مصطلح المبردع يغزو الفضاء الأزرق الجزائري
عبدالرزاق ناصري | Nasri Abderrezak
18/08/2021 القراءات: 2178
مصطلح المبردع يغزو الفضاء الأزرق الجزائري المبردع مصطلح مشتق من البردعة وهو ما يوضع على ظهر الحمار، يستعمل في المجتمع للدلالة على سوء الحال ، واستعمل في الفضاء الأزرق للدلالة على العمى الفكري intellectual blindness ، وهو كناية عن الحمار حيث حذف المشبه به وجيء بما يدل عليه من وسيلة لركوبه وهو مشتق من الآية الكريمة" كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "، نسب المصطلح خطئا للأشخاص ضعيفي المستوى التعليمي ، لكنه موجه بشكل خاص إلى النخب مسلوبة الوعي والفكروالمؤثرة في مجتمعاتها.اعتقدت النخب الجزائرية أنها المقصودة بالمصطلح ،وأن من أطلقوا المصطلح هم العروبيون الإسلاميون ،الظلاميون،ذباب النظام،المرتزقة ... ، وتساءلوا كيف يجرؤ هؤلاء على إطلاق هذه التسمية ، وكيف يفكرون؟ ولأن نفس السؤال يتكرر عند النخب الغربية وخاصة الفرنسية منها لكن بأسلوب آخر، كيف تعمى النخب الإسلامية العربية على فهم الحضارة الغربية ، كيف لا يقدرون ما فيها من حرية وعدل ومساواة وديمقراطية واحترام للآخر؟ يرد أصحاب هذا المصطلح ، بأن قوالبهم الفكرية تعتمد على الذاكرة والواقع المعاش،فيجدون فيها أن شعارات الحرية والعدل والمساواة والتنوير هي نفس الشعارات التي استخدمتها الدول الغربية في احتلال الشعوب واستعبادها ومحاولة إبادتها والاستيلاء على خيراتها،ثم ينظرون إلى الواقع في الوقت الراهن فيجدون نفس الصورة بقليل من الألوان الجمالية التي تشوش الصورة، بعدها يتأملون مشهد هذه النخب الغربية المبردعة التي مسح ماضيها من مخيلتها، وتدفع لتتجاوز حاضرها أملا في مستقبل تمنيهم به حضارة مزعومة ،تحجب عنهم حقيقة أن حضارتهم تتغذى بقهر الشعوب ،تجعلهم يعتقدون أن الإسلام خطر على مستقبل حضارتهم،تحجب عنهم أثرها في تدمير الأرض برمتها ،وحتى وإن أحسوا بالخطر فلا بأس لأنها تمنيهم بمستقبل سيسكنون فيه كواكب أخرى،وهكذا تبردعهم كل حين، وتوظفهم لنشرهذا التبرديع إلى غيرهم. هل الحكومات الغربية هي من يبردع ،أم أنها ضحية؟ ومن يقف وراء هذه البردعة للبشر؟ جماعة ؟ فرد؟ شيطان؟ بعدما قضى الإمام الغزالي المفكر الإسلامي جل عمره في الدعوة إلى اكتشاف الحقيقة،واصطدم بالفئة المبردعة العاجزة عن إدراك الحقيقة رغم ما في الكون من أدلة وبراهين، أرجع سبب العجز إلى الشيطان ، إلى أن جاءت فلسفة الأنوار لتبرئ الشيطان و تدعي "أن العقل يعكس بطبعه الحقيقة على وجهها الصحيح،إذا عجز عن ذلك فبسب الأفكار الموروثة التي تعكر صفاءه "،هي أول بصمة فكرية تكشف من يحجب الحقيقة ويريد أن يبرع البشر.
المبردع- intellectual blindness- النخب
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع