ليون الأفريقي: الحسن بن محمد الوزان
07/03/2021 القراءات: 2285
من هو ليون الأفريقي؟
هو الحسن بن محمد الوزان الفاسي الغرناطي، المعروف بليون الأفريقي و يوحنا ليون الإفريقي أو يوحنا الأسد الإفريقي ،صاحب المصنف الجغرافي التاريخي العظيم "وصف إفريقيا".
ولد في مدينة غرناطة على الأرجح عام 888ه/1483م، قبل سقوطها بيد الإسبان.
نشأ الوزان بمدينة فاس بعد هجرة أسرته إليها بعيد سقوط غرناطة وتبوأ والده مركزا مرموقا لدى السلطان الوطاسي فأرخى ذلك بظلاله على حياة الوزان الذي ترعرع في نعيم مقيم.
رافق الحسن والده في رحلاته التي فرضتها طبيعة المهام التي أوكلت إليه من قبل السلطان ففتح عينيه على اختلاف عادات الناس مبكرا، ووعى ذهنه تغيرات المناخ وتنوع التضاريس والأغطية النباتية واستوعب عقله مسالك الرحلات وطرقها فكانت رحلاته مدرسته الأولى في علوم الجغرافية، وكغيره من أبناء الأعيان التحق الوزان بالقرويين وتلقى بها علوم عصره الدينية والنظرية فكانت واحدة من روافد شتى أغنت تكوينه العلمي المعرفي.
زار الوزان بلادا كثيرة في رحلاته المتعددة خارج أرض الوطن، وأم أقطارا متنوعة، فتنقل بين تمبكتو والسودان ومصر وجزيرة العرب وتركيا وتونس وطرابلس وأرمينيا وبلاد فارس وغيرها .
وقع الوزان الفاسي في أسر القراصنة الإيطاليين، أثناء إبحاره من تونس في اتجاه المغرب، ونقل إلى "نابولي" في جملة الأسرى الذين نقلوا إليها، وعرف القوم فضله فقدموه هدية إلى البابا "ليون العاشر" فوجد فيه ضالته؛ فالوزان عالم فذ من ألمع علماء المغرب، والبابا حامل لواء المسيحية وحامي بيضتها، ما كان ليجد أسنح من تلك الفرصة ليغترف من معارف المسلمين وعلومهم، وكان في يقينه، أن المسيحية لا يعلي شأنها غير العلم، خلاف الكثير من أبناء ملته، فصمم على الاستفادة من الوزان، خاصة بعد أن لمس أنه موسوعة متنقلة في مختلف الفنون والمعارف .
أكرم البابا الوزان، وزعموا أنه عرض عليه المسيحية فتنصر ومن ثم أطلق عليه إسم يوحنا الأسد، ومع توالي الأيام سيلتصق به إسم الأسد الإفريقي أو "ليون الإفريقي" بلغة القوم، ولم يخب ظن البابا فالوزان درة ثمينة بين علماء عصره، إذ سرعان ما سينخرط في الإنتاج العلمي بعيد استقراره بإيطاليا، وكانت إيطاليا يومها قلب النهضة الأوروبية النابض فتهيأ للوزان فيها من أسباب الراحة ما ساعده على الإبداع فودع فيها شخص الوزان السياسي الرحالة وأقبل على التأليف بكليته.
كان لنشأة الوزان العلمية عظيم الأثر في تمتين معارفه وغزارتها، فقد درس التاريخ في القرويين وتعلم الأدب والمنطق والأصول وغيرها وحفظ كتبا بأكملها عن ظهر قلب، كما أشار إلى ذلك بنفسه عند حديثه عن فكر الغزالي. ألف الوزان في الطب باللغة اللاتينية التي أتقنها إلى جوار الإيطالية والإسبانية والعربية لغته الأم، وألف في التاريخ "مختصر تاريخ الإسلام" وألف في العقائد والفقه كتابا أشار إليه في كتابه الجغرافي ولم يذكر إسمه وكتب الشعر منذ الصبا وبرع في نظمه، غير أن أهم علم برع فيه الوزان وبلغ فيه شأنا عظيما هو علم الجغرافية وفيه ألف كتابه الشهير «وصف إفريقيا» معتمدا على حافظته ومستمطرا لقريحته دون سواها، ولم تكن بين يديه عند الشروع في تأليفه مراجع يقتبس منها أو يحيل عليها فجاء مؤلفه باكورة لتصوراته المنهجية والمعرفية والعلمية.
وصف إفريقيا، الحسن بن محمد الوزان الفاسي الغرناطي، ليون الأفريقي، يوحنا الأسد الإفريقي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع