مدونة معتز منتصر محمد خطيب


ضوابط منهج البحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم 1

معتز منتصر محمد خطيب | Mutaz Montaser Mohammad Khateeb


11/01/2024 القراءات: 769  


تمثل عملية تقنين المواضيع العلمية أهمية بالغة ودقيقة ، وذلك لما تمثله من صياغة الإطار العام الذي يتجه نحوه الموضوع وكذلك النتائج المتوخاة المبنية على ذلك ، فالضوابط إذاً تمثل المسار الذي ينبغي أن يتجه على وفقه الموضوع ، والسور الذي لا يجب أن يخرج عنه سياق البحث ، وذلك لضمان سلامة النتائج وليس استثناء من ذلك ، أهميةُ تقنين مسألة الإعجاز العلمي تظهر أهمية ذلك من خلال العرض التالي ، مع تقادم الزمن وتطور العلم الحديث نشأت الحاجة إلى وجود أسلوب جديد في التبليغ ونشر ثقافة التوحيد يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل في هذا العصر، وبسبب اقتناع الكثير من العلماء والباحثين بنجاعة الإعجاز العلمي كطريق للإقناع ، ونتج عن ذلك كثرة خوضهم في هذا المجال مما سبب حالة من العشوائية في التعامل مع الإعجاز العلمي ، من هنا كانت الحاجة إلى وضع قواعد وأسس تنظم عملية الإعجاز العلمي في القرآن وتقضي على حالة العشوائية وعدم التنظيم فمع كثرة المهتمين بهذا الشأن وتسابق المختصين وغيرهم بالخوض في الأبحاث المتعلقة بالإعجاز العلمي ، نتج عن ذلك الوقوع في الكثير من الأخطاء ، وذلك بسبب عدم وضوح الإطار الذي يحدّد عملية البحث في الإعجاز العلمي ، هذا الإطار تمثله الضوابط التي يجب أن تراعى عند التعامل مع مسألة الإعجاز العلمي وهي كالتالي: - وجوب الرّجوع إلى المصادر الموثوقة في تفسير القرآن الكريم، والبحث والنّظر فيها بتأنّي، والإلمام بالعلوم المتّصلة بالقرآن الكريم إلماماً شاملاً، فإن تعذّر ذلك ينبغي الرّجوع إلى أهل العلم واستفسارهم عمّا أُشكل، وكلّ ذلك في سبيل تجنّب الوقوع في الخطأ في تفسير كلام الله -تعالى- - العلم بتاريخ الظاهرة العلميّة التي يبحث عنها، ومصطلحاتها وما يتعلّق بها. - التّوازن في التّأويل في الإعجاز العلميّ الوارد في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة، وفي دلائل نبوّة سيّدنا محمد -عليه السّلام-، والابتعاد عن التّأويل قدر المستطاع، وتجنّب التّفريط في تفسير الآيات تفسيراً علميّاً وربطها بالظواهر العلميّة؛ لئلا يَخرج القرآن الكريم عن غايته الأساسية؛ وهو أنّه كتاب هداية. - معرفة أنَّ الله -عزّ وجل- وحده الكامل، والعالم بكلّ بخلقه وكونه، وبذلك أخبر القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة، وأمّا علم الإنسان قاصرٌ يعتريه النّقص بطبعه مهما وصل به العلم، وقد جاءت نصوص الوحي مكملةً لبعضها البعض، وصحيحة توضّح إعجاز الله -تعالى- في خلقه للكون وقدرته فيه، بالرغم أنّها نزلت متفرّقةً إلّا أنّها لا تتعارض مع الحقائق العلميّة التي يتوصّل إليها البشر بشكلٍ صحيح. - مراعاة معاني اللّغة العربيّة، والالتزام بها منذ نزول الوحي واستخدامها وفقاً لذلك، ومراعاة القواعد النحويّة والبلاغيّة، والحرص على التقيّد بالمعنى الحقيقيّ، وعدم الخروج عنه إلا بوجود قرينةٍ كافية، والعلم أنّ اللّغة تحتمل أكثر من وجه، والقرآن الكريم بطبعه مرن يقبل هذه الوجوه جميعاً، فينبغي عرض الكلمة على جميع معانيها، ومطابقة المناسب منها وإن تعدّد. - حقائق القرآن ثابتة لا يُدلى فيها برأي، فما وافقها أُخذ به، وما عارضها لم يُؤخذ به، ذلك أنّ القرآن الكريم وحيٌ من الله -تعالى- لا شكّ ولا غلط فيه، ولا يُفسّر القرآن الكريم إلّا بالثابت من العلم، ويُتجنّب تفسيره بما هو قيد النّظر والبحث.


التفسير، الإعجاز العلمي، القرآن الكريم، ضوابط الإعجاز


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع