طريقة التفكير الكبير للتفكير بشكل أفضل
نضال أبو سويرح | NIDAL ABUSWEIREH
20/09/2022 القراءات: 1900
يفكر الناس بطريقتين؛ الأولى هي التفكير التقليدي Traditional Thinking ويفكر بها الغالبية العظمى من الناس؛ أما الطريقة الثانية فهي التفكير الكبير Big Thinking وللأسف تفشل معظم الناس بهذا التفكير، وبالتالي تفشل في حياتها.
ويعتقد كثير من الناس اعتقاد خاطئ؛ أو ما يسمعونه من مدربي التنمية البشرية أنه من خلال سحر التفكير ستحقق أحلامك، وتستطيع تكون ثروة كبيرة بدون بذل جهود كبيرة. ومع الأسف هذا الاعتقاد منتشر بشكل كبير، ولكنه للأسف خاطئ.
تطرق الكاتب David J. Schwartz لمصطلح التفكير الكبير لأول مرة في كتابه " كتاب سحر التفكير بصورة أكبر"The Magic of Thinking Big عام 1959م. وتبنت العديد من الدول هذا المفهوم في إطلاق مشاريعها العملاقة.
ويوضح الكاتب المعنى الحقيقي للتفكير الكبير؛ وهو أن يكون لديك هدف كبير في حياتك، مهما كان هذا الهدف. سواء إنشاء مشروع كبير أو أنك تخطط لتكون صاحب ثروة كبيرة، والهدف هذا هو الذي سيحرك فيك الدافعية للعمل.
ويذكر الكاتب المثال التالي على التفكير الكبير؛ حيث يطلب من القارئ أن يتخيل أنه بعد فترة من الزمن سيحصل على مبلغ 500$ أو 100,000$؛ يا تري هل سيعمل أكثر ليحصل على 500$ أم 100,000$؟ فإذا اختار مبلغ 500$ فهو هدف قليل، وسيعمل قليلاً ولن يصل للهدف.
ويشير الكاتب أنه من الناس التي اتبعت طريقة التفكير الكبير في زمننا الحاضر هـو Elon Musk حيث أنه باع شركته PAYPAL إلى شركة eBAY بمبلغ 180 مليون دولار أمريكي بعد الضرائب. وكان بمقدور ELON MUSK التفكير بشكل تقليدي واستثمار هذا المبلغ الكبير في المشاريع الاستثمارية ويبقى مرتاحاً.
ولكن ELON MUSK فكّر بطريقة التفكير الكبير؛ فكان هدفه أن تكون الطاقة البديلة جزء من حياة العالم، كان يتمنى أن تستعمل الناس السيارات الكهربائية وأن تستخدم الطاقة الشمسية في بيوتها. وكان لديه حلم بأن يرسل الناس إلى المريخ.
يمتلك الآن ELON MUSK ثلاث شركات كبرى، هي شركة TESLA للسيارات الكهربائية، شركة SOLAR CİTY للطاقة الشمسية للبيوت، وشركة SPACEX لصناعة صواريخ الفضاء. وهذه الشركات تمثل وأهدافه أحلامه وطريقة تفكيره.
ويوضح الكاتب أن معظم الناس الذين لا تفكر بطريقة التفكير الكبير؛ أنهم يواجهوا 4 مشكلات رئيسية؛ هي: الخوف، الظروف، البيئة، الأشياء الكبيرة.
فالخوف يجبرك على التفكير بالطريقة التقليدية، وهو يمنعك من إنشاء مشروعك أو تغيير عملك، وغيرها. ولتجاوز هذا الخوف يذكر الكاتب جملة مهمة جداً؛ وهي أن "العمل يتجاوز الخوف". وباختصار لو كنت تريد أن تعمل شيء كبير في حياتك؛ فابدأ فوراً.
أما بخصوص الظروف، فيصفها الكاتب بمرض الأعذار. وهذا المرض يصيب معظم الناس الذين يفكروا بطريقة التفكير التقليدي. فتجد كثير من الناس يحمّلون فشلهم إلى الظروف التي يواجهونها في حياتهم.
أما بخصوص البيئة المحيطة؛ فالناس من حولك يؤثروا بك في السلب أو الإيجاب. وللاستفادة المثلى من البيئة المحيطة يجب أخذ نصيحتك من أصحاب العلاقة والأشخاص الناجحين. والثانية هي المشاركة وحضور المؤتمرات والأنشطة في مجالك وخارج مجالك. حتى تنمي أفكارك الإبداعية. وهذا يساعدك على التفكير بشكل أكبر، وهو ما نعنيه بالتفكير الكبير.
أما بخصوص الأشياء الصغيرة؛ فمعظم الناس تفكر بالأشياء الصغيرة والتافهة، فهي تضيع وقتها في التكفير. وكي تفكر بطريقة التفكير الكبير يجب أن تهتم بأمرين مهمين؛ هما: تجاهل الأشياء الصغيرة، وأن تكون مستمعاً جيداً. وهذا يساعدك لاكتساب أفكار بشكل كبير من الأشخاص الناجحين. ولو بحثت في سمات الناجحين؛ تجد يستمعون أكثر مما يتكلمون. وتذكر دائماً المقولة: "الكبار يحتكروا الاستماع، الصغار يحتكروا الكلام".
وهنا؛ لا بد من أن نسأل سؤالاً واقعياً جوهرياً. ألا وهو: لماذا تكون جرأة لدى بعض رجال الأعمال أو الدول في الإقدام على البدء في إنشاء مشاريع عملاقة، وفي المقابل يتسلل الخوف لدى البعض الآخر في ذلك؟. والإجابة على هذا التساؤل تكمن في غياب التجارب السابقة، وعدم الثقة بالنفس، وعدم الايمان بإمكانية تحقيق مثل هذه المشاريع. إن الإيمان بإمكانية نجاح فكرة أي مشروع هي الأساس، والخطوة الأولى للذهاب إلى أبعد من ذلك بتحوّل الفكرة إلى واقع؛ حسب وجهة رأي الكاتب العُماني إبراهيم بن سعيد الريامي.
وختاماً؛ إذا كان تفكير الإنسان صغيراً، وتطلعاته في الحياة صغيرة؛ فمن الطبيعي أنه سيحصل على نتائج صغيرة ونجاحات بمستوى تفكيره، والعكس صحيح فإن التفكير الكبير يفضي إلى نتائج كبيرة وعظيمة. ومعظم الأعمال الضخمة والمشاريع العملاقة كانت عبارة عن أفكار سطعت في عقول أشخاص آمنوا بتلك الأفكار وتبّنوها وعملوا جاهدين على تحقيقها، وبالتالي ظهرت إلى حيّز الوجود. والأشخاص الذين يؤمنون بالمستحيل فهم صادقين؛ وستكون أعظم إنجازاتهم في عدم تحقيق شيء.
التفكير، التفكير الكبير، المشاريع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع