تقاليد و أعراف في مواجهة العصرنة و الرقمنة
19/11/2020 القراءات: 3937
ألا يمكن للإنسان أن يكون محافظا على تقاليده و أعرافه، و بالمقابل متحكما في ما يمكن أن يؤثر عليها إذا ما واكب قطار العصرنة و الرقمة.
تقاليدنا و أعرافنا مستنبطة في غالبيتها من أحكام الشريعة الإسلامية، و قد تداولها أجدادنا في شكل قصص و روايات دون تحديد لتفاصيل شخصياتها و لا مكانها، أصبحت بالنسبة لنا قانونا لا يجب مخالفته تحت أي ظرف من الظروف.
أعراف و تقاليد أصيلة لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تكون ضد العلم و التعلم أو التطور و الرقي إلى ما هو أفضل، مع مراعاة حدود و قيود معينة تكون على الرجل كما للمرأة على السواء.
محافظين عليها إلى أن ظهرت التكنولوجيا الحديثة بإيجابياتها و سلبياتها، اخترنا منها الإيجابيات و مع ذلك وجدنا أنفسنا نتخلى عن بعض الأعراف و التقاليد الصارمة، و لم يكن للأجداد و الآباء معارضة عليها في زمن أصبحنا ندرك أنه لا عرف و لا تقليد يقيدنا إلا ما كان مرتبطا بديننا.
هو تفسيرنا لأجيال أذكياء دواهي استطاعوا أن ينافسوا أكبر العلماء في العالم و قد أنجبتهم نساءا لم تدخل قط المدارس و لم تتعلم يوما حرفا، بل تشبعت بمبادئ ثابتة صالحة لكل الأزمان و الأمصار.
منهج رباني لا يمكن أن يضيع من اتبع نهجه، بكل تخصصاتنا و ميولاتنا العلمية، لنكن حاملي رسالة هادفة نبرز من خلالها أن العصرنة و الرقمنة لا يمكن أن تحولنا عن أصلنا و هويتنا العربية و الإسلامية، علميين كنا أو أدبيين، مشارقة ، شاميين كنا أو مغاربيين، أمة واحدة لها نفس الأعراف و التقاليد، لغة واحدة و دين واحد، لا تفرقنا حدود أو أقاليم، رقمنة زادت من توحدنا و لقاءاتنا، عصرنة ساهمت في تبادل أفكارنا المبدعة من أجل الرقي و الإرتقاء لما هو أفضل.
لا يمنع أبدا أن نتشبث بعاداتنا و تقاليدنا و أعرافنا و نواكب التطور و العصرنة و الرقمنة، فنحن لها و هي في خدمتنا و خدمة معارفنا.
تقاليد-تطور-عصرنة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
لا أجد ما أعلق به على هذه الددر الا وأنا أمد يدي في جراب التاريخ لأجذب قول سيد العلماء: الإمام عبد الحميد ابن باديس حينما خاطب الشاب الجزائري فقال : حافظ على حياتك ولا حياة لك إلا بحياة قومك ووطنك ودينك ولغتك وجميل عاداتك، وإذا أردت الحياة لهذا كله فكن ابن وقتك تسير مع العصر الذي أنت فيه بما يناسبه من أسباب الحياة وطرق المعاشرة والتعامل، كن عصريا في فكرك وفي عملك وفي تجارتك وفي صناعتك وفي فلاحتك وفي تمدنك ورقيك،( ومعنى العصرنة في هذا النحو هي الأصالة التي تفيد أن يكون الإنسان ابن عصره مع البقاء على أديم مصره دون أن يصبح نسخة لغيره، ونؤكد هنا، خاصة وأننا نعيش اليوم تحت رياح الرقمنة كما ذكرت ) ويكمل الإمام جوهر كلامه بنصائح يحق لها أن تكون دستورا، كن صادقا في معاملاتك بقولك وفعلك، احذر من الخيانة المادية في النفوس والأعراض والأموال والخيانة الأدبية ببيع الذمة والشرف والضمير. ( أخرجت هذه الدرر في مجلة التبيان في عددها الخامس لسنة 2018، وذكرها الدكتور احمد عصماني في مقال الشباب الجزائري من منظور الامام عبد الحميد بن باديس) ان الازدهار يمر من طريق الارتباط بالأصل والاتصال بالعصر . بارك الله فيك سيدتي المحترمة على هذا الموضوع المهم للغاية .
و فيك بارك الله أستاذ، إنها مدرسة العلامة ابن باديس، من لم يقرأ له و يتعلم من مبادئه فقد ضيع الكثير من حياته. شكرا لكم أستاذ.