كورونا قد تنهي عصر النفط والفضل لتكنلوجيا التصويت
زينب كريم غبن | Zainab Kareem Ghoben
21/04/2020 القراءات: 3372
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ)
عند تقييم هيئة او منصة او لجنة لباحث ما او ممثل او رسام او فيلم او مدينة، تظهر بنتائج تسلسلية وترتيب مراكز، اول وثاني وثالث وغيره كشخصية العام أو مدينة السلام او الباحث الأكثر انتشار وما إلى ذلك، لو تسائلت قليلا إلى ماذا تستند كل هذه التقييمات، من يحدد المركز الأول أو العاشر من يحدد الأكثر شعبية او الأعلى علميا وغيره ما هي المقاييس او الشروط، سنجد رد واحد لكل ما تقدم هو الجمهور؛ التقييم على أساس رأي الجمهور، الجمهور بكل افراده والوانه ودوافعه وطبيعة أفكاره ومدى وعيه او معرفته بما يرى او يسمع، من عدد القراء إلى عدد المشاهدات، عدد مرات ظهور الاسم في محرك البحث وغيره، هذا الجمهور الذي لا يمكن أن يحدد هل هو مختص ومطلع ام من من يتبع كل ما يروج له.
حتى العدل او القضاء، فالقضايا في المحاكم بين انظار القاضي، قرار الإدانة او التبرئة يعتمد على ما يراه القاضي وهيئة المحلفين ان وجدت وما يسوق له محامي الدفاع او ما يظهره المتهم من لغة جسد، وينطق بالحكم؛ ولا نعلم حقيقة هل هو حكم صائب ام قد أدين بريء او ربما أفلت مجرم من قبضة العدالة.
إنه التسويق!
نحيا في عصر التسويق؛ كل أمر او قرار او مشروع يطرح كقضية للرأي العام، حتى لانفسنا هناك تسويق فالهندام وطريقة الكلام وكيفية تقديم النفس كلها عوامل تؤثر في رأي المقابل. إن رأي الأفراد يحدد سير الحياة والمجتمع، بغض النظر ان كان المسار بوجهة صحيحة ام يقود للهاوية.
ذلك لا يعني أن التسويق شيء غير صحيح، على العكس فالتسويق هو أساس النجاح على المستوى الشخصي والاجتماعي والاقتصادي وفي كل مفاصل الحياة، شرط أن يكون مفيد للفرد والمجتمع وبلا تزوير للحقيقة.
حيث ان الترويج لأصحاب القنوات وصفحات التواصل الاجتماعي بشتى المواضيع وان كانت غير ذات معنى وأصحاب العادات الغريبة او غريبوا الأطوار او البرامج التلفزيونية التي تبث افكار دخيلة او الألعاب الإلكترونية التي تحمل بين طياتها عادات وسلوكيات تدعو للعنف والانحلال الاجتماعي، والانفاق المبالغ به في هذه المجالات، أوجد كوكبا مسكون بخلائف عاجزين عن قهر فايروس لا يرى بالعين يهدد اقتصادهم وثرواتهم التي لطالما كانت سببا في الحروب والدمار في غضون شهور قليلة.
تسويق، رأي عام، تصويت، عصر النفط، عصر التكنولوجيا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع