مدونة سالم عيد سليمان العرجاني


حياتنا بين الغذاء الطبيعي والمصنع

د. سالم عيد سليمان العرجاني | Dr. Salem Al arjani


22/07/2020 القراءات: 2761  


تعيش المجتمعات في مختلف بقاع الأرض على خطى متسارعة من التقدم العلمي، والصناعي، والتكنولوجي بمختلف مناحي الحياة. هذا التسارع أصبح سمة العصر لاسيما في المجال الغذائي الذي لا نجاة لنا بدونه ولا يمكن الاستغناء عنه.
لقد عاش اجدادنا في بداية القرن الماضي على القليل من الشعير والقمح والذرة مع القليل من الماء مكتفين بما عندهم من لبن الشياه (الماعز) والابل أو لحومها في المناسبات. كما كانت حياتهم مفعمة بالصحة والعافية والبركة كما يقولون وكانوا بقوتهم حتى مماتهم بمتوسط عمري لا يقل عن 90 سنة. كانوا يعملون ويفلحون الأرض ويحاربون ويتنقلون في البوادي ويسافرون في انحاء المعمورة وكانت شكواهم قليلة من الامراض المعاصرة.
لقد اعتمد اجدادنا على الحياة البعلية، وهي انتاج الخضروات والقمح والشعير بمواسمها الطبيعية (شتوية، وصيفية) وفق الامطار الطبيعية، وفق الزراعة التي مارسوها خلال حياتهم بدون تدخل مثل الري الزراعي أو عمل لقاحات صناعية تساعد في الانتاج.
أما اليوم فنحن نتناول الخبز الابيض واللحوم والخضروات والفاكهة بمختلف انواعها التي تشبعت بالمواد السامة من مبيدات حشرية، وتطعيمات ومضادات حيوية، والوان وروائح صناعية التي تغلغلت في حياتنا، وأصبحت الاستهلاك اليومي لكل فرد من افراد الاسرة.
فالمشروبات الغازية مثلها مثل العصائر المصنعة التي نستهلكها بشكل يومي تحتوي على سكريات عالية واصباغ صناعية ومواد حافظة ومثبتة طعم ورائحة وغيرها من المواد التي تسبب الامراض على المدى الطويل. كما تعتمد الزراعة اعتمادا كليًا على المبيدات الحشرية التي تعمل على قتل الحشرات وزيادة النمو في النبات بشكل يلحق الضرر بالإنسان.
فالتقدم العلمي في مجال الغذاء من تطوير اصباغ ملونة ومواد حافظة وغيرها (لا للحصر) أدى إلى زيادة الامراض بين المجتمعات في مختلف المدن بشكل واضح كما أدى إلى تدهور الاوضاع الصحية للمجتمعات وزيادة الاوجاع بين افراده.
على سبيل المثال هناك قبائل تعيش على طبيعتها في مجتمعات نائية جدًا مثل قبائل الهونزا التي تعيش شمال الهند عند سفوح جبال الهملايا، فهي قبائل معمرة وتعيش بمتوسط عمري يتراوح بين 90 -95 سنة. فهذا نتيجة خلو هذه المجتمعات من المواد المصنعة بمختلف انواعها واعتمادهم على المصادر الطبيعية للغذاء، لأن الغذاء الصحي هو دواء لكل داء.
على الرغم من التطور الذي نشهده في جوانب كثيرة من حياتنا وهذا لا ننكره، إلا اننا نواجه خطر الامراض المتزايد ونحن من يصنع هذه الامراض بأنفسنا. فاليوم نحن نعاني من الكثير من الامراض مثل؛ السرطان، والقلب، والسكر، والضغط وغيرها من الامراض التي لم نكن نتصورها بالمطلق، وهي ناتجة من النظام الغذائي المتبع من قبل الأفراد.
هذا ولكي نعيش حياة صحية خالية من الاوجاع يجب التخلص من الانظمة الغذائية الحديثة والاعتماد على الغذاء الصحي التقليدي الذي تبناه اجدادنا بعيدًا عن الملونات والاصباغ والادوية المختلفة التي تستخدم في انتاج الغذاء الحديث.
لقد اصبح التوجه العالمي اليوم ضروري في كبح جماح المضافات الغذائية الصناعية، وتعزيز الغذاء الخالي من المضافات الصناعية وتشجيع الانتاج الغذائي الذاتي والاعتماد على ما هو طبيعي.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة اجمعين إلى يوم الدين،،،،


الغذاء الصحي، الغذاء المصنع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع