مدونة محمد السيد أحمد


شبح الأونلاين 2 - حوار مع طالب خائف من استخدام الأونلاين في التعليم.

محمــــــد الســـــيد أحمـــــد | Mohamed El Sayed Ahmed


20/06/2021 القراءات: 2900  


شبح الأونلاين2

رسالة الى عناصر العملية التعليمية في بلادنا الحبيبة
( الطالب – المعلم – القيادات والمسئولين – ولي أمر الطالب)

ونتناول في هذا المقال

رسالة إلى معلم قلق من استخدام الأونلاين في التعليم.

مرحباً بك صديقي القارئ ..
جاءت كورونا ومسرعاً جاء معها مفهوم الأونلاين في كثير من المجالات التي كنا نحلم بأن يدخل
فيها تطبيق مفهوم الأونلاين ومن أهم تلك المجالات هو مجال التعليم.

حيث بدأت كل المؤسسات بالتعليم الجامعي وقبل الجامعي محاولات جادة وبخطوات مسرعة بل
وصلت المحاولات إلى مرحلة رياض الأطفال والكل في سباق واجتهاد لكي يعيد تنظيم العمل والدراسة في
مؤسسته عن بعد بأفضل مستوى ممكن وأقل مشكلات تواجه أعضاء المؤسسة وتوصلت كل جهة الى حل
مناسب لها وفقاً لما اختارته حسب ما هو متاح وما هو مطلوب.

ولكن يتبقى مشكلة أكبر لازالت تؤرق الكثير من المؤسسات التعليمية من العمل والتعليم عن بعد وتطبيق
النظام الهجين او المدمج بين التعليم التقليدي والتعليم أونلاين بالاعتماد على المنظومة التكنولوجية وهذا
الخوف هو خوف المستخدم سواء كان طالب أو أستاذ معلم أو قيادي أو مسئول إداري من التعامل بالشكل
الجديد وفي مقال العدد السابق أجرينا سوياً حواراً ممتعاً ومقنعاً مع الطالب ونتبعه في لقائنا اليوم المعلم ويليه
مباشرة القيادات والمسئولين وولي أمر الطالب باذن الله.

فهيا بنا صديقي القارئ نبدأ مع رسالتنا الى المعلم ...
وهنا يكمن موضوع هذا المقال ( قلق المعلم من الأونلاين ) وهل هذا القلق حقيقي فعلاً وله أسباب منطقية؟
أم هو مجرد وهم في الخيال ويكمن التعامل معه وحله في الواقع؟
تعالى معي صديقي القارئ نبحث سوياً لنتوصل الى إجابة لهذا السؤال
بداية دعنا نسأل المعلم هل تستخدم الأونلاين في حياتك؟

........ وبناءاً على الحوار في المقال السابق مع الطالب سنجد أن المعلم يستخدم أيضاً الأونلاين من
سنوات ( يرجي الاطلاع على مقال العدد السابق لاستكمال المعنى)
ولكن دعنا نكون منصفين وعادلين في أحكامنا يا صديقي..
ونعترف أن المعلم هنا وبناءًا على ما تقدم كان يتعامل مع الأونلاين كمستخدم مثله مثل أي شخص عادي
أما في حالة التعليم أونلاين سيكون الوضع مختلفاً تماماً حيث سيكون المعلم منتجاً ومقدم محتوى وممارساً
لمهنته بأعبائها الكثيرة عبر الانترنت وأدواته وهذه المهمة لها متطلباتها الخاصة من امكانات وتجهيزات
وكذلك أفكار ومهارات لدى الشخص ذاته بالاضافة الى المهارات الأساسية من التمكن من المحتوى
والتخصص والمعرفة المهنية بأدوات واستراتيجيات التدريس وخصائص عملية التعلم وغيرها من الأمور
والقدرة على ربط هذا كله في سياق متسق ومتكامل ليستطيع تنفيذ مهام مهنته في ثوبها التكنولوجي الجديد
وهذا – في رأيي- هو مصدر القلق الحقيقي لدى المعلم.

نعم يا صديقي مهنة التعليم والتدريس من المهام ذات طبيعة خاصة وتشمل على متغيرات عديدة يتم
في ضوئها ضبط عملية التعليم والتعلم للوصول لانتاجية حقيقية ومرضية من الموقف التعليمي وهي إحداث
التعلم لدى الطالب.

.. أنت تظن الآن أني أبرر للمعلم هذا القلق من التعليم عبر الانترنت وأني أدعم أصوات الرفض التي تعلوا
من كل حدب وصوب لتعود بنا الى الاكتفاء بالتعليم المباشر بالنظم التقليدية كما كان قبل الكورونا وحسب
بحجة أنه غير مناسب لنا ولظروفنا وامكاناتنا المتاحة .. لا يا صديقي فأنت تعلم عني جيداً أني من
المنادين بالتعليم الالكتروني والتعليم عبر الانترنت في جميع مدارسنا وأنظمتنا التعليمية العربية منذ أكثر
من عقد من الزمان ولكن دعنا نحاول أن نعطي كل ذي حق حقه.

صديقي لا تحتار كثيراً وتعالى معي لنوجه رسالتنا للمعلم بخصوص التعليم الاونلاين.
عزيزنا المعلم نحن نقدر جهودك التي لا تقدر بثمن ومدى ما تبذل وتعطي من أجل أن تلبي احتياجات
الموقف التعليمي الذي يتجدد وتتجدد معه متغيراته في كل مرة حتى مع ثبات الطلاب والمحتوى والمكان
وربما التوقيت اليومي ولكن أنت من تعلم وتناقش وتوجه وترشد طلابك في كل ما هو جديد عليهم في مجال
تخصصك ومن هنا كان من دورك أن تستخدم في هذا أدوات طلابك التكنولوجية التي أصبحت بين أيديهم
ولا مفر من المزيد من الاعتماد عليها في نواحي الحياة المختلفة ونعلم جيداً أن استخدامك لتلك الأدوات

التكنولوجية في أداء مهمتك التدريسية وتوابعها تتطلب منكم المزيد من الجهد لأداء تلك المهمة بنجاح وهو
تحدي جديد يعود عليكم وعلى طلابكم بالنفع الجميل وكل ما عليكم هم تعلم مهارات التعامل مع تلك الأدوات
وكيفية التعليم والتدريس بها وما هي المتطلبات الأساسية من الأجهزة والمعدات والبرمجيات التي تحتاجها
وما المشكلات التي يمكن أن توجهها وكيفية التعامل معها والتغلب عليها ونحن هنا في هذه المنصة نعدكم
بأننا سنفصل لكم أكثر وأكثر في خصائص جوانب العملية التعليمية عبر المنظومة التكنولوجية كمحاولة منا
لدعمكم لمزيد من عطائكم الجميل لأجيال تبنى حياتها وأوطان ترى النور على يديكم.

ومن هنا ندرك صديقي القارئ أن المعلم أيضاً يحتاج الى من يوضح له الطريق والأدوات ويدعمه
عن قرب في هذا التحول الرقمي في التعليم الذي جاء مسرعاً وبدون مقدمات خاصة في ظل ضعف البني
التحتية وضعف الامكانات المتاحة مع ضعف في فكرة ومعلومات ومهارات التعليم عبر الانترنت لدى
السواد الأعظم من أبناءئنا الطلاب وأولياء الأمور والإداريين والقيادات التعليمية.
وفي المقال التالي بمشئية الله ستكون الرسالة موجهة إلى السادة المسئولين والقيادات في مجال
التعليم في بلادنا الحبيبة.

... يرجي الاطلاع على مقال العدد السابق لاستكمال المعنى وهو بعنوان - شبح الأونلاين 1


ARID Scientific


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع