د . محمد السيد إسماعيل الدويراتي


نظرات في مجالس السماع والرواية

د . محمد السيد محمد إسماعيل عطية | dr . mohamad alsayed mohamad ismail


05/08/2021 القراءات: 3242  


قرأت كلمة طيبة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن القرآن الكريم في كتابه القيم " نظرات في القرآن الكريم " ، فاستفدت منها وكتبت هذه الكلمة عن الحديث الشريف والسنة النبوية المطهرة :
-----------
إن سياسة سرد وقراءة كتب السنة بحاجة ماسة إلى مراجعة ، كيما تحقق الغاية النبيلة منها ، فنحن نريد بقاء سلسلة السند في الحديث الذي هو خصيصة هذه الأمة حتى تصل السنة مسندة إلى الأجيال القادمة ، ولكننا نريد كذلك أن ننزه السنة عن الخلافات العقدية بين الفرق المختلفة وألا تكون مجالس قراءة أمهات السنة وسيلة للتنازع والتناحر بينها وإذكاء الخصومة والفرقة بين المسلمين ، كل فرقة تريد أن تقمع خصومها المبتدعين [والقمع من مصطلحات الاستبداد ]، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تنازعوا عنده : " قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع " (أخرجه البخاري )، وكذلك نريد أن ننزه مجالس قراءة السنة عن المتاجرة بالأسانيد والانتفاع بها طلبا للدنيا أو طلبا للتفرد بالشيوخ ، وكذلك نريد أن ننزه السنة عن المشتغلين بحروفها دون مضمونها ، الجامعين لأسانيدها دون معناها والذين لا يتخلقون بآدابها وأخلاقها ولا يعون وصاياها ، فلا يرفعون بها رأسا ولا يزكون بها نفسا ، فهذا الحرص الشديد على قضاء الأفوات والسماع الكامل فهل قابله حرص على العمل الكامل بكل ما سمع أو على الأقل طوى قلبه على نية ذلك على قدر ما يستطيع ، وهل عدت إلى ما فاتك من العلم والعمل بما سمعت لتقضي أفوات العلم والعمل ، وهل ذهب المشتغل بالسماع يوما إلى كتب الشروح لمعرفة معنى حديث لم يفهمه أم اكتفى بسماعه ، وهل عرف آداب السامع وأخلاق طالب العلم قبل أن يسمع ويتحمل ، وهل تعلم علوم الحديث ليعرف كيف يتحمل الحديث وكيف يؤديه ، ولا نريد أيضا لمجالس السنة أن تكون وسيلة لتغييب المسلمين عن قضاياهم الجوهرية والأساسية خاصة قضية الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى وتهويد القدس ، إننا نريد إشاعة الثقافة الإسلامية المنبعة من هذه السنة المشرفة وتفقيه العامة والخاصة في روحها وشرائعها ومقاصدها وآدابها ، ونريد أن تعرف هذه الأمة المنزلة السامية للسنة النبوية والواجب الكبير الذي تفرضه عليها هذه المنزلة والمكانة .وإلا فالأعداء يعرفون هذه المكانة وهذا الواجب ؛ فلذلك يصوبون سهامهم إليها ليصرفوا المسلمين عنها ويغرقوهم في الشبهات والشهوات .ولذلك فمن حسنات هذه المجالس مقاومة هذا الغزو وجمع الناس حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ، وإن كنا نتمني ألا يكون جمعا شكليا لتعم الفائدة الحقيقية منها ، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


مجالس - السماع - الرواية - الأسانيد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع