اختيار منهج البحث وأدواته
17/08/2020 القراءات: 2388
اختيار منهج البحث وأدواته
ما إن تحدد عنوان ومشكلة مشروعك البحثي، سيكشر في وجهك هذا السؤال: "أي منهج بحث سأتبع؟"
اختيار منهج بحث مناسب هو أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى نجاح أو انهيار مشروعك البحثي. وعمليا لست أن من يختار منهج البحث، بل مجالك التخصصي أولا، وموضوعك ثانيا، هما اللذان يفرضانه عليك. فمناهج البحث في علوم الحياة مغايرة لمناهج البحث في علم الاجتماع، وهكذا...
فيما يلي ستة عوامل تساعدك على تحديد منهج البحث الصحيح:
- الأهداف:
عند اختيار منهج بحث، ابدأ بالنتيجة النهائية المتوقعة لبحثك.
- حدد أهدافك البحثية، وسوف تفكر بعناية في ما يحتاجه مشروعك. هل تبحث فقط عن استكشاف المعلومات متوفرة على أرض الواقع وتحليلها؟ (منهج وصفي) هل تحتاج إلى معرفة جميع المعلومات دفعة واحدة؟ (استبانة أو مقابلة) أو سيكون لديك فرصة لمتابعة (دراسة حالة) خلال مدة ممتدة؟ إن معرفة نوع المعلومات التي تحتاج إلى امتلاكها في نهاية المشروع ستؤدي في الغالب إلى تضييق المنهجيات المتاحة لديك منذ البداية.
- الدلالة الإحصائية:
بمجرد تحديد أهدافك البحثية، فإن العامل الأهم التالي لاختيار منهج البحث هو الأهمية الإحصائية للنتائج في حال كان بحثك يستند إلى إحصاءات. عندما تكون النتيجة هامة من الناحية الإحصائية، فهذا يعني أنه من غير المرجح أن تأتي النتيجة مصادفة بمفردها. إذا كنت بحاجة إلى نتائج أبحاث نهائية وواضحة وذات لون أسود وأبيض، أو كنت تبحث عمومًا عن إجابات ذات دلالة إحصائية، فهذا يعني أنك ستحتاج إلى بيانات كمية، وحجم عينة كبير، وكلا العاملين يقدمان المنهج البحثي الكمي. الأهمية الإحصائية هي المفتاح عند استنتاج النتائج من عينة معينة إلى عدد أكبر من مجتمع البحث، وهو عامل مهم يجب أخذه بعين الاعتبار في البحث.
- البيانات الكمية مقابل البيانات النوعية:
بالإضافة إلى الأهمية الإحصائية للبيانات، من المهم التفكير فيما إذا كنت بحاجة إلى بيانات كمية أو بيانات نوعية أو كليهما. فمثلا في دراسات التسويق يمكن للمنهجيات التي تلتقط البيانات النوعية، مثل مجموعات التركيز، أن تكون ممتازة لالتقاط رؤى المستهلك وردود الفعل المفتوحة. الأساليب الأخرى لجمع البيانات النوعية، مثل أدوات التحديد والخرائط الحرارية، تسمح للمستهلكين بالإشارة إلى مناطق قوية مثل ما يفضلون أو لا يفضلون. وعلى العكس، توفر البيانات الكمية نتائج أكثر جفافا. إذا كان لديك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى طرحها، فقد يكون الاستبيان ذو الأسئلة الكمية أفضل، حيث يمكن للمستهلكين الإجابة بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، تسمح أدوات المسح الجديدة عبر الإنترنت لأسئلة كمية أن تكون أكثر تفاعلية، مما يساعد على توفير عناء المسح.
- حجم العينة:
عند التفكير في أهدافك البحثية، فإن حجم العينة غالباً ما يكون له دور، مما يساعد مرة أخرى على تحديد منهجية البحث. ما حجم العينة الذي تحتاجه لتكون ثقتك في اتخاذ قرارات العمل استنادًا إلى النتائج كبيرة؟ على سبيل المثال، إذا كنت تحقق في الموقف من السعر لمنتج جديد، فهل ستكون واثقًا من النتائج بعد استطلاع 20 شخصًا، أم تفضل إجراء استطلاع على 2000 شخص؟ إذا كنت بحاجة إلى حجم أكبر من العينة، فستتخلص من الأساليب الصغيرة التي تستغرق وقتًا طويلاً، مثل مجموعات التركيز والمقابلات الشخصية.
- الزمن المتاح:
متى تحتاج الوصول إلى النتائج؟ إذا كنت بحاجة إلى تحليل سريع عند الانتهاء من جمع البيانات، فقد تحتاج إلى التفكير في استطلاع عبر الإنترنت. إذا كان لديك مهلة أطول، فإن الطرق التي تتطلب وقتًا أطول، مثل المقابلات الداخلية، تكون ممكنة. سيؤثر توقيت المشروع أيضًا على معايير الفرز المستخدمة في اختيار المبحوثين. والمبدأ العام هو أنه كلما كانت معايير الفرز أكثر صرامة، كلما طال الانتظار للعثور على العدد المطلوب من المبحوثين.
- توافر المعلومات الحالية:
العامل الأخير للنظر هو الذي غالبًا ما يتم تجاهله ، "هل البيانات التي أحتاجها موجودة بالفعل عبر مصدر آخر؟" إذا كانت إجابتك "نعم" على هذا السؤال، قد لا تحتاج حتى إلى إجراء بحث أولي، وقد تتمكن من إنجاز مشروعك عبر دراسات سابقة فهي مورد بحث قيِّم لمجموعة متنوعة من الموضوعات.
إن إبقاء هذه العوامل الستة في الحسبان عند اختيار #منهج_البحث سيساعدك على اجتياز عملية البحث بنجاح، والأهم من ذلك، تحقيق أهدافك البحثية.
المنهج ، البحث العلمي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة