بين العقل المطبوع والعقل المسموع
10/08/2021 القراءات: 2244
العقل نوعان
عقل فطري لا يختلف في أحكامه اثنان، وأحكامه ثابتة بأصل الفطرة والخلقة لا يكتسبها صاحبها ولا برهان عليها إلا بنفسها، كالكل أكبر من الجزء، والأصل يوجد قبل الفرع، وهذا العقل الذي لا يتناقض مع الوحي لان منزل الوحي وخالق العقل واحد وهو ما يمكن تسميته بالعقل المطبوع ايضا
والعقل الثاني هو العقل المكتسب وهو حصيلة ثقافة وتربية وعلوم ساهمت في تكوين عقل الشخص فهذا العقل قد لا يتفق على احكامه اثنان من منهجين مختلفين فكيف من الاف المناهج وهذا العقل لا يسلم بأحكامه بل لا بد من عرضها على أصول البحث، ولهذل كانت لكل علوم قواعده وأصوله، وكل حكم عقلي في علم من العلوم لم يبن على أصول هذا العلم وقواعده فهو حكم مغلوط، ويجب رده.
وهذا القعل محكوم بالوحي وليس حاكما عليه وتابع للوحي ومنضبط به، وكثير من أحكامه تخالف الوحي لأنها ثمرة ثقافات تخالف في كثير من جوانبها الوحي.
فالوحي هو قواعد المرور والعقل مركبة تسير في طريق البحث، فإذا لم يتقيد العقل بالوحي وقع في كوارث علمية قاتلة.
فمقولة بعضهم عقلي للبيع أو لا احتكم إلا للعقل أو يجب تحكيم العقل، هذه مقولات ليست جديدة بل هي من اساسيات العقلانيين القدامي كالمعتزلة والجهمية والفلاسفة، وأساسيات بعض التجديدين المعاصرين ومن ثمارها عندهم انكار أحكام ثابتة في الكتاب والسنة وعليها إجماع الأمة، حتى صرح احد رموز هذه المدرسة بان هذه الاحكام (مصائب فقهية) ولن تتقدم الامة ما لم تتخلص منها .
ومما ينسب الى الامام علي رضي الله عنه في التمييز بين العقلين قوله
رايت العقل عقلين فمطبوع ومسموع
ولا ينفع مسموع. اذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع
وحي - عقل - علم - دين
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع