مدونة المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد


الجزء الرابع /قصة طفلة اسمها ألحان وكفاحها

المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد | Wafaa Fadhel Abdul Wahid


18/12/2021 القراءات: 1445  


وكنت انظر الى عيني أخي الذي هو أقرب أخ الى نفسي فأرى فيهما الذبول وأحس بعذاب الضمير يؤنبني وكدت أجن وحاولت أن أصلح الذي فعلته دون ان أدري ما أذا كان صحيحا أم لا هذا العمل فأجد كل ما كنت افعله يقع ضدي وجاءت الامتحانات النهائية والتي كانت تحدد مستقبل أثنين من أخوتي هما أيمن وعادل فأمتحن أيمن بينما عادل لم يمتحن لثلاث مواد وكان يعلل ذلك ان على المرء ان لا يدرس هذه المواد وهكذا ضاعت عليه السنة بالرسوب في الوقت نفسه لم امتحن انا الاخرى في المعهد لان حالتي النفسية وقد ذلك لم تساعدني على الامتحان فضاعت علي السنة انا الاخرى وامتلأت حياتنا في هذه السنة بالأحزان وكانت السنة رتيبة ومملة وعند حلول العام القادم باشرت دراستي في المعهد في الصف الاول للمرة الثانية ولكن في هذه السنة كان معي اخي ايمن حيث قبل في معهد التكنلوجيا الفرع المدني بينما داوم اخي عادل في الصف السادس للمرة الثالثة اما اخي زياد فقد التحق بالعسكرية بعد انتهاءه من الدراسة في المعهد الزراعي وأسعد كان في السادس العلمي أي مع عادل أما أسلام فكان قد باشر دراسته في أعدادية الزراعة وكان لحياتي معنى في هذه السنة حيث كان لي شلة من الاصدقاء والصديقات الذين تملأ حياتهم الافراح والمسرات وكانت حياتي في المعهد عبارة عن ضحكة كبيرة لم ينغصها علي سوى عادل الذي لم تكن حالته بأحسن من السنتين السابقتين اما أخي هادي فقد تزوج هذه السنة من فتاة جميلة تخرجت هذه السنة من كلية العلوم – فرع الرياضيات – وعمت الفرحة بيتنا وكانت اختي هدى قد رزقت بولدين وبنت جميلة ونجحنا جميعا في هذه السنة ما عدا عادل الذي لم يستطع الحصول على شهادة البكالوريا والتحق بالعسكرية وضاعت عليه سنوات الدراسة وانتقلنا انا وايمن الى الصف الثاني بينما تبعنا اسعد في الصف الاول حيث قبل في المعهد التكنلوجي – القسم المدني أيضا وقضيت هذه السنة في المعهد بمنتهى السعادة وتمنيت لو تدوم ولا تنتهي ابدا وكنا نمرح ونضحك ونلتقط الصور لتبقى ذكرى لدينا خصوصا في السفرات التي كان يقيمها المعهد وسارت حياتنا كما يرام وكانت زوجة اخي ليلى فتاة لطيفة جدا وانسجمنا معا كثيرا ولكن الذي كان يؤرقني وقلق راحتي هو إحساسي بأن أخي الكبير قد تغير بعد الزواج وانشغاله بزوجته اكثر مني وقد كنت اعترف بأن هذا شيء طبيعي لكل رجل بعد الزواج لذلك فقد تعودت على هذا الوضع بمرور الوقت وتخرجنا من المعهد أنا وأيمن وألتحق ايمن بالعسكرية بينما اشتغلت انا بأحدي الدوائر الحكومية والتي نسبتني بدورها الى احد المشاريع بصفتي محاسبة ولن استطيع القول اني وجدت راحتي في هذه الدائرة أو في هذا المشروع وذلك بسبب الغش والخداع والانانية الموجودة بين موظفات المشروع وبقيت لمدة اربع سنوات في هذا المشروع أهم ما في هذه المرحلة انني قد ارتديت الحجاب مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس إجباريا كما في المرة الاولى بل عن اقتناع تام تخللت المدة التي قضيتها في المشروع ايام حلوة وأيام أشد مرارة من العلقم نفسه وقد حاولت مرارا الاستقالة وترك الوظيفة ولكن بعض الزميلات كن يمنعنني من تقديمها وانتهى المشروع وعدنا الى الدائرة ولم تكن حال الدائرة بأفضل من حال المشروع ولكن النقطة الوحيدة المفضلة في هذه الدائرة هي انه لم يكن في شغلي الحالي المسؤولية الكبيرة التي كانت مرمية على عاتقي في الدائرة السابقة أضافة الى زميلاتي في هذه الدائرة والذين كن يشاركنني نفس الغرفة كانوا افضل من الذهب نفسه ولقد وجدت معهن راحة لا مثيل لها كانت الاولى مسؤولتنا وكان اسمها ايمان وكانت اسم على مسمى كما يقول المثل حيث ان قلبها كان عامر بالأيمان وكانت قد زارت بيت الله الحرام ومتدينة بشكل واسع ولديها المام بتعاليم الدين والقرآن واما الزميلة الثانية فكان اسمها زغاريد وكانت انسانة بسيطة جدا وطيبة القلب الى درجة كبيرة ولم ترفض اي طلب لأي شخص كائن من يكون فتسرع بالمساعدة قدر استطاعتها وكانت متدينة ايضا تقضي بعض اوقات فراغها في الدائرة بحفظ القران والاثنين كن محجبات مثلي وتقاسمنا الشغل فيما بيننا وكانت تسود علاقتنا الصداقة العميقة والتفاهم وكنت احيانا اسرح كثيرا مما يؤدي الى وجود خطأ في بعض الوصولات التي كنت اقوم بتسديدها وكانت الرقابة المالية كعادتها تزور الدوائر لتراجع المستندات والقوائم والحسابات وفي نفس اليوم الذي أخطأت أنا فيه في الوصولات زارت الرقابة المالية دائرتنا وكانت غرفتنا هي أول غرفة تزورها الرقابة وقاموا بتدقيق حساباتنا وكنت متيقنة تماما بأنه الاخطاء لدي فاذا بأحدهم وأسمه أحمد يحاسبني على خطائي بعد ان اكتشفه وقال لي بأنني لا أصلح بأن اكون محاسبة جيدة فأحسست بدوار في رأسي على اثر كلامه ومقته أشد المقت ولم استطع ان انظر في وجهه بعد هذه الحادثة وكانت مجرد رؤيتي له تضايقني وقد حاول هو ان يعتذر عما صدر منه فيما بعد ولكني لم اسغ له الفرصة ولم اغفر له هذه الخطيئة حيث انني اعتبرتها خطيئة كبيرة ان يقول لي هذا الكلام في وقت ان كل انسان معرض للسهو وجل من لا يسهوا وبعد مرور عام او يزيد قليلا على زيارة الرقابة هذه لنا قامت الرقابة بزيارة مماثلة لنا واذا بي أجد احمد منتصبا أمامي ويسألني عن صحتي وقد تغير كثيرا عن العام السابق فقد كان لطيفا وتعامل معنا بليونة كبيرة وتغاضى عن اخطاءنا الصغيرة ولاحظت اهتمامه المفاجئ بي وفي أحد الايام دخل غرفتنا ولم اكن موجودة بها وسأل مسؤولتي عن موقع دارنا وعن اسم عائلتي وعندما عدت الى الغرفة وجدت ايمان تضحك وتتكلم بألغاز لم أكد افهمها أو على الاصح تظاهرت بأنني لم أفهمها ورجوتها ان تتكلم بصراحة فصرحت لي بالذي دار بينها وبين أحمد فاستغربت وتضايقت كثيرا وتساءلت مع نفسي ما لذي يريده مني وكيف يجرؤ ويسأل عن عنوان دارنا وبعد مرور عدت ايام تفاجأت بأهله يزورون أهلي ويطلبونني للزواج من أحمد وعندما اعلمت امي بأن احمد هو آخر رجل افكر في الزواج به رجتني ان اتمهل وان افكر قليلا في الامر وكانت امي كأي ام تفكر في مصلحة ابنتها وتتمنى لها السعادة والاستقرار قد وجدت في احمد الزوج المثالي حيث انه قد حصل على بكالوريوس


الجزء الرابع/ قصة طفلة اسمها ألحان وكفاحها


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع