التخطيط: تعريفه، أنواعه، مبادؤه وشروطه
البونوحي البشير | Elbounouhi elbachir
08/02/2021 القراءات: 13794
- تعريف التخطيط
" التخطيط لغة هو أن تثبت بالرسم أو بالكتابة فكرة معينة بكيفية تجعلها دالة دلالة تامة على ما يقصد به من خلال الصورة أو الرسم أو الكتابة...
وفي معجم روبير le Robert، فإن التخطيط Planification "تنظيم بحسب تصميم معين".
أما في معجم (هاشيت) فقد وردت لفظة خطط Planifier بمعنى نظم، وتوقع في ضوء تصميم أو خطة.
واضح من خلال هذين التعريفين الأولين أن التخطيط يحمل دلالة التنظيم والتوقع: التنظيم باعتباره عملية تتطلب الترتيب، والانتقاء، واختيار المنهج، والتوقع باعتباره تصورا وتمثلا لما سيحدث مستقبلا، إن التنظيم والتوقع هما الدلالتان العامتان لأي عملية تخطيط. فأن تخطط لشيء ما أو عمل معين يعني أن تضع تصورا، أي عملا فكريا تأمليا تتمثل فيه ما سيحدث مستقبلا، ويعني كذلك، أن تنظم جملة من العناصر والمكونات وفق نظام معين، ومن ثم تحتوي كل خطة درس على معنى النظام Système.
- التخطيط اصطلاحا
"التخطيط هو عبارة عن مجموعة من الطرائق والتصاميم والمناهج والأساليب والتدابير التي يلتجئ إليها المدبر أو المخطط من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات على المستوى البعيد والمتوسط والقريب. " ]... [
"ويسعف التخطيط المدرس في تدبير الوقت والحفاظ على الإيقاع المدرسي، والاقتصاد في الجهد، بله عن توفير الأمن للمدرس والمتعلم على حد سواء، وتسهيل عملية التقويم، وتنظيم العملية البيداغوجية والديداكتيكية. "
- التخطيط: عملية وسيرورة
التخطيط عملية Action، والقصد من ذلك أنه جملة إجراءات وأفعال يقوم بها المخطط لغرض معين.
وإذا كان التخطيط عملية، فهو سيرورة أيضا، Processus ومعناه أن كل تخطيط، بما هو عملية، يخضع لسلسلة من الأفعال المنظمة زمنيا، ويصف لوجوندر هذه الأفعال بكونها قرارات، أي أننا نتخذ قرارا لأجل هذا الإجراء أو ذاك، أو انتقاء هذا العنصر أو ذاك. يقول لوجوندر، معرفا مفهوم التخطيط: إنه مسار لاتخاذ القرار حيث نحدد مسبقا التوجهات، وخطة عمل منطقية ومنظمة، وذلك باعتبار الحاجات، والأهداف، والموارد العملية التي ستتدخل لاحقا في تحقيق المرامي الناتجة عن المسار السابق (1).
ومما لا ريب فيه، أن من تفحص هذا التعريف سيعثر في ثناياه على عناصر أساسية لإدراك مفهوم التخطيط باعتباره عملية وسيرورة من الإجراءات.
- التخطيط: أهميته وشروطه
التخطيط وأهميته: التخطيط هو التفكير والتدبير والتقرير سلفا بما يجب عمله لتحقيق أهداف معينة. وهو عملية تسبق التنفيذ. وانطلاقا من هذا المفهوم فإنه لا يمكن مواجهة وضعيات التدريس إلا بوضع تخطيط محدد لمختلف الأنشطة التربوية المقررة، وتحديد الاستراتيجيات اللازمة لتنفيذه. وتتجلى أهمية التخطيط في العملية التعليمية - التعلمية في كونه:
• يجعل عملية التدريس ذات معنى؛
• يحدد ويوضح الكفايات المنشودة والأهداف التعلمية المرتبطة بها؛
• يضمن الاستخدام الأمثل للموارد والاستراتيجيات؛
• يجنب اتخاذ قرارات اعتباطية؛
• يساعد على تدبير الوقت والاقتصاد في الجهد؛
• يوفر الأمن النفسي للأستاذ (ة) والمتعلمات والمتعلمين على حد سواء؛
شروط التخطيط الفعال: يمكن تلخيصها في أن يكون:
• مرنا قابلا للتعديل؛
• واقعيا قابلا للتطبيق؛
• يحدد أفضل الاستراتيجيات والإجراءات المناسبة لتنفيذ الخطة؛
• يشمل كل جوانب العملية التعليمية- التعلمية؛
• يغطي فترة زمنية معينة؛
• يتيح تقويم جميع الجوانب المرتبطة بالخطة
- أنواع التخطيط
يمكن تصنيف تخطيط التعلمات حسب المدى الزمني إلى:
• تخطيط طويل المدى: ويتجلى في التخطيط السنوي للتعلمات، وهو تخطيط للكفايات والأهداف والمحتويات المبرمجة في إطار وحدات تعليمية على مدى سنة دراسية؛
• تخطيط متوسط المدى: هو تخطيط يغطي فترة زمنية متوسطة كالوحدة التعليمية مثلا؛
• تخطيط قصير المدى: وهو تخطيط يغطي فترة زمنية جد قصيرة كالتخطيط اليومي أو الأسبوعي لدرس أو لمجموعة من الحصص.
- برمجة التعلمات السنوية
وينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
♦ مراعاة لمتطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمحيط المؤسسة، لزم تنظيم السنة الدراسية تنظيما موحدا يحقق الانسجام بين مختلف المستويات التعليمية، ويسمح في الوقت نفسه للسلطات التربوية الجهوية باتخاذ الإجراءات المناسبة للظروف الطبيعية والمناخية دون إخلال بالتنظيم العام للسنة الدراسية الذي يتم تحديده بمقرر وزاري سنوي؛
♦ ويمكن أن يسمح بالتوقف الاضطراري عن الدراسة أو تعديل الجدول الزمني السنوي للدراسة، مع التعويض في الأوقات الملائمة، دون إخلال بالغلاف الزمني الإجمالي، وبتنسيق مع السلطات التربوية المعنية؛
♦ تعتبر فترة الإعداد للسنة الدراسية والأيام المخصصة لعقد المجالس في الفترات البينية وقفات يتم خلالها تقويم أعمال ونتائج الفترات السابقة، وبرمجة أنشطة الدعم والفترات الدراسية اللاحقة.
- التخطيط السنوي
يرتبط التخطيط السنوي (la planification annuelle) بالمنهاج أو المقرر الدراسي، وقد عرف تخطيط المنهاج ثلاث محطات كبرى، محطة المضامين والمحتويات، حيث كان يعتمد في تخطيط المنهاج الدراسي على موضوعات أو تيمات أو مفاهيم معينة، مثل: الدراسة، والطفولة، والهجرة، والعمل، والسفر، ووسائل النقل، والمدينة، والبادية...
أما المحطة الثانية، فهي محطة الأهداف التي واكبت فترة الثمانين من القرن العشرين، فقد قسمت الأهداف التربوية إلى أهداف وغايات عامة، وأهداف وسطى، وأهداف إجرائية خاصة، وذلك في ضوء المنظور اللساني السلوكي (واطسون، وبافلوف، وسكينر).
أما المحطة الثالثة، فهي محطة الكفايات التي تبلورت في المغرب في سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة لربط التعليم بواقع الشغل والمهننة، وقد انبنت هذه النظرية الجديدة
التخطيط - التعليم - التكوين
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة