مدونة د. إبراهيم عبد اللطيف العبيدي
حقيقة الفرق بين الاكتناز والادخار
د. إبراهيم عبد اللطيف العبيدي | Ibrahim Abdullatif Alobeidi
04/10/2021 القراءات: 3227
حقيقة الفرق بين الاكتناز والادخار
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والآه؛ وبعد:
فقد سبق طرح السؤال على مجموعة من المهتمين والدارسين منذ سنوات، وفي أكثر من مناسبة، زيادة على طرحه بشكل شخصي مع سؤالين أو ثلاثة أخرى على أغلب من يتواصل طلباً لعنوان بحث ما، والغاية من السؤال معرفة جدية السائل ومستوى ثقافته ومدى إطلاعه، ليتم تزويده بعناوين تنسجم مع مستواه وتتقارب مع رغبته وإمكانياته المعرفية؛ من خلال عودته بالجواب بعد مدة يسيرة من الحوار، وإن عاد بلا جواب -كما هو الغالب- يتم إرشاده إلى مجموعة من المصادر في التخصص الدقيق في الاقتصاد الإسلامي الذي يقصده، وصولاً إلى جواب السؤال أعلاه وغيره.
وقبل كتابة هذه المشاركة، تم البحث في بعض محركات البحث عن الفرق بين مفهومي الاكتناز والادخار، وهل ثمة اختلاف بينهما أم لا؟
وقد تم الوقوف على وجود أسئلة قريبة في بعض المواقع والمنتديات الإلكترونية، مع إجابات، إلا أن أغلبها كانت إجابات عامة، وبالرغم من وجود بعض الإجابات المفصلة فيها، الذي تظهر ثقة المجيب، إلا أنها شرقت وغربت كذلك، ولم تذكر لُب الجواب المفصلي المطلوب!
علما أن الجواب مذكور في كتاب (الادخار- مشروعيته وثمراته) لكاتب هذي السطور، الصادر قبل عقد من الزمن،وتحديداً سنة 2011 م، في الصفحات 18-20، والمنشور إلكترونياً في أكثر من موقع.
وبعيداً عن الخوض في التفاصيل والمصطلحات الدقيقة الخاصة بكلا المصطلحين، ووصولاً إلى جواب واضح بيّن مختصر عن حقيقة الفرق الجوهري بين الادخار والاكتناز، فإن الجواب يختصر بقضية مفصلية هي (أداء الزكاة من عدمها)؛ فكل مال مدخر كان أو مكنوز، سواء كان مدفوناً في باطن الأرض أو كان وديعة في مصرف، أو موضوع في درج المكتب، أو مخبئ تحت سرير النوم وغيرها من الأماكن المختلفة، وبلغ مقداره نصاب الزكاة، وحال عليه حولاً هجرياً كاملاً، ولم تؤدَ زكاته فهو مال مكنوز مذموم. أما إذا أديت زكاة هذا المال المكنوز نفسه بمختلف صوره أعلاه فقد أصبح مالاً مدخراً محموداً مباركاً. وقد تم استنباط هذا الفارق الجوهري بين كلا المصطلحين من التأمل في قوله تعالى (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة التوبة، الآية 34. والأحاديث النبوية الواردة في الادخار؛ وما دار من كلام شُراح الحديث (رحمهم الله تعالى)حولها، زيادة إلى كلام المفسرين حول آية الاكتناز السابقة، ومنه تفسير الطبري، 14/217.وكذلك كلام الفقها؛ إذ جاء تعريف الكنز عندهم بأنه المال: (الذي لم تؤدَ زكاته) كما في مغني المحتاج للشربيني،2/92.
وبذلك يكون أداء الزكاة هو الفيصل بين المال المدخر المحمود، وعدم ادائها في المال المكتنز المذموم.
والله تعالى أعلم.
حقيقة الفرق بين الاكتناز والادخار
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع