مدونة إبراهيم كريم عباس عبد الله


استخدام البلازما في توليد الطاقة بعد معالجة النفايات

د. إبراهيم كريم عباس عبد الله | Dr. Ibrahim Karim Abbas Al-obaidi


29/06/2020 القراءات: 3169  


قد يكون نوعاً ما العنوانُ غريباً للقارئ، يمكن استخدام فرع البلازما في معالجة وتوليد الطاقة التي يحتاجها البلد، فهذه التقنية والمعالجة تعد من تكنولوجيا العلم الحديث في صناعة ومعالجة النفايات في العالم أجمع، حيث جربت تكنولوجيا حرق النفايات الصلبة وفحصت في كل من أوروبا واليابان ، وكما جهزت شبكات واسعة لجمع القمامة ونقلها في معظم المدن الكبيرة لضمان تغذية مستمرة لمحارق الفضلات إذ يوجد حوالي 350 محرقة تعمل باستمرار في الوقت الحاضر في مختلف أنحاء العالم، أما في سويسرا واليابان فإن 8% من النفايات الصلبة تعامل بهذه الطريقة، وهنالك عدد من الدول الصناعية تعتبر حرق الفضلات إحدى الخطوات المهمة في إعادة الحرارة. كما أن الحرارة الناتجة عن الحرق تستخدم في التدفئة وتوليد الطاقة الكهربائية ويستخد الرماد في التشييد والبناء، وتتم مراقبة انبعاث الغبار ، والحوامض ، والمعادن ، والمواد العضوية من المحارق القديمة والحديثة مراقبة جيّدة في معظم مدن العالم الكبيرة. كما إن حرق النفايات الصلبة في عدة مناطق بريطانية يستغل لغرض إنتاج طاقة حرارية لأبنية متعددة الطوابق وبعض الأبنية العامة بما في ذلك المخازن التي يمتلكها أناس عاديون.
وتتم عملية معالجة النفايات وذلك من خلال عملية تغويز النفايات باستخدام البلازما، وفوائد استخدام هذه الطريقة رائعة جداً وصحيحة، حيث يتم التغويز باستخدام البلازما لمعالجة النفايات بطريقة أكثر اكتمالاً ونظافة وفاعلية بالمقارنة مع أي طريقة أخرى مستخدمة في معالجة النفايات، ويلغي تالياً الحاجة إلى المطامر. وعند استخدام هذه التقنية على النفايات العضوية، يمكن أن تولّد أيضاً، كمنتَج جانبي، كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية - كميات كبيرة جداً إلى درجة أنه ليست هناك حاجة، في الواقع، سوى إلى خمسة في المئة من هذه الطاقة لتشغيل مصنع تغويز النفايات، في حين أنه يمكن تزويد الشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية أو بيعها ملايين الفولتات من الطاقة غير المستخدَمة.
إذاً يمكن أن يساهم التغويز باستخدام البلازما في إيجاد حل لعدة مشاكل ومنها لا على سبيل الحصر: التلوّث جراء التخلص غير السليم من النفايات، وكذلك نقص الطاقة الكهربائية المستهلكة، حيث تعد هاتين المشكلتين من ابرز مشاكل القرن الحديث، لذلك كان لزاماً على الحكومات والدول ومؤسسات البحث العلمي ايجاد سبل لكي يتم من خلالها الارتقاء بواقع البلدان، حيث ان التغويز باستخدام البلازما هو عبارة عن معالجة النفايات العضوية وغير العضوية بواسطة مفاعل حيث يزيد مشعل قوي من البلازما (جهاز إلكتروني يحوّل غازاً خاملاً مثل الأرجون إلى أيونات ويرفع درجة حرارته) درجة حرارة النفايات لتصل إلى آلاف الدرجات، وتكاد توازي درجة حرارة سطح الشمس، حيث تؤدّي هذه الحرارة إلى تحويل النفايات غازا كاملا، وتُقسّمها إلى عناصرها الأساسية. وكذلك النفايات الخطرة يمكن معالجتها بطريقة نظيفة وآمنة بواسطة هذه الطريقة. لا تعتمد هذه العملية على الإحراق، وبالتالي لا تُنتج القطران والفحم والرماد وسائل الفوران والديوكسين وثاني أكسيد الكبريت أو رواسب الكربون، كما أن انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون منخفضة، مما يعني أنها تلبّي التنظيمات الأكثر صرامةً في مجال الانبعاثات. عندما تكون النفايات غير عضوية (بما في ذلك المعدات والأجهزة الإلكترونية)، يُنتج المفاعل معادن مستقرة يمكن صقلها وبيعها، وجُفاء صلب نظيف يمكن استخدامه في البناء. وفي حالة النفايات العضوية، ثمة منفعة إضافية هائلة تتمثلّ في إنتاج هذه العملية لما يُعرَف بالـ"سنغاز"، وهو مزيج غني بالطاقة يتألف من أول أكسيد الكربون والهيدروجين. بعد ذلك يمكن حرق السنغاز الذي تبلغ كثافة الطاقة فيه نحو نصف الكثافة في الغاز الطبيعي، في توربينات لتوليد ما يكفي من الطاقة الكهربائية لتشغيل المصنع إنما أيضاً تزويد مدينة بكاملها الطاقة الكهربائية.
لذلك هي دعوة مني لجميع المؤسسات العلمية وغير العلمية لمساعدة بلدانهم في هذا المجال والاستفادة من النفايات بعد معالجتها لغرض توليد الطاقة الكهربائية، والابتعاد عن العلميات الأولية في استخدام الحرق والطمر للنفايات ومواكبة العلم الحديث في هذا المجال.


البلازما، التغويز، معالجة النفايات، توليد الطاقة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع