تصور مقترح لتفعيل دور التربية الإيمانية في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري لدى الطفل المسلم
د.عبد الرحمن أحمد أحمد ندا | Dr. ABDELRAHMAN AHMED NADA
20/12/2021 القراءات: 2901
• أهداف التصور :-
1) توجيه أنظار القائمين على عملية التنشئة الاجتماعية نحو مزيد من الاهتمام بالتربية الإيمانية ودورها في تحقيق الأمن الفكري.
2) التأكيد على البناء الإيماني للطفل المسلم بالصورة التي تمنحه الحصانة الفكرية والحماية الذاتية تجاه الانحرافات الفكرية المرتبطة بالدين والثقافة.
3) توضيح الأدوار المختلفة التي يمكن للمؤسسات التربوية القيام بها لتفعيل دور التربية الإيمانية في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري لدى الطفل المسلم.
4) وضع آليات لتفعيل دور التربية الإيمانية في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري لدى الطفل المسلم .
• ركائز التصور:-
يجب أن يكون هذا التصور نابع من فكر وتربية مجتمعنا العربي والإسلامي، استناداً إلى الركائز التالية:-
- مرجعية العقيدة: والتي توجه القائمين على عملية التنشئة الاجتماعية لتفعيل دور التربية الإيمانية في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري، وذلك من خلال التأكيد على أن ديننا الإسلامي يقوم على الوسطية والاعتدال يقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(البقرة : 143).
- الانطلاق من الاستشعار بأهمية الأمن الفكري وأولويته في الطرح والمعالجة في مراحل التربية المختلفة، وخاصة في مرحلة الطفولة حيث أنها مرحلة التأسيس.
- أساليب التربية المستخدمة مع أطفالنا في ظل الانفتاح الثقافي وعصر السموات المفتوحة يجب أن تتسم بالسمات التالية :
استخدام مفردات اللغة المرتبطة بثقافتنا العربية والإسلامية بدلاً من مفردات اللغة الكرتونية التي تحمل بداخلها انطباعات الغزو الثقافي والاستعلاء الديني والطائفي، خطاب التفكير العلمي والمنطقي الواقعي بدلاً من خطاب الأفلام الخيالية، خطاب الندية والتكافؤ بدلاً من خطاب التبعية والتقزم، خطاب الحوارات المفتوحة بدلاً من خطاب الحوارات الأحادية المغلقة.
- المسئولية الجماعية لدى كافة الجهات المسئولة عن عملية التنشئة الاجتماعية للطفل المسلم وفي مقدمتها (الأسرة، المدرسة، وسائل الإعلام، المسجد) بما لا يعني تحقيق كل عنصر من العناصر السابقة على حده، وإنما يعني إعادة تفعيل العلاقات بين عناصر منظومة التنشئة الاجتماعية وذلك في إطار من التكامل والتنسيق بما يعمل على تفعيل دور التربية الإيمانية في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري لدى الطفل المسلم.
• آليات تنفيذ التصور:-
في إطار الوعي بمفهوم الأمن الفكري ودور التربية الإيمانية في ترسيخه لدى الطفل المسلم, فإن آليات تنفيذ التصور المقترح ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة هي:
• المحور الأول : تفعيل دور الأسرة في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري: وذلك من خلال:-
- تنمية روح الولاء لدين الله ورسوله وكتابه لدى أفراد الأسرة .
- غرس الوازع الديني وتنمية مراقبة الله عز وجل في نفس الأبناء.
- المساعدة على إبراز الانسجام التام بين العلم والدين في شريعة الإسلام.
- تنمية روح التفكير والتدبر في الكون ومخلوقات الله لدى الطفل وتشجيعه على ذلك.
- العمل على غرس مفاهيم الاعتدال والوسطية لدى أفراد الأسرة ودعم قيم العقيدة باعتبارها ركيزة أساسية تستقيم بها نظرة الأبناء إلى الكون والإنسان والحياة.
- تنمية قيم حب الوطن والدفاع عنه والاعتزاز به واحترام أنظمته باعتبار ذلك واجب شرعي.
- توعية الأبناء وتحذيرهم من الأخطار أو الآثار السلبية التي قد يتعرضون إليها وتمس دينهم ودنياهم.
- الاهتمام بدور المسجد في تربية الطفل والحرص على ربط الطفل بالمسجد.
• المحور الثاني: تفعيل دور المناخ المدرسي المدعم لتحقيق الأمن الفكري: وذلك من خلال:-
- أن ترسخ أهداف التعليم في مرحلة الطفولة أركان الإيمان الستة، بحيث يكون هذا الإيمان حصناً للطفل من التأثر بالوافد من الآراء والأفكار الغريبة عن ديننا وثقافة مجتمعنا العربي والإسلامي.
- أن يشتمل محتوى المقررات الدراسية على مفاهيم وقيم ذات علاقة مباشرة بتعزيز الأمن الفكري مثل: المسئولية والانتماء الوطني والإسلامي والمواطنة، والتعاون، ومفهوم الحق والواجب، والمساواة والإخاء، والحوار، والعدل، وحرية الرأي والتعبير.
- المراجعة الدورية للمقررات الدراسية بما يضمن تنقيتها مما يدعو إلى التعصب والغلو والتطرف، وبيان صوره وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع.
- تضمين المقررات الدراسية بعض القيم العليا المنبثقة من عقيدتنا الإسلامية والتي تؤكد على المنهج الوسطي في التفكير، وثقافة التعايش مع الآخر في جو من الاعتدال والوسطية.
- تبني المعلم للوسطية والاعتدال فكراً وممارسة.
- تحذير المعلم للطلاب من الأفكار المنحرفة وتقويم السلوكيات الخاطئة وتوجيههم نحو السلوكيات الجيدة.
- العمل على إنتاج وتطوير الأنشطة الصفية واللاصفية والتي تعمق مفاهيم الانتماء والولاء للعقيدة والوطن وولاة الأمر.
• المحور الثالث: تفعيل دور وسائل الإعلام وإعادة صياغة برامجها المقدمة للطفل المسلم: وذلك من خلال:-
- تبني التوجه الإسلامي في صياغة وإنتاج البرامج المقدمة للأطفال بما يدعم قيم الانتماء والولاء للعقيدة والوطن.
- إنتاج برامج إعلامية منبثقة من واقع بيئتنا العربية والإسلامية، وتخاطب الطفل بمفردات لغتنا وثقافتنا الأصيلة، وتهتم بترسيخ قيم العقيدة الإسلامية الداعية للفكر الوسطي المعتدل.
- تكثيف البرامج الموجهة للأسرة والتي تعينها على تربية أبنائها على التمسك بالوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك.
- تنقية البرامج والأفلام المقدمة للأطفال من الأخطاء العقدية الموجودة بها والتي تؤثر سلباً على أمنهم الفكري، بل تؤدي إلى الكثير من الانحرافات الفكرية والعقدية.
متطلبات نجاح التصور المقترح :-
- ضرورة وجود توجه عام في المجتمع بأهمية معالجة القضايا المرتبطة بالأمن الفكري والوطني داخل مجتمعنا في إطار من التصور الإسلامي المستمد من القرآن الكريم والسنة المشرفة، انطلاقًا من الإيمان بأن المنهج الإسلامي بربانيته وعالميته - هو الأقدر على تقديم الحلول
التربية الإيمانية - الأمن الفكري - الطفل المسلم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة