مدونة معتز منتصر محمد خطيب


ضوابط منهج البحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم 2

معتز منتصر محمد خطيب | Mutaz Montaser Mohammad Khateeb


11/01/2024 القراءات: 651  


- القرآن الكريم كتاب هداية للنّاس، فلا بد من القيام بالغاية التي خلقنا الله -تعالى- من أجلها، وهي عبادته وعمارة الكون، قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فانصبّ القرآن الكريم في أساليبه من أجل تحقيق هذه الغاية من خلال لفت النّظر إلى الكون بأجزائه والإنسان بمكنوناته، فيجب أن تكون الدّراسات والأبحاث في القرآن الكريم ضمن هذا النّطاق، ولا تؤثر على الغاية الأساسيّة منه.
- معرفة القرآن الكريم لا يتعارض مع الحقيقة العلميّة الثابتة، فإن كانت الحقيقة العلمية واردة في القرآن الكريم بدلالةٍ قطعيّة وتَوصّل إليها العلم البشريّ استناداً على جهود العلماء المختصّين فلا يُمكن أن يحدث تصادم بينهما، وإن وقع ذلك فقد يكون النّص القرآني ظنيّ الدّلالة، أو أنَّ الحقيقة ما زالت في مرتبة النّظرية ولم تصل إلى الحقيقة، وذلك لأنَّ القرآن الكريم من عند الله -تعالى-، والكون من خلقه وتدبيره وتصرفه، قال -تعالى-: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا).كما أنّ الحقائق العلميّة لا يمكن نقضها، لكنّها تتطور ويكتشف العلماء المزيد من تفاصيلها ودقائقها، وذلك نتيجة تطوّر العقل البشريّ، واكتسابه المزيد من العلوم التي تساعده على ذلك، ولا يُعدّ ذلك منقصة في العلم وقصوراً فيه، بل التّطور واكتشافه المزيد منه يعدّ من حقيقته وأساس تكوينه.
- سلوك منهج البرّ والحكمة في البحث العلميّ، وعدم استعجال نتيجة العلم؛ لأنّ الزّمن هو أفضل مفسّرٍ للقرآن الكريم، وتذكّر قول الله- تعالى-: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،والحرص على استخدام ما سخّره الله -تعالى- في الكون والاستفادة من خيرات الأرض من أجل تيسير الحياة دون النّظر إلى المعتقد والدّين، فإنّ الله -تعالى- يُعطي الدّنيا للمؤمن وغيره، أمّا الآخرة فلا يعطيها إلا للمؤمنين.
- فَهم أسباب النّزول، والنّاسخ والمنسوخ، والمطلق والمُقيّد، والعام والخاص، والمجمل والمفصّل من آيات القرآن الكريم.
- الرّجوع إلى تفسير الآيات الوارد منذ زمن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، مروراً بالصّحابة الكرام، والتّابعين وتابعيهم إلى الزّمن الحاضر.
- الإلمام بالقراءات الصحيحة المتعلقة بالآيات إن وُجدت.
- جمع الآيات المتعلّقة في الموضوع بجميع مواضعها، وتفسير بعضها ببعض، وتوظيف أحاديث النبيّ -عليه الصلاة والسّلام- المتعلّقة بها من أجل توضيحها وفهمها.
- التّعامل مع النصّ القرآنيّ المتعلّق بالظاهرة العلميّة كوحدة واحدة، وتجنّب تجزئته وأخذ بعضه دون بعض.
- العمل بقاعدة "العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب".
- تجنّب الخوض بالأمور الغيبيّة من الدين؛ كالذّات الإلهيّة، والرّوح، والملائكة، والجنّ، والجنّة والنّار، وعالم البرزخ، ويوم القيامة، وغيرها، والتّسليم لها والإيمان بها إيماناً مطلقاً، والاعتراف بالعجز عن الوصول إليها دون إخبار من الله -تعالى- عنها.
- العلم أنّ يوم القيامة له سنن، ولا ترتبط هذه السّنن بما في الدّنيا ولا علاقة لها بها، قال -تعالى-: (يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبّي لا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ لا تَأتيكُم إِلّا بَغتَةً يَسأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ اللَّـهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ)، ورغم ما أظهره الله -تعالى- لنا في الكون من الإشارات الدّالة على اليوم الآخر، إلّا أنّ موعده لا يعلمه إلا هو -سبحانه وتعالى


التفسير، الإعجاز العلمي، القرآن الكريم، ضوابط الإعجاز


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع