مدونة الباحث عبد الرحمان قدي


الطريقة المُثلى للاستفادة من برامج القنوات الفضائية - الجزء الثاني

عبد الرحمان قدي | Abderrahmane Keddi


27/05/2021 القراءات: 3837  


الطريقة المُثلى للاستفادة من برامج القنوات الفضائية



الجوانب المؤثرة على اختيار المُشاهِد للبرامج التلفزيونية

بعد استعراضنا لأبرز أنواع (دليل المشاهدة) التي توفرها القنوات الفضائية سنتطرق الآن إلى أهم الجوانب التي تؤثر على اختيار المشاهد لما سيتعرض له من برامج تلفزيونية مختلفة و متعددة.
1ـ التوجهات العقائدية و الفكرية: تعتبر أهم معيار يؤثر على اختيار المشاهد لما يتعرض له يوميا من برامج القنوات التلفزيونية، فالديانة التي يعتنقها كالإسلام مثلا و ما يتبعها من مذهب عقائدي (سني، شيعي ...) تفرض وجودها كمرجع له دور بارز في انتقاء البرامج التلفزيونية التي سيتابعها خصوصا إن كان مضمونها له علاقة بالدين أو الجانب العقائدي عموما، إذ من المنطقي أن يشاهد المشاهد من هذه البرامج ما يتوافق مع الدين الذي يعتنقه و قد يتجنب في أغلب الأحيان التعرض لما يخالف ذلك، زيادة على ذلك فالتوجهات الفكرية كالشيوعية و الليبيرالية "سياسيا"/الاشتراكية و الرأسمالية "اقتصاديا"/الانغلاق و التفتح "ثقافيا"/ الأصالة و المعاصرة "حضاريا" ... و غيرها كلها قد تفعل فعلتها في دفع المشاهد لمتابعة برامج معينة و الامتناع عن مشاهدة برامج أخرى حسب درجة انسجام كل واحد منها مع التوجهات المختلفة التي ينتمي لها من يتعرض للقنوات التلفزيونية.
2ـ المستوى العلمي: له دور فعال في انتقاء المضامين التلفزيونية، و لا يقصد بهذا المستوى الحد الذي بلغه الفرد في تكوينه العلمي كمستوى التعليم الثانوي، التعليم الجامعي، الدكتوراه ... إلخ، بل القصد الصحيح منه هو ما يحمله الفرد فعليا من علوم و معارف اكتسبها خلال حياته إما عن طريق التعليم أو المطالعة أو التكوين الخاص في شتى المجالات، فكلما ارتفع المستوى العلمي لدى الفرد سيزيد معه الاهتمام بنوعية البرامج التلفزيونية التي يشاهدها لأن بارتفاع هذا المستوى إلى حدود معينة سيقتصر التركيز ـ فقط ـ على مشاهدة كل ما له علاقة بالتخصص أو المجال العلمي الذي ينتمي إليه المشاهد و مهملا للاطلاع على بقية البرامج التي تبثها القنوات الفضائية.
3ـ الأحداث و البيئة المحيطة: من المعروف أننا نتأثر بمختلف الأحداث التي تجري في واقعنا خصوصا إن كانت مجرياتها قريبة منا أو تتعلق بأمور تهمنا في حياتنا الشخصية و الاجتماعية، و بالتالي ستجعل أي شخص حريصا على معرفة تفاصيلها من خلال مشاهدة أخبارها التي تبثها مختلف القنوات التلفزيونية، أما البيئة التي نعيش فيها تجلعنا مضطرين دوما إلى الاطلاع على كل تغيير يحدث في إطارها حتى نكون على معرفة تامة بها، و على هذا الأساس سيكون كل شخص مهتما بمشاهدة القنوات الوطنية و المحلية مثلا باعتبارها تنقل في كثير من الأحيان واقع البيئة المحيطة بنا.
4ـ الالتزامات المهنية و التعليمية: قد تدفع هذه الالتزامات أحيانا أي شخص إلى متابعة آخر المستجدات، المتعلقة بعمله إن كان موظفا أو المتعلقة بشؤون التعليم إن كان متمدرسا، و القنوات الفضائية تتيح ذلك مما يجعل مشاهدتها فرصة لبقاء العاملين و المتعلمين على اطلاع بكل جديد يخص مجال الشغل و الدراسة.
5ـ المشاكل و ضغوطات الحياة: تدفع الفرد إلى البحث عن متنفس ينسيه همومه و أتعابه، فيجد في مشاهدة برامج التسلية و الترفيه التي تبثها القنوات التلفزيونية ضالته، و بما أن هذه البرامج كثيرة و متنوعة فهي تعبر عن توجهات و قيم مختلفة بالرغم من أن هدفها الترويح عن النفوس، مما يستوجب انتقاء ما يُشاهد منها بعناية.


البرامج التلفزيونية، القنوات الفضائية، دليل المشاهدة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع