أحدثت التقنيات الحديثة طفرة كبيرة في مجال إنتاج المعلومات، الأمر الذي أثر بشكل كبير على
وتيرة تطور المعلومات، حيث أصبحت وحدات القياس تتغير في لمح البصر، وهو ما مهد لظهور
مفهوم جديد تمثل في مفهوم البيانات الضخمة.
لطالما كان هناك اهتمام متزايد من طرف مختلف أنواع المؤسسات المعلوماتية بحصر وجمع
وتنظيم واتاحة المعلومات مهما اختلف شكلها ونوعها، لكن في الوقت الحالي أصبحت تعيش
هاجس ضياع البيانات بسبب وتيرة التطور التي تؤدي إلى طمس معلومات لم تعرف بعد.
وحتى تتمكن المؤسسات المعلوماتية من مواجهة كل التحديات السابقة الذكر، لابد من توفر
أخصائي معلومات قادر على مواكبة هذه التطورات، من خلال اكتسابه لكل المهارات اللازمة
سواء كانت تلك الأساسية التي تمكنه من معايير الضبط البيبليوغرافي، المعالجة الفنية...
إلخ، أو كانت تلك المساعدة مثل: اللغة، التكنولوجيات الحديثة...الخ، هذه المهارات التي يجب
أن يكتسبها من التكوين الأساسي بأقسام المكتبات والمعلومات من خلال مقررات تستوعب
مختلف التطورات الحديثة.
لذا سنتناول من خلال هذه الورقة العلمية موضوع البيانات الضخمة بالدراسة والتحليل، حيث
سيتم تسليط الضوء على هذا المفهوم الحديث والتعريف به، ثم سيتم العمل على جمع
مختلف المقررات التكوينية لأقسام المكتبات والمعلومات بالوطن العربي، والعمل على تحليلها
للتوصل إلى مدى موائمتها لمفهوم البيانات الضخمة، وقدرتها على تكوين أخصائي معلومات
متمكن من أداء دوره في ظل هذه البيئة الجديدة.
سوهام بادي | Souhem Badi | 7984