مدونة د. عبد الرحمن أحمد ندا


مقومات تطوير الإعداد الثقافي للمعلم

د.عبد الرحمن أحمد أحمد ندا | Dr. ABDELRAHMAN AHMED NADA


17/12/2021 القراءات: 2977  


مقومات تطوير الإعداد الثقافي للمعلم
المقوم الأول: الاقتداء بالفكر التكاملي في إعداد المعلم:
إن من أهم الانتقادات الموجهة للإعداد الثقافي للمعلم، هو نزوع برامج الإعداد إلى التخصص الضيق وعدم تجاوز المقررات حدود المعرفة والتحصيل إلى آفاق الثقافة بالمعنى الحقيقي، حيث لا يوجد تحقيق للتوازن بين جوانب الإعداد الثلاثة "الأكاديمية والتربوية والثقافية". لذا نحن في احتياج لوجود المعلم الشمولي الذي يهتم بنمو الطالب ككل، فدوره ليس نقل المعرفة فقط، بل مساعدة طلابه كي يتعلموا، باعتبار أن الغرفة الصفية ليست جزيرة، وأن المواد الدراسية ليست منعزلة عن بعضها.
المقوم الثاني: الثقافة التكنولوجية وأهميتها في إعداد المعلم:
حظيت تكنولوجيا المعلومات في السنوات الأخيرة في المجال التعليمي بمكانة بارزة، وقد سارعت لإعادة النظر في تكوين المعلم، والعمل على التنوع في استثمار التكنولوجيا المتقدمة، وتوظيفها التوظيف الأمثل بما يتلاءم وتكوين المعلم على النحو الذي يمكنه من الاستفادة الإيجابية من مجتمع المعلومات والتوافق مع متطلبات المستقبل. وأن يحاول التعايش معها ويستخدم أساليبها في القيام بواجبه.
المقوم الثالث: الثقافة المنفتحة وإعداد المعلم:
إن الثقافة المنفتحة الكامنة وراء أي تطور، ويأتي هنا الدور المهم للمعلم في توليد ثقافة النهضة، وإحداث إصلاحات ثقافية واجتماعية، من خلال:
• التأكيد على اجتماعية القيم الأساسية الفردية وذلك بتنزيلها على أرض الواقع التعليمي.
• التأكيد على عنصر الأصالة باستحضار العناصر الكلية من التراث الثقافي وتجاوز الخصوصيات وإعادة تشكيلها وتجديدها دون إضاعة هويتها أو إنكار تاريخها وتراثها المميز لها.
المقوم الرابع: أهمية الأخلاق في إعداد المعلم:
يقدم المعلم لتلاميذه القدوة والعلم والأخلاق الفاضلة، وأمام هذا الدور الهام فقد اتفق التربويون على مجموعة من الكفايات الأخلاقية اللازمة لتكوين المعلم، وهي:
الاتصاف بالمرونة، والصبر والهدوء وعدم الانفعال-التحمس للتدريس، الدينامية-التشجيع على الاحترام المتبادل بينه وبين المتعلمين أنفسهم-الشعور بالثقة والتعامل بثقة مع طلابه، ومعاملتهم معاملة قائمة على الرعاية والاهتمام-تشجيع مشاركة المتعلمين في الأنشطة التعاونية، ومعاملتهم بأساليب تربوية تزيد من دافعيتهم للتعلم-حسن الاستماع الجيد للمتعلمين وتأييد إجاباتهم الصحيحة.
المقوم الخامس: دور التفاعل والعلاقة الاجتماعية في إعداد المعلم:
هناك ضرورة في إعداد المعلم لإمتلاكه الكفايات الآتية:
• التعاون مع زملاءه المعلمين ومع الإدارة في إنجاح عمليتي التعليم والتعلم بوجه عام.
• الإسهام في اتخاذ القرارات المتعلقة بمعالجة المشكلات التي يواجهها المجتمع المدرسي.
• إقامة علاقة مع المتعلمين قائمة على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل.
• إعطاء توجيهات وتعليمات واضحة ومحددة للمتعلمين لتسهيل عملية التعلم.
• تنمية الانضباط الذاتي لدى المتعلمين.
• تشجيع مشاركة المتعلمين في التفاعل الصفي، وتشجيع اختيارهم للأنشطة وتنظيمها وملاحظتها.
المقوم السادس: ترسيخ مبدأ الحوار التربوي في برامج إعداد المعلم:
إن ترسيخ مبدأ الحوار التربوي حاجة حيوية لا غنى عنها لأي معلم يؤمن بالتنوع، ويدرك ضرورة التفاهم وبناء العلاقات الصحيحة بين الأفراد، وبخاصة في إطار المجتمعات التي تعيش ظاهرة التنوع والتعدد الفكري.
وهناك مجموعة من المقومات التربوية والتي من شأنها أن تقوي الإيمان بحرية الاختلاف، وتعزز الوعي بجدوى الحوار سبيلاً للتفاهم المتبادل وتمهيداً لبناء شخصية المعلم القادر على التعامل مع متغيرات العصر. ومن أهم تلك المقومات: ترسيخ احترام الاختلاف في الرأي، وإدراك الفرق بين الثابت والمتغير: فهناك أصول أخلاقية واجتماعية ثابتة، وهناك متغيرات يجب أن يترك لها الحرية في التعبير وإبداء الرأي، غرس مبدأ حسن الظن، الانفتاح على الآخر وذلك بالابتعاد عن الانغلاق الفكري، التحلي بالموضوعية في الحوار.


مقومات، الثقافة، المعلم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع