مدونة د. بسام مصباح طه أغبر


تحقيق مخطوط الدر المنتخب من أمثال العرب

بسام مصباح طه أغبر | Bassam Aghbar


27/09/2021 القراءات: 1908  


صدر في العام 2021م، عن دار الكتب العلمية في بيروت، كتابٌ، حققه للمرة الأولى، د.بسام الأغبر، وهو كتاب: الدُّر المنتخب من أمثال العرب- للشيخ محمد بن قاسم بن محمد الحلبي البكرجي (ت 1169هـ)
وتمت عملية تحقيقه، وإخراجه، ودراسته، بفضل الله وعنايته، أثناء فترة انتشار فيروس كورونا، العام الماضي، والإغلاق التام الذي شهدته البلاد.
وتوزعت أمثال هذا الكتاب وحِكَمِه، وقصصِه، وحواشيه، على ثلاثين باباً، وقد سَبق هذه الأبواب فهرسٌ عام، وإهداء، ومقدمة، وخُتِم بفهارس الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والقوافي الشعرية، وقائمة المصادر والمراجع، وجاءت كلها مبثوثة فيما يقرب من (800) صفحة من القطع الكبير.
وفيما يأتي تفصيل ذلك:
أولاً- الإهداء: خصَّ المحقق الإهداء إلى النبي الكريم، محمد، صلى الله عليه وسلم، ثم إلى الضحايا الذين خطفهم فيروس كورونا، وخُتم الإهداء أيضاً إلى أهل المحقق.
ثانياً- مقدمة التحقيق: شرح فيها المحقق منهجه العلمي الذي اتبعه في تحقيقه للمخطوط، وجاء فيها:
1. تعريف بصاحب المخطوط، وتاريخه العلمي.
2. تعريف بناسخ المخطوط.
3. مصادر الكتاب
4. أقسام الكتاب وموضوعاته.
5. المنهج العلمي للكتاب، وأسلوبه.
6. وصف المخطوط
7. عمل المحقق في المخطوط
8. نماذج من المخطوط
ثالثاً- مقدمة المؤلف
رابعاً- أبواب الكتاب التي تتابعت في الكتاب، وبلغ عددها ثلاثون باباً، بدأت بباب الهمزة، وخُتمت بباب نُبذ من كلام النبي، صلى الله عليه وسلم، والخلفاء والصحابة والتابعين، ثم خاتمة الناسخ.
خامساً- فهارس الكتاب، المتمثلة في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والقوافي، وخُتم الكتاب بقائمة المصادر والمراجع.
لقد نالت الأمثالُ مكانةً عظيمةً عند علماءِ الأُمة، وحظيت على اهتمامهم الكبير؛ فجمعوها، وحفظوها، ودرسوها، وصنفوا فيها من الكتبِ العددَ الكبيرَ، وربطوها مع العلوم المختلفة، وحاولوا معرفة ظلال معانيها المتعددة؛ فهذا يَدْرُسُ الأمثالَ الجاهلية، وذاك يتناول الأمثال الإسلامية؛ قرآنية كانت أم نبوية، وآخر يتتبَّعُ الأمثالَ الشعرية.
ويرتبط هذا الاهتمام في الأمثال بأكثر من جانب، منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو بلاغي؛ ففي الجانب الاجتماعي ترتبطُ الأمثالُ وقصصُها بحياة الشعوب، وهي ناطقةٌ عنهم؛ فأصبحت هذه الأمثالُ مرآةً عن حياتهم الاجتماعية، وصورةً نابضةً عن واقعهم بحلوه ومره، وتعبَّر عمّا يختلجُ في نفوسهم، ولا تَقْدِرُ على نطقه ألسنتُهم.
وفي الجانب البلاغي؛ فإنَّها تعبر عن المعاني العظيمة بكلمات قليلة، وتوجز عن الفقرات بجملةٍ أو جملتين، ولها سحر بياني؛ إذ إنَّ عباراتها سهلة النطق، بعيدة عن التوعُّر، تسرق القلوب قبل الآذان، وتنزل على العقول كما ينزل الوابل على الربوة، فإنْ لم يكن وابلٌ فطلُّ؛ لِتَنْبُتَ به قرائحُ البلغاء، وتُسقى منه أشجار الفصاحة، ويمكث في باطن النفس البشرية ما ينفعها.
ويتميز هذا المُؤلَّفُ، بجانبين:
أولهما: أنه جاء اختصاراً لكتاب ضخم، له عناية خاصة في الأدب العربي، ونعني به مجمع الأمثال للميداني؛ فربما يُغني امتلاك الدر المنتخب من أمثال العرب، امتلاك الكتاب الأصل، مع أهميته.
وثانيهما: أنه جاء محققاً تحقيقاً علمياً خلا منه، للأسف، مجمع الأمثال.
إنَّ هذا الكتاب، جاء ليأخذ مكانه على رفوف المكتبة العربية، ويتلقفه القارئ العربي، وكل مشتغل بالتراث العربي الغني، وهي دعوة إلى إعادة إحياء هذا التراث بما فيه من كنوز ودرر، تحتاج إلى الصادقين من أبناء الأمة؛ حتى تُعاد الحياة إلى ذلك الماضي العريق، الذي نستطيع، بنوره، أن نرسم مستقبلاً حافلاً بالعطاء والإزدهار.


تحقيق، أمثال، اللغة العربية، إصدارات جديدة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع