التفكير والتحقيق والتجديد والابتكار


الدرويش الإيبيستيمولوجي وحاجتنا إليه

د. ياسر حسين حسن | Dr. Yasser Hasan


31/01/2021 القراءات: 4622  


هكذا يمكن ل "درويش" أن يمارس فعلا "إيبيستيمولوجيا" (علم يبحث في فقه المعرفة: تعريف مختصر مخلّ كانت أمتنا أولى بوضع مصطلحه! ولكننا نائمون) على أساتذة الجامعات أنفسهم!!؟ وهو يكنس وينظّف لهم مكاتبهم البحثية!
:
وقال الحافظ الذهبي أيضًا، في ترجمة الإمام سفيان الثوري من كتابه " تذكرة الحفاظ " (1) مُعَلِّقًا على قوله - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -:
«ليس طلب الحديث من عُدَّةِ الموت لكنه علة يتشاغل بها الرجل»،ما نصه:

«قلت: صدق والله
إن طلب الحديث شيء غير الحديث فطلب الحديث اسم عُرْفِيٌّ لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث وكثير منها مَرَاقٍ إلى العلم وأكثرها أمور يُشْغَفُ بها المحدث من تحصيل النسخ المليحة، وتطلب العالي، وتكثير الشيوخ،.......
فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفًا بهذه الآفات.....
(1) 1/ 204، 205.

هذا مثال عن كيفية تحول ماهيات الأمور ولبابها وفي ماذا؟ الحديث النبوي الشريف نفسه (صلى الله عليه وسلم)!
فما بالكم بما دونه!؟
وأكثر الآفات العلمية اليوم ربما هي من هذا القبيل الذي تضخمت فيه الجوانب البحثية والتكميلية والتحسينية والتزيينية و"العلميّة" عن لباب ما يبحثون فيه نفسه! كمثل أستاذ في التفسير ضعيف في التفسير نفسه ولكنه يعرف مناهج التفسير وتاريخ نشوئه وإسهامات علمائه إلى درجة الاشتغال في رسالته للدكتوراه مثلا بشيء كهذا:
"آراء السمين الحلبي في التفسير في القرن (المابعرف شو!)"!!


علم، بحث، درويش، إيبيستيمولوجي، تجديد، مناهج


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع