مدونة المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد


البراق والبرق وماذا كشف العلماء حديثاً حول هذه الظاهرة الكونية المخيفة والجميلة؟

المهندسة / وفاء فاضل عبد الواحد | Wafaa Fadhel Abdul Wahid


17/11/2021 القراءات: 1948  


البراق والبرق وماذا كشف العلماء حديثاً حول هذه الظاهرة الكونية المخيفة والجميلة؟

"البراق".. دابة مباركة، حمل سيد ولد آدم وصاحبته في رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فهو آية من آيات الله - سبحانه وتعالى- ومعجزة أخرى ضمن معجزات تلك الرحلة المباركة. وقد ورد في كتب الحديث والسيرة النبوية المطهرة وصف هذا البراق كيف كان، وما حدث منه في ليلة الإسراء، وذكرت كذلك أن "براق" الإسراء هو نفسه الدابة التي كان أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام يركبها لينتقل من فلسطين إلى مكة المكرمة ليزور زوجته السيدة هاجر وولده سيدنا إسماعيل- عليهما السلام. وقد ذكر ذلك أمير المؤمنين في الحديث الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري" حيث قال رواية عن أبو الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري: "كان إبراهيمُ يزورُ هاجرَ كلَّ شهرٍ على البراقِ يغْدو غدوةً فيأتي مكةَ ثُمَّ يرجعُ فيقيلُ في منزلهِ بالشامِ". وفي رحلة الإسراء كانت البداية مع "البراق" الذي ركبه النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في رحلته، تشريفًا له، فهو دابة من عالم الغيب، وفي إرسال البراق درس يتعلمه المؤمن، وهو الأخذ بالوسائل والأسباب، وإلا فإن الله- سبحانه وتعالى- قادر على أن ينقل النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- دون وسيلة أو دابة إلى أي مكان شاء وفي أقل من لمح البصر. وجاء في وصف شكل البراق أحاديث كثيرة منها ما رواها الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما والإمام الترمذي والنسائي وابن ماجة، وتناول شرح هذه الأحاديث العديد من الأئمة، منهم الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم والإمام ابن حجر في شرحه للبخاري وغيرهما. وقالوا في وصف البراق إنه دابة يشبه الدواب أكبر من الحمار وأصغر من البغل، يضع حافره عند منتهى بصره، عُرفُه من اللؤلؤ الرطب منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور، وأذناه من الزّمرّد الأخضر، وعيناه مثل كوكب درّيّ يوقد له شعاع كشعاع الشمس، أشهب محجّل الثلاث مطلوق اليمين، عليه جلّ مرصّع بالدّرّ والجوهر لا يقدر على وصفه إلا الله تعالى، نَفَسُه كنَفَس ابن آدم. وروي في الحديث أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ركوبه نفر وهاج، فصاح جبريل مه يا براق! ما يحملك على هذا! فو الله ما ركبك قط أكرم على الله منه، فاستحيا البراق وهدأت ثورته وسكن مكانه. وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البراق فكان سيره غاية في السرعة والانسياب، وقد ذكر أنه كان من سرعته ما يثير العجب حتى إنه يضع حافره في كل خطوة عند منتهى البصر، كما جاء في الأحاديث الشريفة الصحيحة، وكان دائمًا مستوِيَ السير فلا يعلو ولا يهبط حتى إذا قابلته عقبة مرتفعة، قصرت رجلاه الأماميتان، وطالت الخلفيتان.. وإذا قابله واد منخفض طالت رجلاه الأماميتان وقصرت رجلاه الخلفيتان..! وهكذا توفرت للرحلة معجزات ما بعدها معجزات.

كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه ذات يوم، وأراد أن يحدثهم عن يوم القيامة، وعن موقف خطير في ذلك اليوم، وهو المرور على الصراط، فحدّثهم المصطفى عليه الصلاة والسلام عن هذا الأمر وقال لهم بأن: كل إنسان سيمرّ على هذا الصراط حسب عمله فأكثرهم إيماناً أسرعهم مروراً على الصراط، فعدَّد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أشخاصاً يمرون بسرعة البرق، وآخرين يمرون بسرعة الريح وأشخاص يسيرون على الصراط بسرعة الخيل، حتى نجِدَ أناساً لا يستطيعون السير فيزحفون زحفاً، قال صلى الله عليه وسلم: (فيمرّ أولكم كالبرق) ومن بين الذين كانوا يستمعون لهذا الحديث سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وهو راوي هذا الحديث وهذا الحديث رواه الإمام مسلم، استغرب سيدنا أبو هريرة من قول النبي عليه الصلاة والسلام (فيمرّ أولكم كالبرق) فقال: بأبي أنت وأمي أي شيء كمرّ البرق؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (ألم تروا إلى البرق كيف يمرّ ويرجع في طرفة عين).

الحديث كاملاً:(عن حذيفة وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة . فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله ” قال : ” فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى عليه السلام فيقول : لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى : لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق ” . قال : قلت : بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق ؟ قال : ” ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين . ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول : يا رب سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا ” . وقال : ” وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فترميه في النار ” . والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا . رواه مسلم )

نستطيع أن نستنتج من هذا الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قد حدّثنا عن آلية حدوث البرق وأن هنالك مروراً ورجوعاً لهذا البرق، مع العلم أننا إذا نظرنا إلى شعاع البرق لا نرى أي مرور أو رجوع، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام حدثنا عن ذلك. والسؤال: ماذا كشف العلماء حديثاً حول هذه الظاهرة الكونية المخيفة والجميلة؟

والسؤال الذي أحب أن أطرحه معكم: لماذا تناول النبي عليه الصلاة والسلام هذه الظاهرة ؟ هل لمجرد أن يحدثنا عن سرعة البرق، مع العلم أنها معجزة نبوية لأن القرن السابع الميلادي لم يكن فيه أحد يعرف شيئاً عن سرعة البرق أو سرعة الضوء ولكن النبي عليه الصلاة والسلام حدثنا عن ذلك،


البراق والبرق وماذا كشف العلماء حديثاً حول هذه الظاهرة الكونية المخيفة والجميلة؟


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


صل الله عليه وسلم وبارك وعظم وأكرم وأنعم - جزاك الله خير أحسنت أحسن الله اليك موضوع شيق وجميل واستنتاج رائع جدًا حفظكم الله وزادكم علماً ومعرفة ونفع بكم اللهم آميين