مدخل يحدد ماهية الارغونوميا و فلسفتها
سليماني صبرينة | sabrina slimani
04/05/2020 القراءات: 4323
ترجع أصول ظهور المقاربة الارغونومية في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية، إلى مبادئ فلسفية، تسترشد بعدد من النظريات في مسيرتها العلمية، بحيث انتقلت بموجبها الأرغونوميا من الحالة النفسية للفرد الى الابعاد الاجتماعية للمنظمة. وفرضت حالة إعادة هيكلة للحقول المعرفية.
الأرغونوميا هي المجال العلمي المهتم بفهم التفاعلات بين الانسان وباقي المكونات لنظام ما، وهي في المهنة التي تطبق عليها مفاهيم النظرية، المعطيات ومناهج لتحسين الارتياح للأفراد والفعالية الشاملة للأنظمة.
فمهمة الارغونوميا وتطبيقاتها في العلوم الإنسانية والاجتماعية هو إعداد قوانين لمقاربة موجهة أكثر نحو المستقبل اذن استشرافية في تحسين ظروف المعيشة ومقتضياتها. وبالتالي الأرغونوميا الاستشرافية تقترح استكشاف سبل جديدة في مجال تحسين نمط الحياة للوقاية من التعب والإرهاق للفرد وتعزيز الإنتاجية البشرية. هذه المقاربة الشاملة للأرغونوميا متعددة الاختصاصات تتسم بالأهمية المتزايدة لمعالجة المعلومات والتغيرات على تنظيم المجتمع. تتطلب باحثين وممارسين من مختلف المجالات، ولكن يجمعهم هدف مشترك ألا وهو جودة حياة الفرد. وبذلك أصبح المسعى هو تحقيق الفعالية الإنسانية القصوى ليتوق في هذه المرحلة إلى تطوير قدرات الإنسان البدنية والذهنية لزيادة فعاليته والوصول بها إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه في حدود ما تسمح به الشرائع الدينية والقيم الأخلاقية والقوانين الشرعية.
على الرغم من هذا فالارغونوميا في العالم العربي مازالت تعاني التشتت وعدم إثبات هويتها وأحقيتها بالتطبيق، بوصفها منهجا بحثيا من مناهج البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، على الرغم من التحول الكبير الذي طرأ خلال السنوات الماضية على استخدام المنهجية الارغونومية في مجال البحث العلمي بالمؤسسات والجامعات في الدول المتقدمة،
كما نأمل أن يعمم تطبيق مبادئ الأرغونوميا كاستراتيجية علاجية في جميع المجالات وما يمكن أن تقدمه من خدمات لتدعيم التصميم الاجتماعي لصناعة الإنسان وجودة الحياة. فالمستوى العلمي والإبداعي التكنولوجي اللذان تحققا للدول المتقدمة ما هما إلا ثمرة لاستثمارها الذكي في أنظمتها الاجتماعية وأبحاثها العلمية الذي شرعت فيه منذ أمد بعيد.
الارغونوميا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع