مدونة دكتور: حمزة حسن سليمان صالح أورتشي


أزمة التوافق بين النقل والعقل دلالات قطعية ومآلات ظنية

أ. د. حمزة حسن سليمان صالح | HAMZA HASSAN SULIEMAN SALIH


22/10/2019 القراءات: 4137  


يعالج المحتوى مشكلة العلاقة بين العقل والشرع تلك المشكلة التي أرقت الكثير من المفكرين قديما وحديثا وقد كان سبب ظهور هذه المشكلة قديما عوامل كثيرة تتصل بوضع الأمة الإسلامية بين الأمم ووضعها السياسي والحضاري على خارطة الكرة الأرضية ومدى صلة مثقفيها بأصول حضارتهم أو انقطاعهم عنها.
وقد توصل الباحث من خلال ستعراض فقرات البحث إلى النتائج الآتية:
1- إن دعوة مناقضة الدلائل النقلية للضرورة العقلية، دعوة للخصومة بين أمر الله وخلقه. ومنشأ هذه الدعوى هو اختراع الخصومة بين برهان النقل وبرهان العقل، والبراهين لا تتناقض.
2- ما يسميه بعض أتباع الطوائف الكلامية: ضوابط لما يقبل التأويل من النصوص، وما يمتنع تسليط التأويل عليه، هو أمر لا تجد له – في كثير من الأحيان- تحقيقا في تصرفاتهم التطبيقية. فالضابط الحقيقي عند هؤلاء هو: عدم جريان النص على خلاف معقول الناظر منهم.
3- الأصل الجامع والقاسم المشترك بين الطوائف الكلامية والمستغربين من علمانيين وغيرهم، هو الانحراف في فهم وظيفة العقل. والجناية على الدلائل النقلية تبعا لذلك.
4- قبول ما دلت عليه ظواهر الأخبار بالمعنى الذي سبق تحرير معالمه، يعد فحولة فكرية، وعصمة شرعية، وسابلة لا ينتهجها إلى الراسخون في العلم، الذين انعقدت قلوبهم على يقين بصدق ما دلت عليه السنن. وأما التمحل عن الظواهر؛ بالاعتساف في تأويلها، واستنطاقها ما لم تدل عليه، أو ردها فمهيع العجزة؛ ممن كلّت أفهامهم، وغشيت أبصارهم عن درك المقاصد النبوية.
5- ما يقع من بعض أهل العلم المنتسبين للسنة والجماعة من رد لبعض الأحاديث، أو تأويلها، ليس منهجا مطردا، وليس مبنيا على إحالة عقلية؛ وإنما يعتقد الناظر منهم في الدليل المعين مخالفته لما هو أقوى منه من الدلائل النقلية الأخرى، أو الكليات الشرعية، فيأخذ بالأقوى من الدلائل بحسب ما استبان له. أو يكون مرد الخطأ عنده نابعا من تقصير في تحقيق: مناط الحديث؛ فيلتبس على من لم يعلم مدركه، التحقيق: بالتأويل.


التوافق - الدلالات - النقل - العقل - القطعية - الظنية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع