المجتمع المغربي والمعرفة التاريخية -ذ.وليد موحن
08/09/2020 القراءات: 3522
لقد بلغت عدة دول مرامي عظمى في مناحي الاهتمام بالتاريخ والتراث الذي ينير جنباتها ،ودرجة الاهتمام به وتوظيفه كألية من اجل التنمية ،وينطلق ذلك من خلال الاهتمام بهذا الحقل المعرفي ،ونشره وبثه في صفوف العامة والخاصة. ان المعرفة التاريخية ودرجة حضورها في المجتمعات الكونية ،وسيلة أساسية لتطور والازدهار في كافة المجالات والحقول فمن الشأن الاهتمام بها انتاج مجتمع يتسم بالرقي والمعرفة يساهم جنبا الى جنب مع باقي الحقول الاخرى في صياغة وبلورة النماذج الناجحة والروافع التنموية . وفي المجتمع المغربي تحفل المعرفة التاريخية بمجموعة من المسلمات والمنطلقات والرؤى والتصورات، سواء كانت مبنية على أسس علمية أو نتيجة معارف قبلية أو أقوال متداولة منتشرة . فما هو موقع المعرفة التاريخية في مجتمعنا المغربي ؟ وما هي اهم الثمتلاث التي رصدت عليها ؟ لقد ارتأينا وضع أسئلة مفتوحة امام العينات المدروسة نضع بعضها بحذافره حفظا للامانة العلمية : هل المعرفة التاريخية ضرورية في تنمية الفكر الاجتماعي وخلق الحس المعرفي ،وبلورة المشاريع الاجتماعية التنموية؟ بالتأكيد، لأن المعرفة التاريخية تبقى أساسية في فهم الواقع وتحولات المجتمع والسلطة والمجال بالطبع نعم، المعرفة التاريخية أساس بناء هوية وطنية قادرة على استيعاب الماضي ومحاولة فهم الحاضر واستشراف المستقبل. أبعد من ضرورية بل أساسية في البناء الصحيح للتنمية الراهنة والمستقبلية oui, je pense bien. Parce que le développement se crée d'une maniere logique et scientifique. Comme la science par exemple, si on veut arriver à prouver un théorie on aura besoin de l'expérimenter, l'histoire c'est comme des expériences qui vont éclairer le futur, et aideront à comprendre le présent.. ما هي الصعوبات التي تعترض انتشارالمعرفة التاريخية في المجتمع المغربي؟ التمثل العام حول التاريخ وضعف القراءة في المجتمع وانخفاض مستوى الاهتمام المؤسساتي بهذا الحقل المعرفي يمكن إجمال الصعوبات التي تعترض انتشار المعرفة التاريخية في المجتمع المغربي فيما يلي: - الحقل التاريخي على غرار بعض الحقول المعرفية الأخرى غير جدير بالاهتمام من طرف المجتمع كون هذا الأخير مجتمع لا يهتم بالمعرفة بصفة عامة وأزمتنا هي أزمة قراءة. – ربما الحقل التاريخي يعالج قضايا مضت وبالتالي لا فائدة ترجى من دراستها والوقوف عندها حسب البعض . - وجود دراسات تاريخية أكاديمية موجهة فقط للمتخصصين في الحقل التاريخي في المقابل غياب دراسات تاريخية تواقة تستهوي القارئ وتجعله يخوض غمار الإبحار في المعرفة التاريخية. عدم توظيف السينما والمسرح في نشر المعرفة التاريخية في المجتمع (فيلم واحد يتناول تاريخ الدولة المرينية مثلا بشكل درامي يستطيع إماطة اللثام عنها أكثر من عشرات الكتب ضعف التكوين الدراسي لأغلب فئات المجتمع المغربي؛ احتكار المعرفة التاريخية في الأوساط الجامعية المختصة؛ النظرة الدونية التي يتعرض لها علم التاريخ في المجتمع. وفي الحقيقة هذه المشاكل تمس مختلف قطاعات العلوم الإنسانية -كيف يمكن التغلب على هذه الصعوبات؟ نشر كتيبات ومجلات حول التاريخ المغربي في متناول الجميع، بشرح بسيط وثمن رمزي إن لم يكن مجاني. تكثيف الأنشطة الثقافية مثل زيارة المتاحف والآثار وعقد مؤتمرات وندوات حول مواضيع تاريخية. إلا أنها حلول تبقى سطحية، لأن المعرفة التاريخية كغيرها من المعارف والعلوم الإنسانية يجب أن تكون ضمن تربية الطفل وتنشئته تبسيط المعرفة التاريخية وتقريبها للعموم، ومحاولة تقديمها بطريقة محفزة على الاهتمام، وتسليط الضوء على القضايا التاريخية الاكثر ارتباطا بتفكير العموم، خاصة تاريخ الإسلام من وجهة نظر نقدية إنتاج دراسات تاريخية تكون موجهة بالدرجة لعموم القراء وليس فقط للمهتمين بالشأن التاريخي – استغلال السينما والمسرح وتوظيفهما لنشر المعرفة التاريخية في المجتمع من خلال احتكاكنا مع المعرفة التاريخية وجدنا أنها معرفة تتسم بمجموعة من الخواص الاساسية ومنها : 1- النظرة التشكيكية إن المنهج التشكيكي امر سليم من الناحية العلمية شريطة ان يكون مسلحا بالأدوات العلمية اللازمة ،ولا ينطق عن الهوى ،وما هو متداول في المجتمع المغربي التشكيك الاعمى لكل الأحداث التاريخية ،لاسيما إن كانت مرتبطة بسياقات وطنية ،ورجالات المقاومة ،فتنتشر خطابات التخوين والتشكيك ،دون سند علمي ،أو إطار مرجعي يُستمد منه الخطاب . 2- النظرة الدونية لقد حققت عدة دول ريادتها بفعل تاريخها والعناية بتراثها وجعله بوابة من أجل أنشطة مدرة لدخل،على اعتبار أن التاريخ ليس فقط ماضي فارط ،بل حاضر معاش ،ومستقبل مرجو حسب تعبير المستشرق جاك بيرك . بحيث يعتبر التاريخ مادة أساسية ومرجعية مفصلية وأحد أدوات الهوية الوطنية يعتز به العامة والخاصة على حد سواء على عكس ما هو متداول في المجتمع المغربي- لاندعي التعميم - ،الذي يعتبر أن التاريخ لا ينفع البثة ،ولا يمكن أن نعيش على أطلال الماضي ،وهذا ما هو ملاحظ حيت ينفر منه العديد ،وذلك راجع إلى سوء منهجية تدريسه في التعليم الأساسي أو غياب وعي تاريخي ،أو نتيجة سوء فهم لم تنجح مؤسسات الوساطة (الجامعة ،المجتمع المدني ،الهيئات الوزارية المعنية )من تبديده. 3- النظرة الانتقائية إن مجال التاريخ متعدد الأوجه ،ينظر إليه من عدة زوايا ،حسب المنطلقات ،وزوايا النظر ،وجرت العادة عند المجتمع المغربي أن يأخذ منه ما يساير أطروحة فكرية ،أو حادثة عرضية، أو بنية إيديولوجية تساير طرحا أو مشروعا أو منهجا.
التاريخ -المجتمع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة