع الجميع، حتى مع من يختلفون معه جنسا أو لونا أو لغة أو عقيدة، إنه كالينبوع يشرب منه الجميع، وكالشجرة الوارفة يستظل تحتها الجميع.
إن الفضيلة التي تفقدك فضيلة أخرى ليست كاملة، إنما الفضائل تتلاقى وتتعاون وتتكامل معا، بل تتداخل في بعضها بعضا، هكذا علمنا الله تعالىفعدل الله لا يتعارض مع رحمته، ولا ينفصل عنها، عدل رحيم ورحمة عادلة، فإن لم نصل إلى الخير والتعلق به والجهاد لتحقيقه، فما زلنا في درجة المبتدئين، ولم نصل إلى الغاية بعد، مهما عملنا من أعمال صالحة.
الخير، الصلاح، الأعمال، الفضيلة، الإنسان.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع