عندما كان المشرق مشرقا والمغرب ملهما وحافزا للشعوب الغربية
17/11/2021 القراءات: 4392
بينما كانت الكنيسة تفرض حصارا محكما على حركية التفكير والبحث العلمي، ظهرت حضارة جديدة في المشرق تمجد العلم والمعرفة وتوجههما نحو العمل، إنها حضارة المسلمين. وهذه من البديهيات لأن منطق التاريخ لا يقبل الفراغ، والنموذج الأندلسي أصبح واضحا في ذهن الأحرار الغربيين، فأدركوا أن لا سبيل إلى النهوض العلمي وتحقيق إنسانية الانسان إلا بتقويض مؤسسة الكنيسة، وقد سطر "سان سيمون" هذه الحقائق التاريخية وهو يتحدث عن التحول الثقافي الذي حدث في الغرب إذ يقول: "إن بداية انهيار هذا النظام في التفكير حدث مع إدخال العلوم "الوضعية" إلى أوروبا عن طريق العرب، وقد خلف ذلك بذرة هذه الثورة المهمة التي انتهت اليوم تماما...ويضيف، وفي ما يتعلق بنقد معارفنا الخاصة ومذاهبنا العامة فما كاد "العرب" يبدؤون إقامتهم في أجزاء أوروبا، حتى أنشأوا مدارس لتلقين العلوم التي تقوم على الملاحظة، وظهرت حماسة عامة وجهت كل العقول المتباينة في اتجاه النور الجديد، وأقيمت مدارس مشابهة في كل أوروبا الغربية، فأنشئت مراصد وقاعات للتاريخ الطبيعي في كل من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا".
الغرب، المشرق، الحضارة الإسلامية،
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع