أ.د. برزان مُيَّسر حامد الحميد
صدور كتاب بعنوان : الموريسكيون اي (المسلمون الصغار) عن دار الفكر ناشرون وموزعون/عمّان- الاردن 2019
أ.د. برزان مُيَّسر حامد الحميــد | prof dr. barzan moyasir hamid alhameed
24/09/2020 القراءات: 3255
ان مأساة انهيار الحكم والوجود الاسلامي في الأندلس يثير في نفوسنا حتى الآن أسى عميقاً، على ما أصاب المسلمين من اضطهاد وقتل وتشريد وتعذيب، والذي يزيد من ألمنا هو موقف الاسبان المناقض لموقف الاسلام في الأندلس والذي تمثل في محاولة جادة لاستئصال الاسلام كدين، وكحضارة من الأندلس، واستئصال المسلمين كأفراد، ولمجتمع له شخصيته المتميزة، وكيانه في تلك البقعة من الأرض. وان تسامح الاسلام العظيم في تلك البلاد قوبل بأشد وأعنف موجات الاضطهاد والتعصب من قبل الاسبان النصارى، وأن الموازنة بين حال الأندلس إبان ازدهار الحكم الاسلامي فيها، وحالها بعد إخراج المسلمين منها يكشف عن الهوة السحيقة التي انحدرت إليها الاندلس، فكرياً، وسياسياً، وحضارياً، وذلك بعد أقل من قرنين من انهاء حكم المسلمين فيها، وان تدهور الاندلس يُعزى بالدرجة الأولى إلى الحكم الاسباني المتعصب الأعمى الذي استهدف القضاء على آثار المسلمين في الأندلس. ان قضية الموريسكيون تمثل حلقة من حلقات صراع الحضارات، وصورة تعكس نوع التعامل في ظل المناداة إلى حوار الحضارات والأديان، لذا فهو موضوع متجدد عبر التاريخ ويستحق البحث فيه والتعمق في اغواره. لقد شغلت الفترة الموريسكية التي تمثل امتداداً حضارياً للأندلس اهتمام كثير من الاخباريين والمؤرخين العرب والاسبان منذ عدة قرون إلى الآن، فمحنة الموريسكيين ومعاناتهم بسبب صدور مراسيم التنقيل والطرد ثم التنكيل بهم ومصادرة ثرواتهم وارغامهم على التنصر قسراً وتهديدهم بطائلة الموت، كل ذلك أرق ضمائر العديد من المهتمين بأمر هذه الفئة المظلومة. أن تاريخ الموريسكيين بالخصوص في كل من مملكتي غرناطة وبلنسية مثال فائق للحالة الموريسكية التي يمكن أن نعدها نتاج الهزيمة، هزيمة أولية في حرب الغزو أو (الاسترداد) كما يحلو للمسيحيين تسميتها والتي ختمت باتفاقات مزيفة في 25 نوفمبر 1491م، لم يتم الايفاء بها من قبل الملكين الكاثوليكيين منذ أن شرع المطران دي سيسنروس في تشجيع التنصير القسري للموريسكيين الغرناطيين، ثم ثورة 1499-1501م والتي وضعت حد لمرحلة المدجنين، حيث أصبح مصير المغلوبين أكثر وضوحاً، ولم يستطع التنصير العام ولا الاتفاقات الجديدة التي دشنت المرحلة الموريسكية ان تحمل مصيراً مختلفاً عما بات قائماً، فهي لم تكن سوى تثبيت لهزيمة جديدة افقدت كل أمل، وكذلك بالنسبة للثوابت الفكرية والذهنية لهذه المرحلة التي لم تثمر شيئاً آخر بحيث أعلن انتهاء حرب البشرات عن نهاية مروعة لحضارة دامت أكثر من ثمانية قرون، وبقيت محصورة لفترة متأخرة في المملكة النصرية البائدة. وتيسيراً للدراسة قسمناها إلى سبعة فصول مع مقدمة ذكرنا فيها سبب اختيار الموضوع وتقسيمات الدراسة وأهم المصادر والمراجع التاريخية التي تم الاعتماد عليها.
الموريسكيون ، المسلمون ، غرناطة، سقوط ، الاسلامي ، الحكم ، انهيار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مبارك وموفق
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة