إن استجابة النظام الإداري التربوي لمتغيرات العصر هو من صميم الإدارة الإسلامية، طالما لا تتعارض مع مبادئ النظام الإداري الذي جاء به الوحي وجسدته السنة، وأهم هذه المتغيرات في هذا العصر هو الانفجار التكنولوجي الذي أحدث ثورة الرقميات والتي جعلت من العالم قرية رقمية صغيرة، ولم يعد الاستجابة للتحول الرقمي ترفاً إدارياً أو متعة فكرية، بل أضحي ضرورة حتمية فرضتها معطيات العصر وتحدياته.
وقد هدفت الورقة البحثية إلى تحليل التحول الرقمي في الإدارة التربوية من منظور التربية الإسلامية، وإلى إبراز المرجعية الإسلامية كمنطلق للاستجابة لمتغيرات العصر. وقد انتهجت الورقة المنهج الوصفي التحليلي، وذلك في تحليل الإدارة من المنظور الإسلامي ومرتكزاتها وكذلك تحليل الإدارة الرقمية ومرتكزاتها في ضوء التربية الإسلامية.
وقد خلصت الدراسة إلى أن معرفة الوحي حفظت علينا كثيرا من طاقاتنا من الهدر واحتفظت لنا بخمائر النهوض والحماية من الذوبان ووجهتنا للاستفادة من تجارب الآخرين في ضوء ثوابتنا، وأن التربية في تقدمها أو تخلفها تعبير عن حالة إدارية، كما حقق التحول الرقمي في الإدارة التربوية الكثير من أهداف الإدارة الإسلامية مثل تقويض البيروقراطية وتدعيم الشورى، هذا وقد انزوى التحول الرقمي بعيدا عن بعض مرتكزات الإدارة الإسلامية في بعض الجوانب، مثل التركيز على قيم المنافسة فقط وضعف الجانب الإنساني.
وتوصي الورقة البحثية بضرورة الاستفادة من إيجابيات التحول الرقمي كوسيط إداري مساعد في الميادين التي يتناغم فيها مع المرتكزات والمبادئ الإدارية الإسلامية كما تحذر من الإسراف في تطبيقه لاسيما في المجالات التي يتعارض فيها في المرجعية الإسلامية.
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim | 10584