مشروع المكتبة الصوتية للمكفوفين "كن عيني"
02/02/2023 القراءات: 1461 الملف المرفق
إن الإعاقة الحقيقية في نظر الإسلام هي عدم استعمال الحواس والجوارح في الوصول إلى الله عزّ وجلّ والإيمان به، فالبكم هم من غفلوا عن ذكر الله والصّم هم من صدّوا عن الله تعالى بقلوبهم، والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر ، قال الله تعالى في محكم تنزيله: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" [الحج:46] وقال كذلك سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" [الأعراف:179].
فئة المكفوفين، كغيرهم من أصحاب الهمم، أولى لهم الإسلام اهتماما كبيرا وأوصى لهم بمعاملة تحفظ لهم كرامتهم ويكفيهم فخرا أن نزلت في حقهم آيات قرآنية كسورة "عبس" التي نزلت خصيصا في حق الصحابي الجليل ابن أم مكتوم.
وحقيق أن لهم من العزيمة والقدرات ما يجعلهم عنصرا فعّالا في المجتمع، لكن مع ذلك وجب تسخير الوسائل والمعدات التي تسهل لهم مشاركتهم في دفع عجلة التنمية؛ سواء كانت وسائل مادية، برامج وتطبيقات الكترونية أو مشاريع تطوعية خيرية ومنها على سبيل الذكر مشروع "كن عيني".
"كن عيني" هو مشروع تطوعي خيري لا يهدف للربح الخاص يُعنى بتجميع أكبر محتوى صوتي من القصص، الروايات والكتب في مختلف المجالات الثقافية، العلمية والتربوية، ولفائدة كل الشرائح العمرية، في الجزائر عموما وبشكل خاص ولاية باتنة، ساهم في تجسيدها مجموعة من الشباب الجزائري المتطوع قائدها الصحفية: منى لبعل، حيث بحكم تخصص دراستها "السمعي البصري" كانت ناشطة في النوادي الخيرية أين كانت تسجل إعلانات صوتية، وفي نفس المجال التطوعي قامت بتنظيم زيارة لمدرسة صغار المكفوفين أين لاحظت أن المكتبات تفتقر للهدايا والوسائل التعليمية الخاصة بهم، فطرحت فكرة المكتبة الصوتية على مدير المدرسة والذي رحّب بها بصدر رحب؛ ومن هنا كانت انطلاقة مشروع المكتبة الصوتية للمكفوفين بتاريخ 2017/10/07.
وتم افتتاحها بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية أين تم تجسيد الفكرة على أرض الواقع وتم تسليم أول دفعة من التسجيلات الصوتية للمكتبة ولمدرسة صغار المكفوفين والتي بلغ عددها حوالي 120 تسجيلا في أقراص مضغوظة، وفاق عدد المتطوعين والمشاركين 200 متطوعا في مختلف المجالات وبثلاث لغات (العربي، الفرنسية والانجليزية).
وتتم عملية التبرع بتسجيل مقطع صوتي تجريبي وإرساله عبر البريد الالكتروني للمكتبة، بعدها يقترح فريق العمل بعض المجالات التي تناسب صوت المتبرع ليختار منها ما يفضله ثم يقوم بالتسجيل في الاستمارة الالكترونية ويشرع في عملية التسجيل الصوتي باستخدام الهاتف مع ذكر عنوان الكتاب واسم مؤلفه، ويتولى فريق العمل عملية الهندسة الصوتية في الأستوديو.
كما تجدر الإشارة إلى أن المكتبة كانت ضمن قائمة المشاريع التي أُجيزت للمشاركة في مسابقة "تحدي ابتكار الجزائر 2018" من تنظيم المعهد الجزائري للابتكار، وكذا مسابقة صناع الأمل الجزائري -فئة أفضل مشروع صانع للأمل- وله أنشطة أخرى ينظمها لصالح المكفوفين على غرار التظاهرات والدورات التكوينية المجانية لتعليم لغة البرايل... كما نال تغطية إعلامية واسعة سواءا في الصحافة المكتوبة أو المرئية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي وهو جدير بذلك كونه يسعى، بفضل تسجيلات المتبرعين، إلى إفادة المكفوفين علميا وثقافيا بحيث يكون صوت المتبرع عينا للكفيف؛ وهو بهذا يساهم في نشر ثقافة التطوع الخيري في أبسط وأرقى أشكاله.
كن عيني، مكتبة صوتية، المكفوفين، تطوع.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
1- الصفحة الرسمية لمشروع المكتبة الصوتية للمكفوفين "كن عيني" https://www.facebook.com/kon.3iini 2- تفاصيل البريد الالكتروني للمكتبة في هذا الرابط: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1681748475180981&id=1564279746927855 3-البريد الالكتروني لصاحبة المشروع، الصحفية منى لبعل: [email protected]
هل لديكم اطلاع أو مساهمات في مشاريع من هذا النوع؟